ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    عائلة سيون أسيدون تقرر جنازة عائلية وتدعو إلى احترام خصوصية التشييع    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    طنجة.. وفاة شاب صدمته سيارة على محج محمد السادس والسائق يلوذ بالفرار    "جيل زد" توجه نداء لجمع الأدلة حول "أحداث القليعة" لكشف الحقيقة    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    خلاف بين وزارة الإدماج ومكتب التكوين المهني حول مسؤولية تأخر منح المتدربين    طنجة.. الدرك البيئي يحجز نحو طن من أحشاء الأبقار غير الصالحة للاستهلاك    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    لقاء تشاوري بعمالة المضيق-الفنيدق حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الجيش المغربي يستفيد من التجارب الدولية في تكوين الجيل العسكري الجديد    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    بعد السرقة المثيرة.. متحف اللوفر يعلن تشديد الإجراءات الأمنية    تتويج مغربي في اختتام المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي بالداخلة    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة تعزيزاً للموارد البشرية وتنمية القطاع الحرفي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    فضيحة كروية في تركيا.. إيقاف 17 حكما متهما بالمراهنة    السلطة تتهم المئات ب"جريمة الخيانة" في تنزانيا    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفلاحة البيولوجية .. سلسلة مكلفة في الإنتاج وتجد صعوبة في التسويق
نشر في بيان اليوم يوم 19 - 04 - 2019

يشكل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، مناسبة للتعرف على مجموعة من التجارب الفلاحية سواء الدولية أو المحلية، على اعتبار هذا الملتقى يمثل نقطة لتقاسم الأفكار والخبرات بين فلاحين وخبراء في المجال الفلاحي.
ومن بين المواضيع التي أثارت بشكل كبير النقاش بالدورة 14 للمعرض الدولي للفلاحة، نجد “الفلاحة البيولوجية”، أو “الفلاحة المستدامة”، من تم اهتدت مؤسسة القرض الفلاحي للمغرب إلى تنظيم يوم دراسي أول أمس الأربعاء، عرف مشاركة مجموعة من الخبراء المغاربة والأجانب.
دعم بنكي
وفي هذا الصدد، قال طارق السجلماسي الرئيس المدير العام للقرض الفلاحي للمغرب، إن مؤسسته على وعي بالدور الكبير الذي يجب أن تعلبه في تطوير القطاع الفلاحي بالمغرب، مؤكدا بأن المجال الفلاحي يواجه مجموعة من التحديات.
وأضاف طارق السجلماسي أن العالم القروي يجب أن يعرف تنمية حقيقة من خلال دعم الفلاحين بالعالم القروي، أو ما أسماه ب”الفلاحة الاقتصادية التضامنية”، مشيرا إلى ضرورة تطوير الإنتاج على مستوى الفلاحة البيولوجية بالمغرب.
وكشف السجلماسي أن القرض الفلاحي للمغرب يوفر في هذا الصدد، عروضا خاصة بالفلاحة البيولوجية، حيث أحدث قرضا على شكل منتوج “بيو فلاحية”، إذ يستهدف هذا العرض التمويلي الخاص، الفلاحين الذين تحولوا مسبقا أو يرغبون في التحول إلى الفلاحة البيولوجية، ويضم قرض “بيوفلاحية” نوعين من التمويل؛ قرض استثماري وآخر للتسيير.
من جانبه، أشار نبيل شوقي مدير تنمية سلاسل الإنتاج بوزارة الفلاحة، أن الوزارة تولي أهمية خاصة للنشاط الفلاحي البيولوجي، من خلال دعمها له باستراتيجيات تنموية، وذلك في إطار الدستور المغربي الجديد لسنة 2011 الذي تحث نصوصه على خلق التنمية بالعالم القروي.
وسجل نبيل شوقي، أن المغرب أصبح منخرطا بشكل فعال في الإستراتيجية الدولية الداعية إلى فلاحة مستدامة تحافظ على البيئة، وهو ما تؤكده الأرقام المتزايدة على مستوى الزيادة في حجم المنتجات الخاصة بالفلاحة البيولوجية التي انتقلت بين سنة 2016 و2018 من 40 ألف طن إلى 95 ألف طن.
