الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
الكعبي أفضل لاعب أجنبي باليونان
الرميد يحذر من "انزلاق خطير" بعد أدعية لجيش الاحتلال في حفل يهودي بالصويرة
فاتح شهر ربيع الآخر بعد غد الأربعاء بالمغرب
الأمم المتحدة.. المغرب يشارك بنيويورك في مؤتمر دولي حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية
ماكرون يعلن أمام الأمم المتحدة اعتراف فرنسا بدولة فلسطين
حكيمي يحل بالمركز 6 للكرة الذهبية
لامين يامال يحصل على جائزة "كوبا"
رصيف الصحافة: "مرض من القوارض" يتعب مستعجلات الحاجب ومكناس
وفد دبلوماسي فرنسي يلتقي مسؤولي بعثة "المينورسو" في مدينة العيون
المغرب يقبض على مطلوب لأنتربول
مشاورات الأحزاب ووزارة الداخلية تتجاوز مطلب زيادة المقاعد البرلمانية
تطور إيجابي.. قاضي التحقيق يأمر يإخراج جثة الطفل الراعي "محمد إينو" من قبرها وإعادة تشريحها
الأمير مولاي هشام يقرر متابعة الطاوجني أمام القضاء
كريم زيدان يعزز التعاون الاقتصادي المغربي مع الصين على هامش المؤتمر العالمي للصناعة التحويلية 2025
المغرب والهند يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الدفاعية والأمن السيبراني
هشام العلوي يرفع دعوى قضائية ضد يوتيوبر رضا الطاوجني
سفينة مغربية ترسو بإيطاليا في انتظار استكمال الإبحار نحو قطاع غزة
الرباط.. وزير الدفاع الهندي يزور ضريح محمد الخامس
بورصة الدار البيضاء تغلق على ارتفاع
المثقف المغربي والوعي النقدي
الكتابة والمشاركة في زمن الرقمنة: تأملات حول المعنى والتلقي..!
من غرفة مغلقة بتيزنيت..."أفراك ⴰⴼⵔⴰⴳ" أو حينما يكشف العبث المسرحي عن قسوة السلطة ومصير الإنسان
موجة اعترافات تعيد طرح الدولة الفلسطينية إلى الواجهة
هيئة نصرة قضايا الأمة تستنكر منع الوقفات التضامنية مع غزة
رسميا.. أشرف حكيمي يغيب عن حفل الكرة الذهبية بسبب مباراة الكلاسيكو الفرنسي
زعيم كوريا الشمالية يعلن حصوله على أسلحة سرية
معرض "كريماي 2025" .. المغرب يفوز بكأس إفريقيا والشرق الأوسط للطاهيات
مهرجان الدوحة للأفلام 2025 يفتتح فعالياته بفيلم "صوت هند رجب".. تحية مؤثرة للصمود وقوة السينما
التكريس التشريعي للمرصد الوطني للإجرام في قانون المسطرة الجنائية الجديد يضع المغرب ضمن الدول التي تتبنى أفضل الممارسات في مجال الحكامة الجنائية
توقيف مواطنين أجنبيين بمطار أكادير المسيرة متورطين في تهريب المخدرات
مندوبية التخطيط: تباطؤ معدل التضخم السنوي في المغرب إلى 0.3% في غشت
"فيدرالية اليسار" يدين منع وقمع المحتجين بمختلف المدن ويرفض تحويل الشارع إلى مسرح للترهيب
الذهب عند مستوى قياسي جديد مع توقعات بخفض الفائدة الأمريكية
وجدة تحتضن النسخة 14 للمهرجان الدولي المغاربي للفيلم
توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء
استمرار الاضطرابات في مطارات أوروبية بعد هجوم إلكتروني
هزة أرضية بقوة 3.5 درجاتتضرب سواحل مدينة الحسيمة
المغرب ينهزم أمام الأرجنتين في نهائي الدوري الدولي للفوتسال
