بوريطة يمثل جلالة الملك في حفل تنصيب رئيس الإكوادور وسط تقارب دبلوماسي متزايد    الاستثمار الصيني في المغرب: بطاريات المستقبل تنبض من طنجة نحو أسواق العالم    كريستيانو رونالدو على وشك توقيع عقد القرن … !    عرض بقيمة 400 مليار لضم لامين يامال … برشلونة يتخذ قراره    البرازيلي رونالدو نازاريو يبيع حصته في بلد الوليد    طقس السبت .. أجواء حارة بعدد من مناطق المملكة    حجاج التنظيم الرسمي مدعوون للإحرام في الطائرات حين بلوغ ميقات "رابغ"    خبر تهريب 2,5 طن من الشيرا من شاطئ "طالع القرع"… يستنفر المصالح المختصة    إجهاض محاولة تهريب أزيد من 3700 قرص مخدر بمعبر باب سبتة بحوزة قاصر    تتويج الفائزين بجائزة المغرب للشباب 2025    تفاصيل قرعة كأس العرب بقطر    مهرجان ماطا الدولي للفروسية يحتفي بربع قرن من العهد الزاهر للملك محمد السادس    "جائزة المغرب للشباب" تحتفي بأفكار ومشاريع شبابية إبداعية فريدة    12 جريحا في هجوم بسكين داخل محطة قطارات بهامبورغ.. والشرطة تعتقل امرأة مشتبه بها    غوتيريش يندد ب"الفترة الأكثر وحشية" في حرب غزة    تحالف مغربي-إماراتي يطلق مشروعا عملاقا في طنجة لتعزيز الأمن الطاقي بالمملكة    منتدى برلماني بمراكش يدعو إلى وقف الحرب في قطاع غزة المحاصر    طفرة جديدة في المداخيل الضريبية لتتجاوز 122 مليار درهم خلال 4 أشهر فقط    رسمياً.. توجيهات بمنع بيع الأضاحي بإقليمي الناظور والدريوش خلال عيد الأضحى    آلاف المغاربة يحتجون نصرة لغزة    نهضة بركان يشكو سيمبا ل"الكاف"    مرصد يطالب بفتح تحقيق في وفاة سجين من الحسيمة بسجن وجدة    بلاغ جديد من وزارة الأوقاف للحجاج المغاربة    الأزمي «البليكيه»    الرد الشامل على اللغو السافل: باب ما جاء في انسحاب الاتحاد من العبث    "الهيئة الوطنية للوقاية من الرشوة" تدخل على خط ملف "بيع الشهادات الجامعية" والدولة المغربية تنتصب كطرف مدني    ملتمس الرقابة بين عبث العدالة والتنمية ورصانة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية    الركراكي يكشف عن لائحة الأسود يوم الثلاثاء استعدادا لتونس والبنين    وزارة الأوقاف: حجاج التنظيم الرسمي مدعوون للإحرام في الطائرات حين بلوغ ميقات "رابغ"    يهم حجاج الناظور.. وزارة الأوقاف تدعو إلى الإحرام في الطائرات    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة اليوم الجمعة    بسبب تسجيل مكالمة تتضمن ألفاظ "نابية".. المحكمة للناصيري: "الله لا يحب الفاحشة والتفحش في الكلام"    مبابي يُتوج بجائزة أفضل لاعب في ريال مدريد لموسم 2024-2025    جبور: الهزة الأرضية متوسطة القوة .. ومحطات الرصد المغربية أكثرُ دقة    بلقصيري تحتضن مهرجان سينما المرأة والطفل في دورته الثانية    نائب رئيس مجلس النواب من مراكش: التجارة الدولية تواجه الأنانيات القطرية وشعوب الجنوب تدفع ثمن التلوث    الباروك يلاقي الأندلسي والتصوف الإفريقي في فاس.. إيطاليا تُبدع كضيفة شرف لمهرجان الموسيقى العريقة    تعيين عزيز الذنيبي مدربا جديدا للنادي الرياضي المكناسي لكرة القدم    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بارتفاع    مقتل 4 أشخاص وفقدان 17 آخرين في انهيارات أرضية بالصين    "هنا".. عندما تتحول خشبة المسرح إلى مرآة لحياة أبناء "ليزاداك"    مهدي مزين وحمود الخضر يطلقان فيديو كليب "هنا"    الله أمَر بالسّتْر ولم يأمُر ببيْع الماسْتَر !    