بعد أيام من الجدل الشعبي والانتقادات الواسعة التي رافقت المرحلة الأولى من إعادة تهيئة "سور المعكازين" الشهير وسط مدينة طنجة، تغيّرت نبرة الشارع اليوم، وتحولت علامات الامتعاض إلى إشادة واضحة، بعد أن شملت عملية إصلاح شاملة قادها والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، يونس التازي، الذي أصرّ على إعادة النظر في المشروع بما يحترم الرمزية التاريخية والجمالية لهذا الفضاء. السور، الذي لطالما كان ملاذاً للطنجاويين والسياح، بحثاً عن الهدوء وإطلالة بانورامية على البحر، تحول خلال الأيام الماضية إلى مادة دسمة للنقاش العام، بعد أن اعتُبر أن الأشغال التي خضع لها في نسختها الأولى لم ترقَ إلى تطلعات ساكنة طنجة، بل وشوّهت في نظر كثيرين جزءاً من ذاكرة المدينة. غير أن تدخل الوالي التازي غيّر المعادلة. فبلمسة دقيقة وتنسيق متكامل بين السلطات المحلية والمهندسين، تمت إعادة تهيئة السور بشكل يحترم هوية المكان ويعيد إليه روحه الأصلية، مع تعزيز جوانب الراحة والسلامة والجمالية في آنٍ واحد. واليوم، يحظى الفضاء بإعجاب المواطنين، وعاد ليحتضن سكان طنجة وزوارها من جديد، بهدوئه وفرادته. تعليقات المواطنين على منصات التواصل الاجتماعي لم تتأخر في الإشادة بالتحول اللافت، حيث اعتبر كثيرون أن هذا التدخل يُحسب للسيد يونس التازي، الذي برهن مرة أخرى على قربه من نبض الشارع، وعلى قدرة الإدارة الترابية على تصحيح المسار عند الحاجة. "سور المعكازين"، الذي كان ذات يوم رمزاً للسكون والسكينة، أصبح اليوم أيضاً رمزاً للإصغاء والتجاوب والنجاح في تدبير الشأن المحلي حينما تكون الإرادة حاضرة والكفاءة في الصفوف الأمامية.