وذكر شوقي القانون 39-12 الذي أشرفت وزارة الفلاحة على إخراجه إلى حيز الوجود حيث أصبح مفعلا بتاريخ 6 شتنبر 2018، والمتعلق بالإنتاج البيولوجي للمنتجات الفلاحية والمائية، موضحا بأنه يحدد قواعد إنتاج المنتوجات البيولوجية وإعدادها وتسويقها، كما يعرف باللجنة الوطنية للإنتاج البيولوجي ونظام مراقبة المنتوجات البيولوجية والتصديق عليها وشروط وضع الملصقات المتعلقة بالمنتوجات المحصل عليها بطرق الإنتاج البيولوجي.
اهتمام أممي
وشهدت الندوة ذاتها، مشاركة فلورونس رول ممثلة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالمغرب التي أبرزت أهمية الانتقال نحو الفلاحة البيولوجية ودورها في حماية البيئة، لا سيما وأنها فلاحة تقوم على مجموعة من الأسس البيولوجية، من قبيل؛ استخدام السماد العضوي والمكافحة البيولوجية المتكاملة، ثم استثناء المنتجات المعدلة وراثيا، واختيار الأنواع النباتية والحيوانية الملائمة للظروف المحلية، بالإضافة إلى احترام الاحتياجات الفيزيولوجية والسلوكية للحيوانات (الرعي في الهواء الطلق والمجال الحر) وإمدادها بالأغذية البيولوجية.
وأكدت فلورونس رول في تصريح صحافي لجريدة بيان اليوم، عقب هذا اللقاء، أن منظمة الفاو تدعم كل المبادرات الزراعية الهادفة إلى الحفاظ على البيئة والتي تساهم في استقرار ساكنة العالم القروي، مشيرة إلى برنامج الأمم المتحدة الخاص بالزراعة المستدامة المحددة أجندته في سنة 2030.
وزادت رول في تصريحها للجريدة، أن الفاو تربطها مجموعة من الشركات والاتفاقيات مع المغرب، مشددة بأن منظمة الأغذية والزراعة على اتصال دائم مع وزارة الفلاحة، كما أنها مستعدة لتقديم الدعم التقني والمادي للمشاريع المهتمة بالفلاحة البيولوجية أو المستدامة.
مجهود مغربي
ونظرا لأهمية هذا الموضوع، حملت بيان اليوم مجموعة من الأسئلة عن هذا النشاط الزراعي بالمغرب من أجل معرفة التفاصيل عنه، حيث انتقلت إلى الجناح الذي توجد به الفيدرالية البيمهنية المغربية للسلسلة البيولوجية FIMABIO، بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وجمعت حزمة من الأفكار والمعلومات حول هذا النشاط الفلاحي الصديق للبيئة.
وفي هذا السياق، قدم كسوس الشريف الأمين العام للفيدرالية البيمهنية المغربية للسلسلة البيولوجية لبيان اليوم مجموعة من المعلومات حول هذا النشاط الفلاحي، موضحا بأنه يوجد في العالم حوالي 2.7 مليون فلاح منتج في تخصص الفلاحة البيولوجية.
وأضاف كسوس الشريف أن حجم التجارة الدولية في مجال الفلاحة البيولوجية يقدر ب 100 مليار دولار أمريكي، مؤكدا وجود تنافس قوي بين مختلف الدول على هذه الفلاحة ولا أدل على ذلك، هو إحداث 20 ضيعة فلاحية بفرنسا بشكل يومي، موضحا بأن دولة فرنسا واحدة من الدول التي تشتغل بشكل كبير في هذا التخصص.
وبالعودة إلى المغرب، كشف الشريف أن 80 في المائة من الإنتاج الفلاحي البيولوجي بالمغرب، يتواجد
على مستوى خمس جهات كبرى وهي الرباط، الدار البيضاء، مراكش، سوس ماسة، كلميم، موضحا بأن هذا النشاط الفلاحي ارتفع بمعدل 16 في المائة خلال سنة 2018 بالمقارنة مع سنة 2010.
وذكر الأمين العام للفيدرالية البيمهنية المغربية للسلسلة البيولوجية، أن المغرب يتوفر على حوالي 9850 هكتار من الأراضي الفلاحية المخصصة للزراعة البيولوجية ، قائلا: “الفلاحة البيولوجية هي مستقبل الفلاحة بالمغرب”.
وحول حجم الإنتاج المحلي من الخضروات والفواكه والدواجن واللحوم الحمراء، أفاد المتحدث أن المغرب أنتج أزيد من 94.500 طن من المنتجات الفلاحية البيولوجية، تم تصدير 16 ألف طن منها إلى الخارج.
