أنا لا أقلل ولا أستخف بأي حال من الأحوال بخطورة فيروس كورونا المستجد الذي صنف من قبل منظمة الصحة العالمية كوباء لكن كل ما اتعمق اكثر في سير الامور في هذا الشأن خاصة البروباغندا الإعلامية العالمية المصاحبة له ازداد يقينا اننا امام مسرحية واقعية قد نسجت فصولها مسبقا اتمنى ان اكون مخطأ لانه لو صدق حدسي فمن الصعب إتمام ارواحنا على ظهر هذا الكوكب. فالخوف والهلع الذي سيطر على الناس في أرجاء المعمور من هذا الفيروس وأضحت مدن العالم مثل واقع قصص الأفلام السينمائية مدن أشباح جعل مئات الملايين عالقين في منازلهم و كانت هناك العديد من من النظريات التي تذهب باتجاه أن الولاياتالمتحدة أطلقت هذا الفيروس الفتاك ضد أكبر منافس اقتصادي لها وهي التنين الصيني وأصبحت هذه الفكرة موضع تساؤل عندما نرى أن أمريكا خصصت 10 مليارات دولار لمواجهة المرض وأعلنت حالة الطوارئ. من جهة اخرى هناك من يقول أن الصين فعلت ذلك بنفسها في محاولة للتخلص من المستثمرين الأجانب ، لدعم اقتصادها الذي سيتفوق على الولاياتالمتحدة و بهذه الاستراتيجية السياسية ونتيجة للفوضى التي سببها الفيروس اضطر المستثمرون الأجانب إلى بيع أسهمهم في الشركات بأسعار منخفضة ، وقد اشترت الحكومة الصينية هذه الأسهم ، مما سمح للصين بجني حوالي 20 مليار دولار في يومين. وهم يجادلون بأن هذا السيناريو صحيح لأن الصين تقول إنها احتوت الفيروس وربما تقضي عليه ، مما دفعهم إلى الادعاء بأن بيجين كانت بالفعل جاهزة للعلاج قبل أن يبدأ الفيروس في الانتشار. يقدم كل جانب أدلة قاطعة لدعم اقتراحه ولعل أشهرها رواية كتبها دين كونتز بعنوان " عيون الظلام" التي نشرت عام 1981 والتي تتنبأ بظهور فيروس كورونا وظهوره في ووهان بالصين عام 2020 وتذهب الرواية بشكل أساسي أن الفيروس منتج بشري وهو جزء من الحروب البيولوجية الفيروسية التي تشنها الصين ضد الولاياتالمتحدة. بالرغم من العديد من العلماء ذهبوا الى أن فيروس كورونا له نفس المصدر المماثل لتفشي فيروس السارس. وذهب البعض بعيدا جدا في رؤيته لهذه الأزمة الوبائية العالمية من زاوية لاهوتية اسلامية مستندين ومستشهدين بعدة نصوص وأقوال نبوية، ولقد ربطوا هذا الفيروس بنهاية العالم واعتبروه عملا انتقاميا على خلفية حملة القمع الوحشية التي يشنها النظام الصيني ضد مسلمي الإيغور لكنهم ينسون أن المسلمين أيضا ليسوا محصنين ضد انتشار هذا الفيروس. بل أن حتى وزير الأوقاف المصري ذهب بعيدا في تصريحاته التي إتهم فيها جماعةالإخوان المسلمين بالدعوة إلى انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم حيث أصبح حديث وزير الأوقاف مثار سخرية في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والذي شكل بحديثه الكوميديا الوبائية. فالفيروس استخدم سياسيا واقتصاديا ودينيا للتشويه والزج بالمعارضين في أتون الحسابات السياسية لبعض الأنظمة وأيضا كانت فرصة للبعض حيث رحب دونالد ترامب بانخفاض أسعار النفط على خلفية حرب أسعار النفط المشتعلة بين روسيا والسعودية مما زاد من احتمال التآمر بين بعض مؤيدي "نظرية المؤامرة" خاصة أن هذا الانخفاض جاء مباشرة بعد أن اتخذ ترامب قراره بحظر الرحلات الجوية من معظم أوروبا مما أثار غضب حلفائه. لم يصل فيروس كورونا إلى مستوى الوحشية في الأنظمة الاستعمارية والاستبدادية فعدد الضحايا الذين قتلتهم الولاياتالمتحدة في حروبها مثلا في أفغانستان والعراق أكثر بآلاف المرات من هذا الفيروس (مليون عراقي ) وقتل وابادة أزيد من مليون سوري على يد نظام بشار الأسد في أكبر كارثة إنسانية بالقرن 21 ومئات الآلاف من اليمنيين الذين قتلوا بواسطة طائرات ومدافع عاصفة الحزم السعودية الإماراتية . واهم شيء يجب الانتباه له أن هذه الحكومات العالمية بمختلف تلاوينها لم تتخذ أي إجراء فعال عندما كان الناس يعانون من المجاعة و يتضورون جوعا حتى الموت في مختلف أرجاء العالم ولازال هذا المعطى ساريا إلى يومنا هذا ،إنه عصر الرأسمالية اليمينية المتطرفة .