تم يوم أمس الثلاثاء، تسليط الضوء على دور المغرب كشريك مميز للسيادة الاقتصادية الأوروبية، لاسيما في ما يتعلق بصناعات الحياة، وذلك خلال ندوة افتراضية نظمت من طرف الجمعية العربية-اللوكسمبورغية للأعمال. وخلال هذه الندوة الافتراضية، أكد رئيس "لوكسمبورغ أراب بيزنيس أسوسييشن"، مارك تييزين، حسب وسائل إعلامية أجنبية، على أهمية تنظيم هذا اللقاء مع شريك مميز لأوروبا، يضطلع أيضا بدور محوري في العلاقات الأورو-إفريقية. وأشاد في هذا الصدد بانفتاح الاقتصاد المغربي على آفاق عالمية، منوها بمناعته وقدرته على التأقلم حتى في زمن الأزمة، مثل هذه التي يعيشها العالم حاليا. بعد ذلك، أبرز سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، في كلمة له، السياق الحالي الذي يمر به الاقتصاد المغربي، مسجلا أن المملكة تشهد ثورة صناعية حقيقية تقودها رؤية ملكية رائدة تضع البلاد في موقع الصدارة بين القوى الناشئة. وبالنسبة للمتحدث نفسه، فقد كشفت الأزمة الصحية التي يمر بها العالم اليوم عن الحاجة إلى إعادة نقل بعض الأنشطة الصناعية المرتبطة بالحياة، مشيرا إلى أن أوروبا مدعوة في هذا السياق إلى الانفتاح على جوارها المباشر بالحوض المتوسطي وفي إفريقيا، حتى لا تعتمد حصرا على شركائها البعيدين. وشدد على أن "المغرب من هذا المنظور، يمكن أن يشكل بديلا للمساهمة في تجسيد هذا الطموح المتمثل في بلوغ الاستقلالية أو السيادة الاقتصادية لأوروبا، من خلال استضافة جزء من صناعاتها الحيوية". وأوضح أن "المملكة تمتلك مؤهلات كبيرة لتصبح شريكا لأوروبا في هذا المسعى لتحقيق السيادة الاقتصادية، وهي إمكانيات كلاسيكية تتمثل في قربها الجغرافي والثقافي من أوروبا، والاستقرار والأمن، والمناعة والجاذبية الاقتصادية، والتجذر الإفريقي للمملكة، ثم المؤهلات التي كشف عنها وباء "كوفيد-19′′، بما في ذلك الاستجابة السريعة للأزمة من خلال اتخاذ تدابير ناجعة، وهذه القدرة الاستثنائية على إعادة توجيه وملاءمة صناعتها مع الاحتياجات الحيوية". وقال إن "هذه المؤهلات التي جرى الكشف عنها، تعزز الاستثناء المغربي وتؤهل المغرب بشكل كبير حتى يكون شريكا مميزا لأوروبا، في سعيها إلى السيادة على قطاعات اقتصاد الحياة. وبعد التذكير بتدبير المغرب النموذجي للأزمة الصحية، وتعبئة صناعته، ومختلف الإجراءات المتخذة لتقليل أثرها الاقتصادي، أكد السفير أن المملكة كانت أيضا في موعد التضامن الدولي، من خلال المساهمة في الاستجابة العالمية لفيروس كورونا، عبر تصدير الكمامات الواقية والمعدات الطبية إلى الشركاء الأوروبيين ومد يد العون للدول الشقيقة والصديقة في إفريقيا. وحرص السفير على الإشادة بدينامية الجالية المغربية-اللوكسمبورغية، التي تتألف بشكل أساسي من أطر رفيعي المستوى، والتي تضطلع بدور مهم في التقريب بين البلدين.