وأفاد كسوس الشريف بأن المغرب يتوفر على 400 منتج في الفلاحة البيولوجية، يساهمون في السوق الفلاحية ب 20 في المائة، مشيرا كذلك، إلى أن ست ضيعات كبيرة تم إحداثها من طرف الفيدرالية، كما أن هذه الأخيرة، عملت على تنظيم أزيد من 50 يوم تحسيسي خاص بالتكوين والتوعية بأهمية الفلاحة البيولوجية.
وبالمقارنة مع باقي الدول الإفريقية فإن المغرب لا زال نوعا ما متأخرا في هذا النشاط الفلاحي، على اعتبار العديد من الدول تنتج بشكل جيد الفلاحة البيولوجية كأوغاندا مثلا، وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الدول الإفريقية توجد بها مساحة 180 ألف هكتار خاصة بالفلاحة البيولوجية، يشتغل بها أكثر من 540 ألف منتج إفريقي.
وزاد كسوس في حديثه مع الجريدة، أن هذا النوع من الزراعة يعزز الأنظمة البيئية، وخصوبة التربة ويساهم في الحفاظ على صحة الإنسان، لم لا وأنه يعتمد على استخدام العمليات البيئية والتنوع الحيوي والدورات الزراعية التي تناسب الظروف المحلية بدلا من استخدام المواد الكيماوية ذات التأثيرات السلبية.
ودعا الأمين العام للفيدرالية البيمهنية المغربية للسلسلة البيولوجية المستهلك المغربي إلى محاولة تغيير عادته في اقتناء الخضروات البيولوجية نظرا لفوائدها الصحية، وتشجيعا أيضا للفلاح الذي يقبل على هذه الزراعة، والذي بالمناسبة “يجد مشكلا في ولوج سلعته إلى السوق الوطنية المحلية”، على حد قوله.
وطالب كسوس الشريف في الاخير بضرورة إعطاء أهمية لهذه الفلاحة، من خلال مخطط خاص فقط بالفلاحة البيولوجية، من أجل التحول من فلاحة كيمياوية إلى فلاحة مستدامة صديقة للبيئة والإنسان، هذا الأخير الذي يبحث عن منتجات بيولوجية غير أنها مرتفعة الثمن وفقه، مقدما مثال الجزر الذي يصل في بعض الأسواق المغربية إلى 40 درهما.
فلاحة مكلفة
غير أن الاستثمار في القطاع الفلاحي البيولوجي يعد مكلفا بحسب أبو القاسم عبد الحميد، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للسلسلة البيولوجية، موضحا بأن الفلاحة البيولوجية تتطلب عددا مهما من اليد العاملة بالمقارنة مع الفلاحة التقليدية، وذلك من أجل التخلص مثلا من الأعشاب الضارة بشكل يدوي، بالإضافة إلى السهر على نشر السماد يدويا.. إلى غيرها من الأنشطة التي تكلف الفلاح المزيد من المصاريف، من هنا فإن تكاليف اليد العاملة أعلى في الفلاحة البيولوجية.
علاوة على ذلك، فإن المواد المستعملة في الفلاحة البيولوجية هي الأخرى مكلفة جدا، كالأسمدة العضوية التي تعتبر أغلى ثمنا من الأسمدة الكيمياوية، والأمر نفسه يهم أيضا، البذور والنباتات البيولوجية التي يجب أن تكون خالية من التعديلات الوراثية.
ولم يخف أبو القاسم عبد الحميد في تصريحه لبيان اليوم، حقيقة أن المنتجات البيولوجية غالية في الثمن، مرجعا ذلك إلى التكلفة المرتفعة في الإنتاج، بالإضافة إلى الفراغ في هذا المجال على المستوى التنظيمي وكذلك التكتل المهني، حيث غياب عدد كبير من الفلاحين في هذه الزراعة.
واستنادا إلى مطوية حصلت عليها الجريدة من القرض الفلاحي للمغرب، وهي “دليل المستثمر في الفلاحة البيولوجية”، فإن الفلاحة المستدامة تتميز بمجموعة من الخصائص، أهمها التسميد العضوي الذي هو عبارة عن تحلل وتحويل للنفايات العضوية القابلة للتحلل سواء كانت من أصل نباتي أو حيواني، وذلك تحت تأثير تجمعات ميكروبية متنوعة تتطور وفق ظروف هوائية معينة.
