وطنية كريستيانو... لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يشارك البرتغالي كريستيانو رونالدو في أولى مباريات مونديال البرازيل، وذلك بسبب الإصابات المتعددة التي تعرض لها رفقة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، و التي غيبته عن مباريات الدوري الإسباني. ويبدو أن أيقونة فريق ريال مدريد وصل إلى مونديال البرازيل غير مكتمل اللياقة البدنية ويعاني من إصابة في الركبة، ورغم تأكيده على أنه بحالة ممتازة وبنسبة 100%، إلا أن الواقع كان مغايرا خلال المباراة الأولى أمام ألمانيا. كريستيانو قاوم كل هذه الآلام و لعب مباراته الأولى أمام ألمانيا وحاول أن يقوم بشيء يخلد إسمه في هذا المونديال، لكن طموحاته اصطدمت بواقعية «الماكينات» التي كشرت عن أنيابها، واستطاعت أن تبدد أحلام شعب ثورة «القرنفل». وكانت بعض الصحف الإسبانية قد أكدت على أن نجم المنتخب البرتغالي يخاطر بمستقبله كلاعب إذا لم يتوقف عن اللعب على الأقل لمدة شهرين، بعد أن ظهرت الفحوصات بوضوح إصابته في ركبته خلال مباراة البرتغال مع ألمانيا. و أن أطباء المنتخب البرتغالي نصحوا رونالدو إما التوقف فورا، أو أن إصابته قد تتفاقم، وقد أجرى كريستيانو فحص التصوير بالرنين المغناطيسي والذي أظهر أن مستقبله في كرة القدم مهدد في حالة إستمراره باللعب. خلال الأيام الأولى لرونالدو في البرازيل كان يظهر أن كل شيء على ما يرام في ركبته ولكن في الواقع الإلتهاب في أوتار عظمة رأس الركبة عاد من جديد وهذه المرة مع طابع خطير للغاية. وكان طبيب المنتخب البرتغالي واضحا مع كريستيانو عندما أمره بالتوقف عن اللعب وترك ركبت تستريح أو أن مستقبلك سيكون في خطر، وهي نفس النصيحة التي سبق أن قدمها له أطباء ريال مدريد عندما طالبوه بالتوقف خلال مباريات دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ أو في النهائي ولكنه تجاهل الكل وأصر على مواصلة المشوار. كريستيانو كان عنيدا مع نفسه عندما قال «أنا من يقرر إذا أردت اللعب أما لا»، وهنا يبدو أن اللاعب لاتهمه الشهرة والمال بقدر ما يهمه حب الوطن والدفاع عن ألوان بلاده، وهي خصلة قلما نجدها في اللاعبين الحاليين الذين لا يتوارون في التحجج بإصابات قليلة الخطورة من أجل الرضوخ لأوامر رؤساء الأندية التي يلعبون لها. لقد تشبت النجم البرتغالي بوطنيته من خلال إصراره اللعب رفقة منتخب بلاده، ضاربا عرض الحائط بكل النصائح الطبية، و التحذيرات التي أطلقها رئيس ريال مدريد، والتي تصب كلها في خانة التوقف عن اللعب لأن مستقبله في خطر، و أن كل ما قام اللاعب بمجهود جعل الاصابة تتفاقم. ولعل أبرز تعليق هو ما قاله حارس مرمى المنتخب البرتغالي بيتو، عندما أكد أن رونالدو ليس لديه أية مشاكل بدنية وجاهز تماما للمواجهات المقبلة، وأنه سيكون في كامل لياقته في أي مباراة يخوضها، فهو يحب كرة القدم، لكن الأهم أن يكون جسده لائقا للمواجهات. يبدو أن كريستيانو لايعير اهتماما لجسده أكثر من حبه لهذه اللعبة التي يقدسها كثيرا، ويسعى لأن يقدم كل ما لديه لإرضاء عشاقه عبر العالم والذين لايتوانون في تشجيعه والخوف على مستقبله.