انطلقت، يوم الخميس الماضي بمستشفى الرازي بسلا، أشغال دورة تكوينية للتحسيس بأضرار ومخاطر التعاطي للمخدرات بين صفوف التلاميذ وتقنيات وأساليب الوقاية منها وذلك لفائدة نحو 50 أستاذا وأستاذة بجهة الرباطسلا زمور زعير. وتهدف هذه الدورة، المنظمة في إطار شراكة بين مستشفى الرازي والجمعية المغربية للإنصات والتحاور، إلى الوقوف عن كثب على تقنيات وأساليب الوقاية من الإدمان بين التلاميذ من خلال مجموعة من العروض يؤطرها أطباء أخصائيون في الطب النفسي بالمستشفى. وأوضح مدير مستشفى الرازي الدكتور جلال توفيق، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب قطع أشواطا مهمة للحد من ظاهرة الإدمان على المخدرات من خلال اعتماد برامج للعلاج وإعادة التأهيل، وإحداث مراكز للعلاج إضافة إلى إعداد دراسات متطورة للبحث في هذه الظاهرة، مضيفا أن الإشكال الحقيقي لا يكمن في العلاج بقدر ما هو مرتبط بندرة البرامج الوقائية. واشار مدير المستشفى إلى أن الفراغ الكبير الموجود على مستوى البرامج والوسائل الوقائية راجع بالأساس إلى غياب جمعيات تعنى بهذا الجانب، موضحا أن هناك تقنيات وأساليب مقننة للوقاية من مرض الإدمان على المخدرات. وأشار إلى توفر المغرب في الوقت الحالي على تسعة مراكز للعلاج من الإدمان على المخدرات، داعيا في هذا السياق المجتمع المدني إلى القيام بدوره الوقائي والتحسيسي للحد من انتشار هذه الظاهرة. ومن جهتها، أوضحت رئيسة الجمعية المغربية للإنصات والتحاور أمينة بعجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من هذه الدورة التكوينية هو التعريف بتقنيات ووسائل التحسيس والوقاية من ظاهرة التعاطي للمخدرات بين صفوف التلاميذ، مثيرة الانتباه إلى أن الجمعية اعتمدت، منذ تأسيسها سنة 2004، أسلوب الإنصات والتحاور داخل المؤسسات التعليمية كمنهجية علمية للوقوف على المعيقات السيكولوجية والبيداغوجية لدى التلاميذ وأيضا الأساتذة، والمساهمة في توجيههم. وأضافت بعجي أن تجربتها في مجال الإنصات والتحاور داخل المؤسسات التعليمية جعلتها تقف على حقيقة خطيرة تتمثل في الانتشار الملفت لظاهرة الإدمان على المخدرات بين صفوف التلاميذ، وهو ما دفعها إلى الدخول في شراكات مع وزارة الصحة وعدد من المؤسسات المختصة من أجل الحد من هذه الظاهرة عبر تكوين الأساتذة بما يساعدهم على التعامل مع هؤلاء التلاميذ. يذكر أن الجمعية قامت بالإنصات لأزيد من 20 ألف تلميذ في جلسات جماعية وقائية وأخرى فردية علاجية، وإعداد فيلم تربوي قصير حول ظاهرة التعاطي للمخدرات في ظل غياب الإنصات والتحاور داخل الأسرة، ومسرحيتين حول أخطار المخدرات.