ترحيب عربي باعتراف المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين
إدماج الموارد البحرية في دينامية التنمية الاقتصادية الاجتماعية
مدينة يابانية توصي باستخدام الأجهزة الرقمية ساعتين فقط يوميا
ياوندي.. الخطوط الملكية المغربية تخلق جسورا لتنقل مواهب السينما الإفريقية (عدو)
مستخلص الكاكاو يقلل من خطر أمراض القلب عبر خفض الالتهابات
دراسة: الإفطار المتأخر قد يُقلل من متوسط العمر المتوقع
الجدل حول الإرث في المغرب: بين مطالب المجتمع المدني بالمساواة وتمسك المؤسسة الدينية ب"الثوابت"
دراسة.. النحافة المفرطة أخطر على الصحة من السمنة
الرسالة الملكية في المولد النبوي
الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني عنوان ندوة علمية لإحدى مدارس التعليم العتيق بدكالة
مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني
الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أربيل الكردية تحتفي بالمفكر الحسين شعبان رئيس اللجنة العلمية لمركز الذاكرة المشتركة
شكرا لكم
نشر في
شبكة دليل الريف
يوم 20 - 12 - 2024
احتفت أربيل الكردية- العراقية بداية الأسبوع الجاري بالمفكر و الحقوقي العراقي الدكتور الحسين شعبان، الذي يشغل رئيس اللجنة العلمية لمركز الذاكرة المشتركة من اجل الديمقراطية و السلم، و كان من ضمن الحاضرين في حفل التكريم ، الذي حضره ازيد من مئتي اكاديمي و حقوقي و سياسي و شاعر و روائي من شمال افريقيا و الشرق الاوسط، الاستاذ بوطيب عبد السلام رئيس المركز، و قد قدم في الرجل الشهادة الاتية:
عندما طلبت مني مؤسسةُ دارِ سعادِ الصباح، الجهةُ المُنظِّمةُ لهذا التكريمِ البهيِّ، تقديم شهادةٍ عن أخي، وصديقي الدكتورِ الحسينِ شعبانَ، كتبتُ النصَّ، على ما خَمَنْتُه عندَ نهايتي من كتابتِه، في ثانيةٍ أو أقلَّ من ذلكَ بكثيرٍ، أو هكذا بدا لي ذلك، ومَرَدُّ ذلك إلى أنني كنتُ أَنتظرُ تقديمَ شهادةٍ مكتوبةٍ عن الرجلِ قبلَ أنْ أَعرفَه شخصيًّا، ونُصبحَ صديقين، وهوَ ما عَبَّر عنه عندَ تقديمِه لروايتي ما قبلَ الأخيرةِ المعنونةِ ب "الشجرةِ الهُلاميةِ": بعدَ ساعتينِ ومن أولِ لقاءٍ لي معه اكتشفتُ أنه صديقٌ عَتيقٌ، جَرَّبَ الحبَّ مثلي، وامتلأَت رأسهُ بالأحلامِ، وفاضَ كأسُهُ الذي ظلَّ مُتْرَعًا...
راجعتُ الشهادةَ، مرةً واحدةً فقط، وقبلَ أن أتممَّ المراجعةَ كنتُ قد قررتُ أنْ أضعَ لها عنوانًا باللغةِ الإسبانيةِ:
El Houssein CHAABAN, La presencia noble, ausente o presente.
الحسينُ شعبانُ، أو نبلُ الحضورِ حاضرًا أمْ غائبًا.
وللعنوانِ حكايةٌ جميلةٌ ستعرفونَها عندَ نهايةِ مُلخَّصِ شهادتي، ومَرَدُّ هذا الاختيارِ، كذلكَ، إلى علاقاتي بهذهِ اللغةِ الجميلةِ، فهي بالرغمِ من أنها لغةُ أحدِ مُستعمري بلادي، إلا أنها اللغةُ التي قرأتُ بها الأشعارَ قبلَ أنْ أكتشفَ جمالَ اللغةِ العربيةِ وعمقَها. وقبلَ أنْ يَسمحوا لنا في بلدي، دستوريًّا، باستعمالِ، واستنطاقِ جمالِ لغتي الأمِّ: الأمازيغيةِ، ودَسْتَرَةِ تعلُّمِها، واستعمالِها في جميعِ مرافقِ الدولةِ.
