عادت ظاهرة احتراف التسول بالأطفال الرضع والصغار لتغزو مدينة تطوان، وكأنهن يفتتحن موسم التسول الصيفي الذي يعرف ارتفاع أعداد المواطنين من الزوار وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. ولا تجد محترفات التسول، أي حرج في تعريض الرضع والأطفال الصغار لخطر الموت، عبر استغلالهن طيلة اليوم تحت أشعة الشمس الحارقة جلوسا في أماكن تعتبر مقرات دائمة أو من خلال الطوفان عبر المقاهي والمطاعم والساحات والشواطئ والأماكن العامة. وعلاوة على ذلك، فإن الأطفال المستَغلّين في التسول يقضون ساعات طوالا في الشارع معرضين للجوع ولكل أنواع المخاطر، فإنهم أيضا يحرمون من طرف مستغِلّيهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، وفي مقدمتها الحق في التعليم، ما يجعلهم مشاريع أشخاص في وضعية الشارع عندما يكبرون. وتتحمل السلطات المحلية والأمنية بعمالتي تطوان والمضيق-الفنيدق مسؤولية مواجهة الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة الرضع والأطفال الصغار، خاصة مع تحذير مديرية الأرصاد الجوية من الارتفاع المفرط في درجات الحرارة، وحماية حقوقهم من الانتهاكات التي يتعرضون لها من محترفات التسول. وتشهد مختلف المدن المغربية في السنوات الأخيرة تناميا متزايدا لظاهرة تسول الأطفال في غياب أي أرقام رسمية حول عددهم، ويتزايد استغلالهم في التسول باعتبارهم "وسيلة" مؤثرة لاستدرار عطف المحسنين، غير أن جمعية "جود" تنبه إلى أن هؤلاء الأطفال يتم استغلالهم من طرف والديهم، وكذلك من الأشخاص الذين اتخذوا من التسول "حرفة رسمية".