مذ أرخت جائحة كورونا كوفيد بظلالها الوفيرة على العالم بدون إستئذان ، شرعت الأنظمة في التسابق نحو محاربتها بشتى الطرق ، سواء منها العلمية الطبية ، أو الوقاية ، فكان أبرزها الحظر الصحي بالمنازل ، وتعليق الرحلات الجوية ، وحظر التجول ، لما لهذا الأمر من من نتائج سريعة وتحدي كبير لإنتشار الفيروس ، وهو الأمر الذي فطن له عاهل البلاد ، فجعله يحتضن شعبه قبل الإهتمام بشيئ إسمه الإقتصاد ، فكان بذلك محط إشادة وإعجاب كبريات دول العالم ، حيث لازالت تتقاطر التنويهات لتبصر وحكامة جلالته. تعليق الرحلات الدولية ، بطبيعة الحال ، كانت له إنعكاسات وتداعيات من جانب آخر ، بقدر ما ساهم في تطويق الأزمة المرضية الخطيرة ، فقد تسبب في ظهور عدد من المواطنين مغاربة وأجانب ظلوا عالقين في بلدان غير بلدانهم ، بعد أن قدموا إليها إما للسياحة أو لزيارات أو التطبيب أو عمل مؤقت ، ومع ذلك ، شرعت بعض الدول المعنية في إجراء مفاوضات لإجلاء مواطنيها وسط ظروف الحظر ، كما أن المغرب أبدى تفهما ومساعدة كبيرين في هذا الإتجاه ، فقد غادر السياح السعوديون المغرب بداية الأحد الماضي ، في حين سيغادر الخميس أخر مجموعة منهم ، ونفس الأمر غادر الوفد القطري كذلك ، والإيطاليون وبعض الفرنسيين ، ولازال التنسيق مستمرا لإنهاء باقي المجموعات ، فيما علق 87 إمارتيا جراء مناورة حدتث بين الدولة الإماراتية والإسرائيلية دون إقحام المغرب البلد المعني ، وهو ما أخر ترحيلهم ، إلى حين إثبات سيادة المغرب أولا في المفاوضات . المغاربة كما باقي الأجانب ، وعددهم يناهز 18 ألف مواطنا ومواطنة ، رغم التفاوت الذي حصل في تصريح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي صرح ب 7500 خلال جلسة المساءلة الشهرية بالبرلمان ، غير أن مصالح وزارة الخارجية تضبط الإحصائيات بتنسيق مع القنصليات والسفارات المعتمدة بالخارج ، فقد راسل عدد من العالقين الديوان الملكي مباشرة ، لإيجاد حل عاجل وإلحاقهم بذويهم قبيل حلول شهر رمضان الأبرك كما أن أحداثا معزولة ، جعلت حدة التوثر ترتفع بعد وفاة برلماني سابق من طنجة كان ضمن العالقين ببلجيكا ، وإضراب إحداهن عن الطعام ، وتواجد سيدة حامل في شهرها التاسع ، وحالات تشكو نفاذ ما بحوزتها من مال ،ومعاناة آخرين مع المرض والعوز، إلى غير ذلك من حالات التشنج الطبيعي الذي رافق الوضع ، علما أن القنصليات قد عملت على تنفيذ تعليمات الخارجية المغربية في إيواء غالبية العالقين ، والسماح لهم إستثنائيا في التوصل بمبالغ مالية من أبناكهم، لكن رغم ذلك ظلت المطالب مستمرة وملحة للعودة إلى الوطن ، ونفسيتهم تزداد تأزما ، سيما عندما بلغ إلى علمهم أن اجتماعا بقبة البرلمان بين الوزارات المعنية بالجالية والخارجية ، أفضى إلى مطالبتهم بالمزيد من الصبر حسب تصريح نزهة الوافي الوزيرة المكلفة بالجالية وشؤون الهجرة . هذا وبعد قرار تمديد الحظر الصحي إلى غاية 20 ماي ، أي مع إقتراب حلول عيد الفطر بعد رمضان ، إزداد الأمر سوءا لدى المغاربة ، وهو الأمر الذي جعل ملك البلاد _ وكعادته _ وتبعا لمصادر كاب 24 تيفي العليمة _ يتدخل على الخط بالمباشر ، لإسباغ عطفه المولوي على مواطنيه ، وإعطاء تعليماته السامية للحيلولة دون تأخير المغاربة العالقين بالخارج ، والشروع في إجلائهم تزامنا مع شهر رمضان للإلتحاق بأرض الوطن ومعانقة عائلاتهم بعد إجتياز فترة من الحضر الصحي الوقائي ، بمستشفيات متفرقة أغلبيتها عسكرية ميدانية ، وبهذا يسجل الملك محمد السادس مرة أخرى أنه فعلا وكما ذكر في خطابه بالقول " مايصيبكم يمسني وما يسركم يسعدني ، وما يشغلكم أضعه دائما في مقدمة إنشغالاتي ,, " إنتهى كلام جلالته ، وبالتالي فما على العالقين من المغاربة إلا التشبت بالأمل طالما يوجد ورائهم ملك همام يحبهم بهذا الشكل البعيد عن الديماغوجية كما يحبونه ، وأن الأمل يفصلهم عنه بضعة أيام فقط… https://cap24.tv/wp-content/uploads/2020/04/IMG_5968.mp4 عصير الكاب ..