لَنْ أَقْرَأَ عَلَى مَسَامِعِكُمْ الشَّهَادَةَ الَّتِي كَتَبْتُهَا عَنِ الحُسَيْنِ كَامِلَةً، لِأَنَّنِي أُحَبِّذُ أَنْ تَسْتَنْطِقُوا الحُرُوفَ الَّتِي كَتَبْتُهَا بِهَا وَأَنْتُمْ فِي خَلْوَتِكُمْ تَسْتَمِعُونَ إِلَى صَدَى مَا يُوصِينَا بِهِ دَائِمًا: أَنْ نُدَافِعَ عَلَى بَهَاءِ، وَجَمَالِ الوُجُودِ الإِنْسَانِيِّ. لِذَا سَأَقْتَصِرُ فَقَطْ عَلَى مَرْحَلَةِ اشْتِغَالِنَا المُشْتَرَكِ لِمُعَالَجَةِ مَاضِي الانْتِهَاكَاتِ الجَسِيمَةِ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ بِبِلَادِي المَغْرِبِ. وَهِيَ تَجْرِبَةٌ نَاجِحَةٌ وَمُهِمَّةٌ، مَا أَحْوَجَنَا لِنَقْلِهَا إِلَى كَثِيرٍ مِنْ بُلْدَانِ المِنْطَقَةِ فِي هَذِهِ الظُّرُوفِ العَصِيبَةِ الَّتِي تَمُرُّ مِنْهَا.
التَقَيْتُ بِالدُّكْتُورِ الحُسَيْنِ شَعْبَانَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فِي البِدَايَاتِ الأُولَى لِمُسَلْسَلِ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ فِي بِلَدِي المَغْرِبِ، آنَذَاكَ كُنْتُ نَائِبَ رَئِيسِ المُنْتَدَى المَغْرِبِيِّ لِلْحَقِيقَةِ وَالإِنْصَافِ، أَيْ نِقَابَةِ ضَحَايَا الانْتِهَاكَاتِ الجَسِيمَةِ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ الَّتِي عَرَفَهَا المَغْرِبُ مِنْ تَارِيخِ إِعْلَانِ اسْتِقْلالِهِ إِلَى غَايَةِ تَوَلِّي المَلِكِ مُحَمَّدٍ السَّادِسِ الحُكْمَ بِالبَلَدِ، أَنَا المُنْحَدِرُ مِنْ مَنْطِقَةِ الرِّيفِ، إِحْدَى المَنَاطِقِ الأَكْثَرِ تَضَرُّرًا مِنَ الانْتِهَاكَاتِ الجَسِيمَةِ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ، أَنْزِفُ أَلَمًا، وَحُزْنًا مِنْ جَرَّاءِ بَشَاعَةِ مَا عِشْتُهُ مِنْ عَذَابٍ خِلَالَ سَنَوَاتِ الِاعْتِقَالِ التَّعَسُّفِيِّ الطَّوِيلَةِ. أَبْحَثُ عَنْ صِيَغٍ لِجَعْلِ هَذَا الأَلَمِ الَّذِي أَجُرُّهُ مَعِي حَطَبًا نَبِيلًا مِنْ أَجْلِ قِيَامِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ وَإِشَاعَةِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ فِي بِلَدِي. عَازِمًا عَلَى جَعْلِ كُلِّ الأَلَمِ الَّذِي كَانَ يَنْخُرُنِي مِنْ أَجْلِ خِدْمَةِ ذَلِكَ. وَكُنْتُ مُتَعَطِّشًا لِمَزِيدٍ مِنَ المَعْرِفَةِ الحُقُوقِيَّةِ، وَلَا سِيَّمَا فِي مَجَالِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ، أَيْ مَنْهَجِيَّةِ المُعَالَجَةِ الحُقُوقِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ لِلِانْتِهَاكَاتِ الجَسِيمَةِ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ.
وَكَانَ الحُسَيْنُ شَعْبَانُ، الَّذِي رَافَقَنَا فِي المُنْتَدَى المَغْرِبِيِّ لِلْحَقِيقَةِ وَالإِنْصَافِ خَبِيرًا، مِنْ خِيرَةِ مُعَلِّمِينَا فِي مَجَالِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ، وَمِنْ كِبَارِ مُوَجِّهِينَا فِي حَرَكَةِ الضَّحَايَا لِلْمُسَاهَمَةِ فِي إِنْجَاحِ تَجْرِبَةِ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ بِوُضُوحٍ حُقُوقِيٍّ وَسِيَاسِيٍّ تَامٍّ. مِمَّا سَاعَدَنَا فِي الانْتِصَارِ عَلَى المُشَكِّكِينَ فِي التَّجْرِبَةِ، خَاصَّةً الَّذِينَ كَانُوا يُرَدِّدُونَ أَنَّ هَيْئَةَ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ مَا هِيَ إِلَّا خِدْعَةٌ مِنَ الدَّوْلَةِ لِاسْتِمْرَارِ النِّظَامِ فِي الحُكْمِ وَلِلإِيقَاعِ بِالحُقُوقِيِّينَ وَمُعَارِضِيهِ.