دراسة: الولادة المبكرة قد تكون مفيدة في حالة الأجنة كبيرة الحجم    سلوفاكيا تساهم في الزخم المتزايد لفائدة مغربية الصحراء    بريطانيا تدرس استخدام الإخصاء الكيميائي الإلزامي لمعاقبة بعض المعتدين جنسيا    انتشار الأفران العشوائية يزعج الفدرالية المغربية للمخابز    المغرب يعزز قدراته العسكرية بوحدات خاصة لمواجهة تهديدات الأنفاق باستخدام تقنيات متقدمة    انطلاق أيام التراث بمراكش احتفاء بالماء والحدائق    بكين.. الصين وهولندا تعززان شراكتهما الاستراتيجية    حرارة وزخات رعدية في توقعات طقس الجمعة    الأزمي: تضارب المصالح ينخر عمل الحكومة وملتمس الرقابة كان ضرورة سياسية ودستورية    بطاريات المستقبل تصنع بالقنيطرة .. المغرب يدخل سباق السيارات النظيفة    الحكومة تُطلق دعما مباشرا لحماية القطيع الوطني وبرنامجا لتحسين السلالات    السعودية تجري أول عملية لزرع جهاز ذكي داخل الدماغ في الشرق الأوسط    وزير الصحة المغربي يجري مباحثات ثنائية مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية    لإيقاف السرطان.. التشريح المرضي وطب الأشعة الرقمي أسلحة مدمرة للخلايا الخبيثة    البرازيل في ورطة صحية تدفع المغرب لتعليق واردات الدجاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة مريم العذراء ومعجزة المسيح في االديانة المسيحية

مريم بنت عمران מרים הבתולה هي مريم "العذراء" "الصديقة" أم المسيح عيسى عليه السلام، ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدة مواضع حتى أن هناك سورة باسمها، ذكرت كذلك في السنة النبوية مما روي من أحاديث الرسول عليه السلام، شهد الله لها بالعفة وطهرها واصطفاها على نساء العالمين، واصطفاها لمعجزة إلهية تمثلت بحملها بعيسى وولادته من غير أب.
بقيت مريم العذراء عابدة زاهدة معتزلة في مكان من جهة الشرق، وكان المكان معزولاً عن الناس بحجاب أو حاجزاً كما قال تعالى: ﴿واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً﴾[1]
وجاء ذكرها في الكتاب المقدس: «فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ:«يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49فَقَالَ لَهُمَا:«لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا. 51ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا»[2].

«فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»
35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، 37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَك»[3].

وقد وصف الرب مريم أم يسوع بأنها: «إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ»[4].
مريم ابنة عمران: تختلف الآراء حول معنى الاسم، وهو في العبرية מרים فيظن البعض أنه مشتق من "مريامون" الهيروغليفية ومعناها "محبة لآمون" ، أو من كلمة عبرية معناها "مر" أو "عنيد" أو بدين".
مريم أم المسيح: يذكر عن مريم أم يسوع أنها كانت نسيبة لأليصابات التي كانت "من بنات هرون" لوقا: «كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ»[5]،
مما قد يدفع إلى الظن بأن مريم كانت أيضاً من سبط لاوي، بينما يكاد الاجماع ينعقد على أنها كانت من نسل داود الملك، وأن عبارة من "بيت داود": «إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ»[6]، يمكن أن تكون وصفاً للعذراء أو ليوسف، كما أن الملاك يقول للعذراء إن المولود منها "يكون عظيماً" وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود أبيه[7]: «وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ»[8].


