انتخب باراك أوباما رئيسا لولاية ثانية في الولاياتالمتحدة إذ تخطى عتبة ال 270 صوتاً من كبار الناخبين الضرورية لفوزه على خصمه الجمهوري ميت رومني. ونجح أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة الذي وصل إلى البيت الأبيض قبل أربع سنوات بناء على شعار «الأمل والتغيير»، في إقناع غالبية من الأميركيين بأنه الأفضل لقيادتهم خلال السنوات الأربع المقبلة، رغم حصيلة اقتصادية فاترة. وفاز الرئيس المنتهية ولايته بعدد كافٍ من الولايات الأساسية للقضاء على أمل رومني بالحلول محله في البيت الأبيض، في ختام سباق شهد منافسة شديدة وحقق نتائج متقاربة في المناطق الأساسية التي قضى المرشحان شهراً يعقدان تجمعات انتخابية فيها. ولم يسبق منذ الثلاثينيات أن فاز رئيس أميركي في ظل نسبة بطالة تفوق ال 7.2%، كما أن ديمقراطيا واحدًا هو بيل كلينتون سبق أن شغل البيت الأبيض لولايتين رئاسيتين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفاز أوباما في عدد من الولايات التي شهدت معركة محتدمة منها نيوهمشير (شمال شرق) وبنسيلفانيا (شرق) وميشيغن (شمال) وويسكونسن (شمال) وخصوصا ولاية اوهايو (شمال) التي كان كلا المرشحين يطمحان لها، بحسب تقديرات شبكات التلفزيون الأميركية، وهي كلها ولايات كان رومني يأمل في الفوز بأصوات كبار ناخبيها. غير أن فوز أوباما تم هذه السنة بفارق أضيق منه في العام 2008 حين تفوق بفارق شاسع على جون ماكين، وقد فاز رومني بولايات سبق أن حصل أوباما على أصواتها في الانتخابات الماضية، مثل كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) وانديانا (وسط). وأعلن أوباما في تغريدة على صفحته الرسمية على موقع تويتر فوزه، متوجهاً لناخبيه بالقول: «هذا حصل بفضلكم. شكراً». وعقب أوباما على تغريدته الأولى بثانية قال فيها «نحن جميعًا ومعًا، هكذا خضنا الحملة وهذا ما نحن عليه. شكرًا. ب.أ»، وختم بالحرفين الأولين من اسمه لتأكيد صدورها عنه شخصياً. وفي تغريدة ثالثة كتب الرئيس «أربع سنوات جديدة» وأرفقها بصورة له مع زوجته ميشيل، وذلك في الوقت الذي كانت فيه شبكات التلفزة تعلن فوزه بولاية ثانية. وفاز أوباما في ولايات فرجينيا وكولورادو ونيفادا الأساسية متفوقًا على خصمه الجمهوري ميت رومني، بحسب ما أعلنت الشبكات التلفزيونية الأميركية. وحصل أوباما على أصوات كبار الناخبين ال13 في فرجينيا والتسعة في كولورادو والستة في نيفادا، بعدما كان فاز بهذه الولايات الثلاث لدى انتخابه عام 2008. ومع هذه الولايات الثلاث ضمن أوباما فوزه بأصوات 303 من كبار الناخبين أي ما يزيد ب 33 صوتًا عن عتبة أصوات كبار الناخبين ال 270 التي يفترض الحصول عليها للفوز في الانتخابات الرئاسية. أما رومني، فحصل من جهته على أصوات 203 من كبار الناخبين بعد فوزه بولاية كارولاينا الشمالية فقط من بين الولايات التي كانت لا تزال موضع صراع. وبحسب وسائل الإعلام الأميركية فإن أوباما فاز ب 25 ولاية إضافة إلى منطقة كولومبيا، من أصل 48 ولاية. وتصاعدت الهتافات في المقر العام لحملة أوباما في قصر المؤتمرات «ماكورميك بلايس» في شيكاغو حيث كان آلاف الأشخاص متجمعين، حين أعلنت الشبكات التلفزيونية فوز بطلهم. والرئيس الذي قضى السهرة في منزله العائلي جنوب شيكاغو برفقة أقربائه قبل أن يتوجه إلى فندق كبير في المدينة لمتابعة النتائج، سيظهر خلال المساء على مسرح ضخم لإلقاء خطاب الفوز. غير أن الحضور لا يوازي الحشود الغفيرة التي تجمعت قبل أربع سنوات في منتزه على ضفاف بحيرة ميشيغن إلى شمال موقع التجمع الحالي للاستماع لخطابه الأول كرئيس منتخب، وقد بلغ عددهم 240 ألفا. أما في مقر حملة رومني في بوسطن، فخيم الصمت على الحضور. وركز رومني (65 عامًا) رجل الأعمال السابق وصاحب الملايين حملته الانتخابية على نقد الحصيلة الاقتصادية للرئيس أوباما في حين طرح الرئيس نفسه في موقع المدافع عن الطبقة الوسطى المتضررة من تبعات أزمة العام 2008.