وَبَعْدَ تَأْسِيسِ هَيْئَةِ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ، اسْتَمَرَّ الدُّكْتُورُ الحُسَيْنُ فِي الاشْتِغَالِ مَعَنَا فِي حَرَكَةِ الضَّحَايَا، وَرَافَقَ كَذَلِكَ هَيْئَةَ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ، وَالحَرَكَةَ الحُقُوقِيَّةَ المَغْرِبِيَّةَ الَّتِي تَفَاعَلَتْ مَعَ التَّجْرِبَةِ، كَأَحَدِ الخُبَرَاءِ الكِبَارِ فِي مَجَالِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ وَبِنَاءِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ، مُلِحًّا عَلَى تَعْمِيقِ المَعْرِفَةِ التَّارِيخِيَّةِ وَالمَعْرِفَةِ الحُقُوقِيَّةِ، وَلَا سِيَّمَا فِي مَجَالِ أَخْلَاقِيَّاتِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ، وَالاطِّلَاعِ الوَاسِعِ عَلَى التَّجَارِبِ العَالَمِيَّةِ فِي مَجَالِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ، وَلَا سِيَّمَا الأَفْرِيقِيَّةَ مِنْهَا وَالأَمْرِيكِيَّةَ اللَّاتِينِيَّةَ، وَاضِعًا كُلَّ عَلَاقَاتِهِ وَمَعَارِفِهِ رَهْنَ إِشَارَتِنَا. لِذَا فَهُوَ بِالنِّسْبَةِ لَنَا فِي الحَرَكَةِ الحُقُوقِيَّةِ المَغْرِبِيَّةِ مِمَّنْ أَسْدَوْا خَدَمَاتٍ جَلِيلَةً لِلتَّجْرِبَةِ المَغْرِبِيَّةِ، وَجَعَلُوا مِنْهَا تَجْرِبَةً رَائِدَةً عَالَمِيًّا فِي مَجَالِ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ، وَمُعَالَجَةِ مَلَفَّاتِ الانْتِهَاكَاتِ الجَسِيمَةِ لِحُقُوقِ الإِنْسَانِ.
وَكَانَ الحُسَيْنُ، طِيلَةَ مُدَّةِ اشْتِغَالِ هَيْئَةِ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ، يُوصِي، وَهُوَ العَارِفُ بِكُنْهِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ، وَهَشَاشَةِ الأَطْرَافِ المُشَارِكَةِ فِي مَسَارَاتِ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ، بِضَرُورَةِ التَّسَلُّحِ بِالصِّدْقِ تِجَاهَ كُلِّ المُتَدَخِّلِينَ فِي التَّجْرِبَةِ، وَلَا سِيَّمَا تِجَاهَ المُؤَسَّسَةِ المَلَكِيَّةِ، المُبْدِعَةِ لِلتَّجْرِبَةِ المَغْرِبِيَّةِ رِفْقَةَ قِيَادَاتٍ مِنَ الضَّحَايَا، وَالرَّاعِيَةِ لَهَا، وَالضَّحَايَا، الَّذِينَ يَأْمُلُونَ فِي مُعَالَجَةِ جِرَاحِهِمْ، وَرَدِّ الاعْتِبَارِ لَهُمْ، وَتَصْحِيحِ وَضْعِيَّاتِهِمُ الاجْتِمَاعِيَّةِ وَالمِهْنِيَّةِ وَالمَادِّيَّةِ وَالإِدَارِيَّةِ.