مريم إبنة عمران: كان عمران أحد عظماء بني إسرائيل، وكانت زوجته عاقراً تقدمت بها السن دون أن ترزق بولد، وتبعاً للطبيعة البشرية كانت زوجة عمران تأمل أن تكون أماً، فاتجهت إلى الله سائلة داعية، ونذرت إن حقق الله رجاءها ورزقها ولداً أن تتركه لبيت الله خادماً محرراً، أي لا عمل له إلا خدمة البيت والعبادة.
فلم يكن يحرر في ذلك الزمان إلا الغلمان، فقال لها زوجها: أرأيت إن كان ما في بطنك أنثى والأنثى عورة فكيف تصنعين؟ فاغتمت لذلك، وقالت عند ذاك: ﴿ إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم﴾[9].
وقصة النذر تكشف عن قلب "امرأة عمران" وما يعمره من الإيمان، ومن توجه إلى ربها بأعز ما تملك. " وهو الجنين الذي تحمله في بطنها، خالصاً لربها، محرراً من كل قيد ومن كل شرك ومن كل حق لأحد غير الله سبحانه. والتعبير عن الخلوص المطلق بأنه تحرر تعبير موح. فما يتحرر حقاً إلا من يخلص لله كله، ويقر إلى الله بجملته وينجو من العبودية لكل أحد ولكل تسمية ولكل قيمة، فلا تكون عبوديته إلا لله وحده... فهذا هو التحرر.
ولعل دعاءها بنذر: (والنذر أمر أريد به الطاعة فوق تكليف ما كلف المكلف، من جنس ما كلف المكلف...فالله فرض عليك خمس صلوات، فنذرت أن تصلي لله عشراً أخرى؛ فأنت ألزمت نفسك أن تصلي أكثر مما ألزمك الله، ومما كلفك به، ولكن من جنس ما كلفك المكلف).
ما في بطنها محرراً كان بقصد الدعاء غير المباشر بطلب الذكر على عادة كون محرري بني إسرائيل يومها من الذكور.
وقبل أن تضع جنينها توفي زوجها، وأتمت امرأة عمران أشهر الحمل، وولدت بنتاً اسمها مريم، ولذلك خاب أملها في تحقيق النذر الذي نذرته لنفسها، ولكنها سألت نبي الله زكريا، والذي كان زوج أختها عن إمكانية الوفاء بالنذر، فأشار عليها بوجوب الوفاء بالنذر، فوضعت طفلتها في بيت الله لخدمته وللعبادة فيه، وقد تنازع سدنة البيت أيهم يكفل مريم الصغيرة، وقد حظي زكريا بكفالتها، وعني بها جيداً وقد رأى زكريا أموراً تتعلق بهذه الفتاة، هي هذه الأرزاق التي تأتيها، وفاكهة الصيف التي يجدها عندها في الشتاء، وفاكهة الشتاء التي يجدها عندها في الصيف، وراقبها زكريا فما وجد أحداً يدخل عليها، ولا وجدها تخرج من حجرتها.
هذه هي الأحوال التي اكتنفت الحمل بمريم، وولادتها، وتربيتها، فقد كانت العبادة لله هي حياتها، ولقد كانت تلك التنشئة الطاهرة التي تكونت في ظلها بريئة من دنس الرذيلة، لا يجد الشيطان سبيلاً أو منفذاً ينفذ إلى النفس منها، تمهيداً لأمر جليل قد اصطفاها الله تعالى له دون العالمين، ولذا خاطبتها الملائكة وهي الأرواح الطاهرة باجتباء الله لها:
﴿إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين﴾[10] .
