أول منتخب أوروبي يحرز كأس العالم من قلب أمريكا قاد البديل ماريو غوتزه بتسجيله الهدف الوحيد للمباراة أول أمس الأحد، منتخب ألمانيا إلى التتويج بلقبها الرابع في نهائيات كأس العالم، على حساب الأرجنتين في نهائي مونديال البرازيل 2014 بملعب «الماراكانا». وحققت «الماكينات» الألمانية لقبها الرابع، وهي التي خسرت نهائي مونديال 2002 وبلغت المربع الذهبي في دورتي 2006 و2010، بعد انتظار دام 24 سنة، لتضيفه إلى سنوات 1954 بسويسرا و1974 على أرضها و1990 بإيطاليا. وكرست ألمانيا تفوقها لثاني مرة على الأرجنتين في نهائي كأس العالم، وذلك بعد مونديال 1990 عندما فاز الألمان بهدف بريهمي، وثأروا من خسارتهم نهائي 1986 بالمكسيك بثلاثة أهداف لاثنين، وحرمتها من لقبها الثالث. وكسرت ألمانيا هيمنة المنتخبات اللاتينية على كؤوس العالم المقامة بأمريكا، وانتزعت الكأس الذهبية من قلب أمريكاالجنوبية، ولم يعد يفصلها عن البرازيليين المتوجين باللقب في خمس مناسبات آخرها عام 2002، سوى لقب واحد. واستحق المنتخب الألماني الذي طارد الألقاب الكبيرة منذ 1996 عندما أحرز كأس أمم أوروبا، ونجح في الوصول إلى مراحل متقدمة بكأس العالم و»يورو» في السنوات العشر الأخيرة، لكنه أحلامه أجهضت من طرف إسبانيا وإيطاليا. وقدم منتخب «المانشافت» أداء هو الأكثر إقناعا بمونديال البرازيل، ونجح في إسقاط منتخبات كبيرة كالبرتغال (4-0) وفرنسا (1-0) والبرازيل (7-1) رغم فوزه الصعب ضد أمريكا (1-0) والجزائر (2-1)، ولذاك اعتبر تتويجه منطقيا. وسجلت ألمانيا فوزها السابع على الأرجنتين في مجمل لقاءاتهما، مقابل تسع هزائم وخمس تعادلات، مكرسة تفوقها في اللقاء الأخيرة التي كان أبرزها الفوز الساحق برباعية بيضاء في دور ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010. في المقابل، أخفت الأرجنتين بقيادة نجمها الأول ليونيل ميسي في إحراز اللقب العالمي، وبات على «البرغوث» انتظار مونديال روسيا 2018 لمطاردة حلم كأس العالم، إذا استعاد بريقه «الماسي» مع برشلونة الموسم القادم. وظهر منتخب «التانغو» الذي افتقد لمجهودات جناحه أنخيل دي ماريا، بمظهر لا يمت بصلة للكرة الأرجنتينية وأسلوبها الهجومي والمهاري، واكتفى بالدفاع ومشاهدة الألمان يتبادلون الكرة فيما بينهم والاعتماد على المرتدات. وظهرت علامات الحسرة على الأرجنتينيين خاصة ميسي الذي فشل مجددا في تحقيق لقب مع منتخب بلاده رغم تحقيق الكثير منها سواء الجماعية أو الشخصية مع برشلونة، ناهيك عن أنه حاز على جائزة أفضل لاعب بالمونديال. ومع بداية المقابلة، نجحت الأرجنتين في فرض نهجها التكتيكي على ألمانيا، هذه الأخيرة احتكرت الكرة دون تشكيل خطورة فعلية، في حين لاحت أولى الفرص للمهاجم غونزالو هيغواين لكن تسديدته لم تشكل أي خطورة تذكر (د 4). وسيهدر ذات اللاعب ببشاعة فرصة مواتية، لو أحسن التعامل مع كرة أعادها طوني كروس بالخطإ إلى منطقته الدفاعية، فاستلمها هيغواين وانفرد بالحارس مانويل نوير، لكنه سددها خارج المرمى أمام دهشة الجميع (د 21). ولم يحالف الحظ البديل أندري شوله الذي عوض كريستوف كرامر المصاب بارتجاج في الدماغ عقب تدخل أرعن من إيزكييل غاراي، وتصدى روميرو لمحاولته (د 37)، رد عليها ميسي لمحاولة أبطلها جيروم بواتينغ (د 39). وحرم القائم ألمانيا من التقدم بعدما تصدى لرأسية بينيديكت هوفيديس الذي ارتقى لركنية نفذها كروس (د 45)، لينتهي الشوط الأول بتعادل أبيض قدم فيه المنتخبان مستوى يليق بالنهائي العشرين ولاحت لهما العديد من الفرص. وكاد ميسي أن يلدغ الألمان كما فعل سابقا، لكن تسديدته ذهبت محاذية لمرمى نوير (د 48)، في وقت فرضت «الماكينات» أسلوبها طيلة ما تبقى واحتكرت الكرة دون جدوى، بينما لم تقدم تغييرات أيخاندو سابيلا أي جديد يذكر. ولجأ المنتخبان إلى الوقت الإضافي الذي شهد نصفه الأول فرصة لشورله بعدما سدد الكرة داخل المنطقة لكن تصدى لها روميرو (د 91)، ورد عليها رودريغو بالاسيو بكرة لا تضيع وتعامل معها بطريقة سيئة (د 97). وانتظر الجميع حتى دخول البديل ماريو غوتزه الذي استغل تمريرة شورله، واستلمها وروضها بصدره ثم سددها على الطائر في مرمى روميرو (د 113)، ليمنح التقدم لألمانيا دون جديد في الدقائق المتبقية، ويعلن «المانشافت» أسيادا للعبة.