وتوضح المطوية بأن عملية التسميد تتخذ عدة أشكال، من خلال مواد عبارة عن؛ الروث والفضلات وبقايا المحاصيل الزراعية، ك؛ القش، والنفايات، ومعالجة نفايات الإنتاج الفلاحي..
وبخصوص طرق المكافحة البيولوجية للأمراض التي من المفترض أن تصيب المنتجات البيولوجية، يفيد دليل القرض الفلاحي للمغرب، أن آفات الأمراض يتم القضاء عليها من خلال المكافحة البيولوجية والحماية المتكاملة التي ترتكز على استخدام آليات طبيعية تنتمي إما للعالم الحيواني أو النباتي أو مشتق منهما، هذا في القوت الذي تبقى الحماية المتكاملة عبارة عن تطبيق معقلن لمجموعة من التدابير البيولوجية والفيزيائية والزراعية التي تساعد على تحسين النباتات.
وعلاوة على ذلك، هناك سماد يطلق عليه “السماد الأخضر”، وهو مجموعة من النباتات المزروعة أو العفوية المدفونة في التراب تمكن من إعادة العناصر الغذائية إلى التربة وزيادة خصوبتها.
وخلاصة القول فإن الفلاحة البيولوجية تعتمد على الامتناع عن استخدام المواد الكيميائية الاصطناعية في عملية الإنتاج، من هنا فإنه من أجل الانتقال نحو الفلاحة البيولوجية يجب إحداث تغيير كبير جدا في الممارسات الفلاحية من جانب المنتجين، وكذا إعادة توجيه جهود التسويق والإنعاش.
****
أبو القاسم عبد الحميد* : المغرب متأخر في الفلاحة البيولوجية مقارنة ببعض البلدان الإفريقية
هل يمكن لك أن تضعنا في الصورة بخصوص السياسة الفلاحية البيولوجية بالمغرب ؟
أولا، لا زالت الفلاحة البيولوجية في المغرب في بداياتها، وأعتقد أننا في حاجة إلى مزيد من العمل لإبراز أهمية هذا القطاع الفلاحي المستدام، من قبيل توعية المستهلك بالفرق بين الفلاحة البيلولوجية والفلاحة التقليدية التي تعتمد على المواد الكيميائية.
وبخصوص المساحة الأرضية التي توجد عليها هذه الزراعة بالمغرب تقدر ب 10 آلاف هكتار، هذا مع 200 ألف هكتار مخصصة لشجر الأركان فقط، والتي تعتبر أيضا فلاحة بيولوجية لأنها لا تعتمد على مواد كيميائية، ولهذه الزراعة فوائد صحية بالنسبة للمستهلك الذي يتغذى عليها.
وفي السياق ذاته، أسجل تأخر المغرب في الزراعة البيولوجية بالمقارنة مع بعض الدول الإفريقية التي استطاعت التقدم في هذه الفلاحة، ونذكر على سبيل المثال، كلا من دولة أوغندا وتانزانيا وتونس أيضا، ويجب أن نعترف بأن هذه الدول متقدمة في هذه الزراعة.
هل هذا يعني أننا لا زلنا متأخرين في الوعي بالزراعة البيولوجية ؟
هناك اليوم إرادة قوية من أجل تطوير الزراعة البيولوجية بالمغرب. كما أشير إلى أن المستهلك المغربي هو الآخر على دراية بهذه السلسلة الزراعية إلى جانب المنتج، والمغرب يتوفر على أرضية خصبة في هذا التخصص من شأنها أن تساعده على تطوير هذه الزراعة.
والفلاحة البيولوجية لا زالت تعاني من جملة من المشاكل، من قبيل، مشكل النقل، إذ نبحث عن إيجاد حل لهذه الإشكالية من أجل إيصال منتجاتنا إلى المستهلك المغربي، لا سيما وأن هناك طلب كبير على هذه المنتجات البيولوجية بالسوق المغربية.
والمشكل الثاني يتعلق بمشكل التسويق، حيث لا زال هناك غياب نقط بيع المنتجات البيولوجية، حيث يجد الفلاح مشكلا في تسويق منتجه لفائدة المستهلك المغربي، والبحث جاري حاليا عن إيجاد طريقة منظمة لتسويق منتجاتنا.
كما أن هذا التخصص في حاجة كذلك إلى التكوين التقني الذي يعتبر مسألة جد مهمة، لا سيما وأنه يعتمد على اليد العاملة التي تعتبر ضرورية في هذه السلسلة، لأن أغلب أنشطة الفلاحة البيولوجية تعتمد على طرق بيولوجية، سواء في التسميد، أو مقاومة الأعشاب الضارة..