ولقد كان ذلك الاصطفاء هو اختيار الله لها لأن تكون أماً لمن يولد من غير نطفة آدمية، وكان ذلك لكي تكون آية الله مشهورة: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ»[11].
«فَقَالَتْ مَرْيَمُ:«تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، 47وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي»[12].

تسمية مريم:
وضعت امرأة عمران حملها فإذا بالمولود أنثى، وهي التي نذرت ما في بطنها محرراً لبيت المقدس. فتعجبت من أمرها ونادت ربها قائلة: ﴿فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم﴾[13]
والمقصود بالمناداة أن الذكر الذي طلبته أثناء الحمل ليس كالأنثى الذي وهبت لها. فأرادت زوجة عمران أن تقترب من الله وتعصم ابنتها من أي سوء فسمتها "مريم"، واسم "مري" في لغة بني إسرائيل بمعنى "العابدة".
ومن اللافت للنظر والمثبت للإيمان أن استعاذتها بالله من الشيطان الرجيم لحماية مريم وذريتها منه.[14]
مريم تحت الرعاية الربانية:
كفل زكريا مريم عليها السلام وبنى لها محراباً في المسجد: أي غرفة يصعد إليها بسلّم، وقيل: أشرف المجالس في بيت المقدس، وقيل كانت مساجدهم تسمى محاريب. وروي أنه كان لا يدخل عليها إلا هو وحده وكان إذا خرج غلق عليها سبعة أبواب. وكان رزقها ينزل عليها من الجنة، ولم ترضع ثدياً قط، فكان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء.[15]
نشأت مريم عليها العذراء برعاية الله نشأة صالحة متفرغة للعبادة متقربة إلى الله بالطاعات وأنواع القربات فأكرمها الله تعالى بأن رزقها رزقاً من عنده. فأدرك زكريا عليه السلام أن ما يحدث لمريم العذراء معجزة من الله.[16]
مريم العابدة خير نساء زمانها:
مريم العذراء ذات الكرامة وخير نساء الأرض أجمعين، في زمانها بطهرها وصفاتها وتقربها إلى الرب بالعبادة خصها القرآن الكريم بالذكر في عدة مواضع في قوله تعالى في سورة الأنبياء[17]: ﴿والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين﴾[18]
«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ»[19].
عذرية مريم:

وحسب المعتقدات الدينية فإن مريم العذراء كانت فائقة الطهارة منذ لحظة الحمل بها في رحم أمها. والكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي التي تعطي هذا التعليم وتطلق اسم "الحبل بلا دنس" على مريم. 34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»[20].
«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ»[21].
وحسب عقيدة الرسل والآباء، كلاهم يشير إلى مريم "بالعذراء" هذا يشير إلى الحبل بالمسيح عن طريق الروح القدس، وليس بالجماع مع يوسف، ولذلك توصف مريم بالعذراء. وقد أكد ذلك الأرثوذكس والكاثوليك والكثير من البروتستانت. من لا يؤمن بذلك يعتبر منشق أي مهرطق.[22]
ومن الأقوال التي سيقت في قداسة مريم العذراء حيث دعاها مارتن لوتر: "أعظم امرأة" وقال لا شيء كافي لتكريمها وأن تكريم مريم هو شيء محفور في كل قلب.
قال جون كالفن: "إن اختيار الله لمريم بجعلها أم لابنه، هو أعظم تكريم لها".
وقال زونجلي "إن لدي احترام هائل لوالدة الله" وكلما زاد تكريم وتعظيم يسوع بين البشر كذلك يجب أن يكون لمريم".
في يومنا هذا يقر البروتستانتيين أن مريم هي المباركة بين النساء لوقا: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ»[23]، ولكن لا يقرون بتكريم مريم. تعتبر مريم مثال الطاعة لله. وإن الكلمة التي وصفت نفسها بها في لوقا 36/1 هي خادمة، أي أنها خاضعة لسلطة شخص آخر. ونسبة لمريم كانت خاضعة لمشيئة الله.[24]



لائحة المصادر والمراجع:
[1] - سورة مريم، الآية: 16-17.