وَعِنْدَ انْتِهَاءِ هَيْئَةِ الإِنْصَافِ وَالمُصَالَحَةِ بِإِصْدَارِ تَوْصِيَاتِهَا التَّارِيخِيَّةِ، المُؤَسِّسَةِ فِعْلًا لِلْمَغْرِبِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ الَّذِي كُنَّا نَحْلُمُ بِهِ وَنَحْنُ شَبَابٌ، كَانَ الحُسَيْنُ يُلِحُّ بِالقَوْلِ، وَهُوَ الخَبِيرُ بِعُمْقِ التَّنَاقُضَاتِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَخْتَرِقَ أَيَّةَ دَوْلَةٍ تَشَجَّعَتْ وَاشْتَغَلَتْ عَلَى مَنُوَالِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ: "الآنَ بَدَأَتْ مَعْرَكَتُكُمْ الحَقِيقِيَّةُ مِنْ أَجْلِ دَمَقْرَطَةِ بَلَدِكُمْ"... إِذْ كَانَ يَعْرِفُ بِالتَّجْرِبَةِ، وَبِذَكَاءِ البَاحِثِ المُنْصِتِ بِعُمْقٍ لِلْمَخَاضِ المُجْتَمَعِيِّ المَغْرِبِيِّ، أَنَّ انْتِكَاسَةَ المَسْلَسَلِ وَارِدَةٌ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ وَحِينٍ، وَهَذَا الأَمْرُ طَبِيعِيٌّ جِدًّا فِي كُلِّ مَسْلَسَلَاتِ المُصَالَحَةِ. لِذَا كَانَ يُوصِي بِالهُدُوءِ السِّيَاسِيِّ الضَّرُورِيِّ، وَجَعْلِ اللَّحْظَةِ لَحْظَةَ انْتِصَارِ الجَمِيعِ، وَبِضَرُورَةِ تَعْمِيمِ ثَقَافَةِ الحِوَارِ، وَنَشْرِ الثَّقَافَةِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ وَثَقَافَةِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ فِي المَدَارِسِ وَالثَّانَوِيَّاتِ وَالجَامِعَاتِ وَفِي الأَحْزَابِ وَالنِّقَابَاتِ وَالجَمْعِيَّاتِ المَدَنِيَّةِ، كَمَا ظَلَّ يُوصِي بِضَرُورَةِ التَّفْكِيرِ فِي مُؤَسَّسَةٍ لِتَحْصِينِ مُكْتَسَبَاتِ المُصَالَحَةِ لِصَالِحِ صِيرُورَةِ البِنَاءِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ.
وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لَمْ يَبْخَلْ أَبَدًا لَا بِوَقْتِهِ، وَلَا بِأَيِّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاهِمَ بِهِ مِنْ أَجْلِ تَنْوِيرِ المُجْتَمَعِ وَلَا سِيَّمَا الفَاعِلِينَ فِيهِ بِضَرُورَةِ بَقَاءِ الحِوَارِ مَفْتُوحًا بَيْنَ جَمِيعِ المُتَدَخِّلِينَ فِي الشَّأْنِ السِّيَاسِيِّ بِالبَلَدِ، لِذَا تَرَاهُ صَدِيقًا لِلسِّيَاسِيِّينَ وَالحُقُوقِيِّينَ الرَّسْمِيِّينَ، وَصَدِيقًا لِلْفَاعِلِينَ المَدَنِيِّينَ، وَصَدِيقًا لِأَشْرَسِ المُعَارِضِينَ، وَغَاضِبًا، غَيْرَ مُقَاطِعٍ، مِنْ كُلِّ مَنْ يُسِيءُ إِلَى انْفِتَاحِ الأَطْرَافِ عَلَى بَعْضِهَا البَعْضِ مِنْ أَجْلِ المُسَاهَمَةِ الهَادِئَةِ لِبِنَاءِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ.
وَمَا دَامَ مَسْلَسَلُ المُصَالَحَةِ، بِطَبِيعَتِهِ، صِيرُورَةً مُعَقَّدَةً وَطَوِيلَةً، لَا زَالَ الحُسَيْنُ عَلَى نَفْسِ النَّهْجِ، مُسَاهِمًا فَعَّالًا مِنْ أَجْلِ أَنْ يَرَى أَبْنَاءَ بَلَدِهِ الثَّانِي، المَغْرِبَ، يُسَاهِمُونَ فِي بِنَاءِ البَلَدِ الَّذِي يَتَّسِعُ لَهُمْ جَمِيعًا.
