أقدمت قناة “CNN” الأمريكية على إقالة أحد صحفييها، على خلفية دعمه للحق الفلسطيني خلال كلمة له في الأممالمتحدة، صرح فيها بأنه “يجب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر”، في فعل عنصري يفضح تحيز العديد من المؤسسات الإعلامية والثقافية، ناهيك عن السياسية، المطلق ل”إسرائيل” ضدا على القوانين والأعراف الدولية القائمة على حماية حقوق الأشخاص في التعبير السلمي عن آرائهم على العموم، وحماية حق الصحفي والإعلامي في نقل وتحليل الأحداث بشكل خاص، ناهيك عن التعبير عن رأي شخصي بعيدا عن حقل العمل. وأعلنت المتحدثة باسم CNN؛ بربارا ليفين، عن إيقاف الصحفي “مارك ليمونت هيل” عن العمل مع الشبكة، دون توضيح أسباب الفصل. في حين جاء في قرار الإقالة أن العبارة المذكورة سالفا تستخدمها “المنظمات المتطرفة”. وهو ما يبرز حجم التضييق الممارس في مؤسسات صحفية عالمية، مع العلم أن هذا الكلام لم يكتبه الصحفي في مقال نشر باسم الصحيفة وإنما هو تصريح بصفة شخصية، وهو ما يظهر جليا حجم التضييق الذي يحكم هذه المؤسسات. وكان مما قاله المحلل مارك ليمونت هيل بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في مقر الأممالمتحدة: “إن ما تقوله “إسرائيل” عن حرب التحرير ما هو إلا يوم نكبة الشعب الفلسطيني، حيث طردت وقتلت ما يزيد عن مليون فلسطيني”، وإنه “حتى اليوم تقيد “إسرائيل” حركة سكان قطاع غزة والضفة الغربية لأنهم فقط ليسوا يهودًا، وتواصل “إسرائيل” تعذيبهم يوميا”، وطالب بالتضامن والوقوف إلى جانب الفلسطينيين، هاتفا “فلسطين حرة من النهر حتى البحر”. وقد لقيت كلمته تفاعلا كبيرا من الحضور الذين صفقوا له. وعقب كلمته تلك؛ شنت مجموعات موالية ل”إسرائيل” هجوما على هيل، رامية إياه بالتهمة الجاهزة “معاداة السامية”، وطالبت جامعة Temple وقناة CNN بإنهاء عمله بهما. وفيما دافعت جامعة Temple عن هيل معتبرة تصريحاته تخص شخصه فقط، خضعت CNN للضغوطات وأعلنت فصلها له. ورد هيل، عبر حسابه على موقع تويتر، على الهجوم الذي تعرض إليه معلنا أنه “يدعم حرية الفلسطينيين، ويعارض بشدة السياسات والممارسات “الإسرائيلية””، كحق شخصي يقابل حق الآخر في دعم “إسرائيل”، ممارسة لأبسط قواعد حرية التعبير والاختيار.