تشغل الحياة الخاصة لنجوم المجتمع بال الرأي العام، لأن المواطن العادي يريد أن يغوص أكثر في عمق المعيش اليومي لأشخاص مصنفين في خانة «الشخصيات العمومية»، فيجد متعة في متابعة أخبار عليها عبارة «سري للغاية». «الأخبار» تقدم صحيفة سوابق الطفولة والشباب لمشاهير هذا البلد، وتتعقب ما يسقط سهوا من «بطاقات الزيارة» المنقحة.
* هل تعلم أن بشرى أهريش كانت تملك في طفولتها حمارا يدعى «مسعود»؟ ولدت الفنانة المغربية بشرى أهريش بمدينة سلا في 27 يوليوز 1972، داخل حي شعبي وتحديدا في المدينة القديمة لمدينة سلا (باب سبتة)، وسط أسرة بسيطة كان ربها القادم إلى سلا من أحواز وزان. ظلت البادية حاضرة في وجدان الأسرة الصغيرة، حيث كان الوالد يصر على استمرار جسور الانتماء إلى تربة البادية، لذلك فما أن ينتهي الموسم الدراسي حتى تبدأ رحلة الصيف نحو دار الضمانة، إذ تستقل بشرى وشقيقها الحافلة الرابطة بين سلا وأحد أسواق وزان.. هناك يجدان في انتظارهما حمارها «مسعود»، الذي وضعه الجد رهن إشارتها، ليرافقها على امتداد شهرين ونصف الشهر في قضاء حوائجها منذ الطفولة إلى الشباب. * هل تعلم أن أهريش أضرمت النار في إحدى قرى وزان؟ ارتبطت طفولة بشرى بحدث درامي لازال حاضرا ليس فقط في ذهن الفنانة المغربية، بل في ذاكرة القرية المتاخمة لمدينة وزانمسقط رأس والدها، على الرغم من مرور أزيد من ربع قرن على الحادث. فخلال قضائها للعطلة الصيفية في البادية، كانت بشرى تلتقي بقريناتها البدويات فتعلمهن ما تحمله ذاكرتها من لعب مستقدمة من مدينة سلا. وفي أحد أيام شهر غشت وبعد الظهيرة الحارقة، انكبت الطفلة على إعداد وجبة فأضرمت النار في «فرن» هيأته غير بعيد عن أكوام التبن التي تعتبر حصيلة الموسم الفلاحي بعد انتهاء موسم الحصاد.. امتدت النار إلى الهشيم وتجاوزت حدود حقل جدها إلى الأكوام المجاورة، في حريق لم يتوقف على امتداد ثلاثة أيام، وهي الفاجعة التي لازال أهالي المنطقة يؤرخون بها لتلك الحقبة التاريخية. * هل تعلم أن الفنانة بشرى فضلت الفن رغم التحاقها بمدرسة المعلمات؟ في سنة 1999 حصلت بشرى أهريش على شهادة الباكلوريا فأقامت الأسرة على شرفها حفلا يخلد المناسبة السعيدة. وحين كان الجميع يحثها على الالتحاق بالجامعة واستكمال الدراسة العليا غير بعيد عن العاصمة، كان للوالد رأيه الآخر، إذ كان حلمه أن يرى ابنته البكر وهي تدرس الأجيال. لذلك اقترح عليها الالتحاق بمدرسة المعلمات في مدينة طنجة، بينما كانت بشرى ترفض دخول عوالم أخرى باستثناء عالم التمثيل. أمام إصرار الوالد ركبت بشرى القطار نحو طنجة ووضعت ملف الترشيح لمشروع معلمة غصبا عنها، وهي تمني النفس بعبارة الرفض، لكن معدلها كان يشفع لها بولوج المركز. ولأن عشق التمثيل ظل يسكنها فقد توجهت في منتصف شهر شتنبر لاجتياز مباراة ولوج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وحين قررت حسم الأمور استدعت والدها لحضور يوم الإعلان عن نتائج الاختبار. * هل تعلم أن السفارة الفرنسية رفضت منح أهريش تأشيرة السفر إلى فرنسا لاستكمال التكوين؟ تمكنت بشرى من احتلال الرتبة الأولى في دفعتها عند التخرج من المعهد، ونالت شرف استكمال البرنامج التدريبي في فرنسا، إلا أنها اصطدمت بعائق إداري، إذ أن وضع بشرى الأسري لم يكن يسمح بتلبية الشروط التي تخول لها الحصول على تأشيرة ولوج الديار الفرنسية، خاصة شرط الضمانة المالية.. تلقت بشرى الخبر كالصاعقة وهي التي كانت تحلم بزيارة باريس والوقوف أمام برج «إيفل». انتشل محامي الفنانة حديثة التخرج من محنتها وقرر مساعدتها حين وضع كشفا لحسابه البنكي رهن إشاراتها والتزم بضمان فترة تدريبها، وهو ما مكنها من الحصول على التأشيرة وتحقيق حلم كاد أن يتحول إلى سراب. * هل تعلم أن بشرى تعرفت على زوجها في حفل خطوبة؟ تعرفت بشرى أهريش على أفراد من أسرة زوجها زكريا عن بعد، لم تكن تتصور يوما أنه سيصبح زوجها.. كان التعارف أولا مع والدته التي تتابع أعمالها وتثني عليها. وتوطدت العلاقة بين الطرفين ودعتها إلى حفل خطوبة ابنتها، ليشهد الحفل أول لقاء بين بشرى وزوج المستقبل، وبعد يوم واحد اتصل والداه لتحديد موعد الخطوبة. ولأن خير البر عاجله، فقد وافقت أهريش على العرض، مشيرة إلى أن «خطيبها معجب بعملها وبمسيرتها الفنية، رغم عدم انتمائه إلى المجال الفني»، مع تحديد شروط للتوفيق بين حياتها الشخصية ومسيرتها الفنية.