هل نحن في حاجة إلى سياسة عمومية خاصة بالفلاحة البيولوجية فقط ؟
أعتقد أن الدولة على وعي ودراية بأهمية التوجه نحو قطاع الفلاحة البيولوجية، ويتجلى ذلك من خلال عملها على إخراج القانون رقم 39-12 الذي على أساسه يتم تنظيم المجال وتحديد هل هناك نشاط فلاحي بيولوجي أم لا، وذلك من خلال لجنة خاصة موكول لها هذه المهمة.
والآن الدولة تسعى إلى الاستثمار في قطاع الفلاحة البيولوجية، علاوة على نشر ثقافة استهلاك منتجات الفلاحة البيولوجية التي لها مجموعة من الخصائص والمميزات، بالإضافة إلى فوائدها الصحية لأنها منتجة بشكل جيد، والحديث هنا عن الخضروات واللحوم كذلك.
وكما أوضحت سابقا، فإن هذا القطاع يشغل بشكل كبير اليد العاملة، من تم هي فلاحة محدثة لفرص الشغل، لهذا لا غرابة أن نجد أثمنة المنتجات البيولوجية مرتفعة في الأسواق المغربية.
بخصوص هذه النقطة ألا ترى أن المستهلك المغربي لا زال غير قادر على الإقبال على المنتجات البيولوجية لأنها مرتفعة في الثمن ؟
أنا متفق معك بأن منتجات الفلاحة البيولوجية غالية في الثمن، ومكلفة بالنسبة للمستهلك المغربي، ويرجع هذا الأمر كما قلت إلى الإنتاج المرتفع ماديا، ثم أيضا إلى الإنتاج القليل على اعتبار المغرب لا يتوفر إلا على 400 فلاح في هذا التخصص، والإنتاج قليل لهذا طبيعي أن تكون الأسعار مرتفعة.
غير أن هذا لا يمنع من استهلاك المنتجات البيولوجية، فقط كل ما يجب أن يقوم به المستهلك هو تحديد حاجياته بمعنى الانتقال من عادة الاستهلاك بشكل كبير ومفرط إلى الاستهلاك بشكل قليل ومفيد صحيا.
وأسجل هنا أيضا، غياب نقط بيع خاصة بالمنتجات البيولوجية، أو محلات تجارية متخصصة فقط بهذا النوع من الفلاحة، ونحن الآن قيد التفاوض مع أحد المراكز التجارية الكبرى من أجل توقيع اتفاقية تهم اقتناء منتجاتنا البيولوجية وعرضها بمراكزها، خصوصا على مستوى المدن الكبرى، مع تقديم هذا المركز مساعدة لنا فيما يخص النقل.
ولا يمكن أن نقف عند هذا الحد، بل يجب أن نتحرك أكثر، من أجل خلق شبكة تجارية كبيرة في إطار تثمين منتجاتنا وتطوير هذا القطاع ككل.
أخيرا ما هو دور الفيدرالية البيمهنية المغربية للسلسلة البيولوجية في تطوير القطاع ؟
بداية الفيدرالية FIMABIO تأسست بتاريخ 2 يونيو 2016، وتتكون من ثلاث تعاونيات أو جمعيات، وهي؛ الجمعية الوطنية للمنتجين في سلسلة الفلاحة البيولوجية (ANAPROBIO)، والجمعية الوطنية لتثمين الإنتاج البيولوجي (VALBIO)، ثم الجمعية الوطنية لتوزيع وتصدير المنتجات البيولوجية (ANADEXBIO).
والفيدرالية هي الممثل الوحيد لسلسلة الإنتاج البيولوجي بالمغرب، ودورنا هو الدفاع عن قطاع الفلاحة البيولوجية والمنتجين في هذا التخصص، بالإضافة إلى وضع إستراتيجية خاصة بتطوير هذا المجال، والتي تهم مختلف السلسلة بشكل كامل؛ الإنتاج، التسويق، الاستهلاك.
كما أن الفيدرالية تسهر كذلك، على احترام قواعد الإنتاج الصحي البيولوجي السليم، من خلال توظيف المنتجات البيولوجية، ثم كذلك اتباع الطرق السليمة أثناء عملية الإنتاج؛ الزراعة، والدواء، والجني.. التي يجب أن تتم جميعها بطرق بيولوجية.
* رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للسلسلة البيولوجية FIMABIO


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.