شهدت الوقفة الاحتجاجية ضد قرار قطع الماء بتطوان التي نظمت أمس الأربعاء بساحة مولاي المهدي حضور المئات من المواطنون فقط للشكل الاحتجاجي، حيث لم يتعدى المشاركون المائتي شخص. وناب الحضور عن ما يقارب المليون من مواطني عمالتي تطوان والمضيق -الفنيدق، المتضررين من النقص الحاد الذي عرفه المخزون المائي بسدود المنطقة، ما دفع بالشركة المفوضة تدبير قطاع الماء والكهرباء " امانديس " إلى اتخاذ قرار قطع الماء عن الساكنة من أجل ترشيد عملية استهلاك ما تبقى من الموارد المائية. واستغرب العديد من المشاركين في الوقفة هذا الحضور الهزيل للمواطنين من مختلف المناطق، ما أعطى صورة واضحة عن عدم اكتراث باقي السكان بمشكل انقطاع الماء، في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الاحتجاج فقط على مواقع التواصل الاجتماعي والمقاهي وبين النساء في الأسواق. وصبت إحدى النساء المشاركات في الوقفة الاحتجاجية جام غضبها على المواطنين الغير المكترثين بالاحتجاج على قرار قطع الماء قائلة : " والمنكر هذا الناس كدحتج وعباد الله جالسة فالقهاوي زعما هاد الشي مكيهمومشي "، وعلق أحد النشطاء على الحضور الهزيل للشكل الاحتجاجي : " كون غير ديك المرشحين عطاونا الكتائب ديالوم لي عملت معاهوم الحملة..بعدا كونا خلعنا السلطات ..". ورفع المحتجون شعارات تتهم السلطات المحلية والمنتخبة بتبذير الموراد المائية لمنطقة تطوان والنواحي على سقي المناطق الخضراء، والاستهلاك المفرط والعشوائي من طرف الإقامات السياحية والفاخرة وفيلات خدام الدولة، ما تسبب في تراجع خطير لمنسوب حقينة سد أسمير المزود الرئيسي لعمالتي تطوان والمضيق الفنيدق بالماء الصالح للشرب. يذكر أن الوقفة الاحتجاجية عرفت مشاركة العديد من النشطاء الجمعويين والحقوقيين والنقابيين وفعاليات مدنية، للتنديد بقرار قطع الماء عن ساكنة تطوان، وتحميل المسؤولية لشركة أمانديس في التوزيع الغير العادل للماء بين الأحياء. وشكل موضوع قرار قطع الماء عن ساكنة تطوان مادة دسمة في وسائل الإعلام المحلية والجهوية، وخلق نقاشات متعددة سواء على مستوى الشارع أو مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن الحضور الهزيل للمواطنين في الوقفة الاحتجاجية ليوم أمس أظهر ضعف الوعي لدى شرائح عديدة من المجتمع بخصوص القضايا التي تهم الحياة اليومية للمواطن.