عِنْدَمَا قَرَّرْتُ، بِمَعِيَّةِ نُخْبَةٍ مِنَ الأَصْدِقَاءِ الحُقُوقِيِّينَ وَالسِّيَاسِيِّينَ، تَأْسِيسَ مَرْكَزِ الذَّاكِرَةِ المُشْتَرَكَةِ مِنْ أَجْلِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ وَالسِّلْمِ، بِغَايَةِ تَكْيِيفِ آلِيَّاتِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ لِلاِشْتِغَالِ بِهَا لِمُعَالَجَةِ الدِّينِ التَّارِيخِيِّ الاسْتِعْمَارِيِّ، وَلَا سِيَّمَا مُعَالَجَةِ الجَرَائِمِ غَيْرِ القَابِلَةِ لِلتَّقَادُمِ الَّتِي قَامَ بِهَا الاسْتِعْمَارُ بِبَلَدِي، كَانَ الحُسَيْنُ شَعْبَانُ حَاضِرًا بِقُوَّةٍ فِي كُلِّ نِقَاشَاتِ التَّأْسِيسِ، حَذِرًا مِنَ المَنْزَلَقَاتِ المَنْهَجِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالحُقُوقِيَّةِ، حَرِيصًا عَلَى أَنْ لَا نَسْقُطَ فِيمَا يُمْكِنُ أَنْ يُثِيرَ البُغْضَ وَالكَرَاهِيَةَ بَيْنَنَا نحن المغاربة، وَأَبْنَاءَ شُعُوبِ البُلْدَانِ الَّتِي اسْتَعْمَرَتْنَا، وَهُمْ لَا يَتَحَمَّلُونَ أَيَّ نَصِيبٍ مِمَّا اقْتَرَفَهُ أَجْدَادُهُمُ الاسْتِعْمَارِيُّونَ، مُنَبِّهًا لَنَا إِلَى الطُّرُقِ المُثْلَى الَّتِي عَلَيْنَا اسْتِعْمَالُهَا لِاسْتِمَالَةِ الحُقُوقِيِّينَ، وَالإِنْسَانِيِّينَ مِنْهُمْ، خَاصَّةً وَأَنَّ أَثَرَ الجَرَائِمِ الاسْتِعْمَارِيَّةِ الَّتِي مَارَسَهَا المُسْتَعْمِرُ فِي حَقِّنَا مَا زَالَ قَائِمًا، وَإِذَا كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَذْكُرَ هُنَا وَاحِدَةً فَقَطْ، فَأَفْظَعُ مَا مُورِسَ ضِدَّنَا مِنْ قِبَلِ مُسْتَعْمِرِينَا هُوَ قَصْفُنَا بِقَنَابِلَ كِيمَاوِيَّةٍ لِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ، مِمَّا تَسَبَّبَ لِأَهَالِينَا فِي أَمْرَاضٍ سَرَطَانِيَّةٍ كَثِيرَةٍ مَا زِلْنَا نُعَانِي مِنْهَا اليَوْمَ.
لَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِنَا فِي مَرْكَزِ الذَّاكِرَةِ المُشْتَرَكَةِ مِنْ أَجْلِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ وَالسِّلْمِ إِيصَالُ رِسَالَتِنَا الإِنْسَانِيَّةِ الحُقُوقِيَّةِ إِلَى أَبْنَاءِ مُسْتَعْمِرِينَا القُدَامَى، وَلَا إِلَى الأُورُبِّيِّينَ عَامَّةً، وَلَا إِلَى العَالَمِ، وَلَا حَتَّى إِلَى أَبْنَاءِ شَعْبِنَا بِالنَّظَرِ إِلَى أَنَّ مَا نَشْتَغِلُ عَلَيْهِ فِي مَرْكَزِ الذَّاكِرَةِ المُشْتَرَكَةِ مِنْ أَجْلِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ لَيْسَ سَهْلًا، وَيَتَطَلَّبُ تَكْوِينًا كَبِيرًا وَعَمِيقًا فِي العُلُومِ الاجْتِمَاعِيَّةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ، وَلَا سِيَّمَا فِي السِّيَاسَةِ وَالتَّارِيخِ وَحُقُوقِ الإِنْسَانِ، ذَلِكَ أَنَّنَا أَوَّلُ تَجْرِبَةٍ فِي العَالَمِ تُحَاوِلُ تَكْيِيفَ آلِيَّاتِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ لِلاِشْتِغَالِ بِهَا عَلَى سُؤَالِ الدِّينِ التَّارِيخِيِّ الاسْتِعْمَارِيِّ.
