المحتفى به يهدي 250 لوحة لمتحف الجديدة الفني برواق عبدالكبير الخطيبي وعلى مقربة من سكن إدريس الشرايبي، نظم مؤخرا احتفاء خاص بالفنان أندريه الباز، ابن مدينة الجديدة، رواق أشبه بالقداس بتأثيث فني متناسق أعطى للحظة التكريم جوا خاصا. وقد قدم كل من الأستاذ عزالدين كرا والباحث مصطفى حشلاف جزءا من صورة «اندريه الباز» الفنان الكبير الذي أحب الجديدة وارتبط بها. وقد ألهب فضول الحضور، بعدما أعلن تبرعه ب250 «لوحة تغطي نصف قرن من مسيرته التشكيلية» لمتحف الفن المعاصر والذي من المأمول أن تحتضنه الجديدة، وهو العرض الذي سبق للفنان أندريه الباز أن أعرب عنه لدى استقباله من طرف وزير الثقافة بنسالم حميش، شهر نوفمبر الماضي بالرباط يرافقه عالم الاجتماع والخبير الفرنسي جان فرانسوا كليمان، وخلال المناقشة التي تضمنها هذا اللقاء تم التداول بشأن المشروع المقترح من قبل الفنان الباز الذي يسعى لإنشاء متحف للفن المعاصر في الجديدة. وسبق لوزارة الثقافة أن أعربت عن إعجابها بالمشروع وتصميمها على تقديم كل الدعم من أجل إنجاحه. أندريه الباز أحد رواد الفن المعاصرين بالمغرب، فنان متنقل بين الفضاءات والأمكنة، مسالم يكره الحروب إلى حد كبير. اشتغل في أعماله الأخيرة على تقنية الكولاج، والصباغة بالماء، ووظف الورق والصناديق، وقد ساهمت ورقة الباحث مصطفى حشلاف في رسم صورة الباز المثقف والإنسان عبر تناول ثيمة السقوط التي تناولها الباز، معيدا صورة الرجل الذي يسقط من أحد برجي وول سنتير. ومن خلال مفهوم الغيرية أطر الباحث حشلاف صورة مختلفة للمثقف أندريه الباز الذي لا يتصور ذاته خارج الآخر، وكأنه حوار دائم في أعماله. وإذا كانت 1960 تمثل انطلاقته الفنية الحقيقية في مجال الفن التشكيلي، فإن أندريه الباز ظل مرتبطا بالمغرب حاضرا في معارض الجديدة على الخصوص، على اعتبار أنها مدينة نواة إلهامه الأول. وعنها قال أندريه الباز في لقاء رواق الخطيبي، إنها المكان الأزقة والرائحة والرمل والناس، لقد استطاع اللقاء أن يعيد أندريه الباز إلى طفولته من خلال حضور «امي فاطمة» إحدى جاراته وصديقته في اللعب حينما كان طفلا. إن هذا الفنان الذي «اهتدى يوما ما، إلى صنع قماش لوحاته الفنية من ألياف الأعشاب، وبقايا الأثواب المستعملة، بعد أن يخضعها لمجموعة من العمليات الدقيقة، من طهيها على نار هادئة وتجفيفها ومزجها عبر لصاق خاص، إضافة إلى لوحات عن مجموعة من المدن الشرقية والموسيقيين...» ما زال يحلم بتحقيق مشروع يتمثل في متحف للفن المعاصر بمسقط رأسه (الجديدة)، والتي ولد فيها أندريه الباز يوم 26 أبريل 1934، وهو ابن إلي الباز أحد الفوتوغرافيين الأوائل في المغرب، موسيقي وقد أشرف على أركسترا الطرب الأندلسي في الجديدة..في هذا الوسط الفني نشأ أندريه، عشق منذ طفولته المسرح والسينما، وقد بدأ مسرحيا وانتهى فنان تشكيليا. وقد عرف اللقاء التكريمي حضور العديد من الوجوه التي ارتبطت بمسيرة الباز الفنية والإنسانية.