2 - لوقا: 2/48-51.
3 - لوقا: 1/34-38.
4 - لوقا: 1/28.
5 - لوقا: 1/5.
6- لوقا: 1/27.
7 - دائرة المعارف الكتابية، مجموعة من المحررين اللاهوتيين، دار الثقافة، حرف ح-ذ المجلد الثالث، ص: 123-125.
8 - لوقا: 1/32.
9 - سورة ال عمران، الآية: 35.
10- سورة ال عمران، الآية: 42-43.
11- لوقا: 1/43.
12 - لوقا: 1/46-47.
13- سورة ال عمران، الآية: 36.
14 - مقارنة الأديان، محمد الخطيب، دار المسيرة، الطبعة الأولى 2008م، 1428م، ص: 232-233/ حياة عيسى عليه السلام، نبيلة عبد العزيز، ص: 3-4-5-6/ حياة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من منظور إسلامي، حنان قرقوتي شعبان، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 2004م/1425ه، ص: 11-12-13-14-15.
15 - تفسير الكشاف، الزمخشري الخوارزمي، دار المعرفة بيروت-لبنان، الطبعة الثالثة 1430ه/2009م، ص: 170.
16 - مريم والمسيح، محمد متولي الشعراوي، مكتبة التراث الإسلامي، ص: 12-13-14-16-17-18-19.
17 - حياة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من منظور إسلامي، حنان قرقوتي شعبان، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 2004م/1425ه، ص: 16.
18 - سورة الأنبياء، الآية: 91.
19- لوقا: 1/30-31.
20- لوقا: 1/34.
21 - لوقا: 1/35.
22 - مريم العذراء-المعرفة m.marefa.org
23- لوقا: 1/43.
24- مريم العذراء-المعرفة m.marefa.org
[1] - سورة مريم، الآية: 16-17.
[2] - لوقا: 2/48-51.
[3] - لوقا: 1/34-38.
[4] - لوقا: 1/28.
[5] - لوقا: 1/5.
[6] - لوقا: 1/27.
[7] - دائرة المعارف الكتابية، مجموعة من المحررين اللاهوتيين، دار الثقافة، حرف ح-ذ المجلد الثالث، ص: 123-125.
[8] - لوقا: 1/32.
[9] - سورة ال عمران، الآية: 35.
[10] - سورة ال عمران، الآية: 42-43.
[11] - لوقا: 1/43.
[12] - لوقا: 1/46-47.
[13] - سورة ال عمران، الآية: 36.
[14] - مقارنة الأديان، محمد الخطيب، دار المسيرة، الطبعة الأولى 2008م، 1428م، ص: 232-233/ حياة عيسى عليه السلام، نبيلة عبد العزيز، ص: 3-4-5-6/ حياة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من منظور إسلامي، حنان قرقوتي شعبان، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 2004م/1425ه، ص: 11-12-13-14-15.
[15] - تفسير الكشاف، الزمخشري الخوارزمي، دار المعرفة بيروت-لبنان، الطبعة الثالثة 1430ه/2009م، ص: 170.
[16] - مريم والمسيح، محمد متولي الشعراوي، مكتبة التراث الإسلامي، ص: 12-13-14-16-17-18-19.
[17] - حياة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من منظور إسلامي، حنان قرقوتي شعبان، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 2004م/1425ه، ص: 16.
[18] - سورة الأنبياء، الآية: 91.
[19] - لوقا: 1/30-31.
[20] - لوقا: 1/34.
[21] - لوقا: 1/35.
[22] - مريم العذراء-المعرفة m.marefa.org
[23] - لوقا: 1/43.
[24] - مريم العذراء-المعرفة m.marefa.org
رجاء موليو/ طالبة بسلك الدكتوراه المغرب/ تخصص: التاريخ والتراث


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.