لِذَا عِنْدَمَا اسْتَشَرْنَا فِي الأَمْرِ مَعَ الدُّكْتُورِ الحُسَيْنِ شَعْبَانَ، وَافَقْنَا الرَّأْيَ عَلَى أَنْ نَنْقُلَ جُزْءًا مِنْ هَذِهِ الإِشْكَالِيَّاتِ الَّتِي نَطْرَحُهَا إِلَى مَهْرَجَانٍ سِينَمَائِيٍّ حُقُوقِيٍّ سِيَاسِيٍّ دَوْلِيٍّ، يَبْتَغِي الحِفَاظَ عَلَى دَوْرِ السِّينِمَا كَفَنٍّ نَبِيلٍ، وَيَنْشُرُ عَبْرَهَا وَعْيًا حُقُوقِيًّا بِثَقَافَةِ العَدَالَةِ الانتِقَالِيَّةِ وَثَقَافَةِ المُصَالَحَةِ بَيْنَ الشَّعْبِ الوَاحِدِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ شُعُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ وَرِثَتْ مَشَاكِلَ سِيَاسِيَّةً وَحُقُوقِيَّةً مِنْ فَتَرَاتٍ مَضَتْ، وَلَا سِيَّمَا الفَتْرَةُ الاسْتِعْمَارِيَّةُ.
هَكَذَا أَسَّسْنَا مَعًا، وَمُنْذُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ سَنَةً، تَجْرِبَةَ المَهْرَجَانِ الدُّوَلِيِّ لِسِينِمَا الذَّاكِرَةِ المُشْتَرَكَةِ الَّذِي يَنْعَقِدُ كُلَّ خَرِيفٍ بِمَدِينَةِ النَّاظُورِ – شَمَالِ المَغْرِبِ –، وَهُوَ المَهْرَجَانُ الَّذِي حَضَرَهُ الدُّكْتُورُ شَعْبَانَ مُنْذُ تَأْسِيسِهِ إِلَى آخِرِ دَوْرَةٍ، وَلَمْ يَغِبْ عَنْهُ إِلَّا خِلَالَ دَوْرَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثِ دَوْرَاتٍ، وَعِنْدَمَا كَانَ يَغِيبُ كَانَ يَكُونُ أَكْثَرَ حُضُورًا، حَيْثُ إِنَّ كُلَّ الضُّيُوفِ يَبْدَؤُونَ بِالسُّؤَالِ عَنْ صَدِيقِهِمُ اللُّبْنَانِيِّ، قَبْلَ أَنْ يُصَحِّحَ لَهُمْ آخَرُ أَنَّهُ عِرَاقِيٌّ، وَثَالِثٌ أَنَّهُ فِلَسْطِينِيٌّ، وَرَابِعٌ أَنَّهُ سُورِيٌّ... وَخَامِسٌ أَنَّهُ كُوَيْتِيٌّ، وَسَادِسٌ أَنَّهُ عُمَانِيٌّ.
**وَفِي العَادَةِ مَا كَانَ يَحْسِمُ هَذَا السُّؤَالَ صَدِيقٌ إِسْبَانِيٌّ مُشْتَرَكٌ لَنَا بِالقَوْلِ:
* El Houssein CHAABAN, La presencia noble, ausente o presente.
* الحُسَيْنُ شَعْبَان، الحُضُورُ النَّبِيلُ، غَائِبًا أَوْ حَاضِرًا.**
هَكَذَا كَانَ الحُسَيْنُ، وَمَا زَالَ يُؤَشِّرُ بِحُبٍّ نَبِيلٍ عَنْ حُضُورِهِ، حَاضِرًا كَانَ أَمْ غَائِبًا.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
عبد السلام بوطيب يكتب : أنفاسُ العدالةِ الانتقالية
عبد السلام بوطيب يكتب : العدالة الانتقالية وسؤال الدين التاريخي الاستعماري
مسارات تحقيقِ المواطنةِ الحاضنةِ للتنوُّعِ
فقه العدالة الانتقالية
في الحاجة الى استحضار روح مسلسل الانصاف و المصالحة
أبلغ عن إشهار غير لائق