أدانت المحكمة الجنائية بمدينة أنتويربن البلجيكية، يوم الخميس 8 ماي 2025، عبد الإله.م المعروف بلقب "بلاك"، بالسجن لمدة 12 سنة بعد تورطه في تنظيم عمليات تهريب كبرى للكوكايين عبر ميناء المدينة، بلغت كميتها الإجمالية ما لا يقل عن 3 أطنان من المخدرات الصلبة. وكان الادعاء العام قد طالب سابقاً بعقوبة تصل إلى 14 سنة سجناً ضد "بلاك"، الذي يُعتبر أحد أبرز الأسماء في عالم الاتجار الدولي بالمخدرات. ووفقاً للمعطيات، فإن الكميات المهربة جرى إدخالها إلى بلجيكا عبر ست شحنات بين يناير ودجنبر من سنة 2020، كما كشفت التحقيقات أن المعني بالأمر باع ما لا يقل عن 150 كيلوغراماً من الكوكايين في ربيع 2021، محققاً أرباحاً تفوق 4.2 مليون يورو، استولى منها على مبلغ 668 ألف يورو. تفاصيل هذه الشبكة الخطيرة ظهرت بعد تحليل محادثات تم اعتراضها عبر خدمة الرسائل المشفرة "سكاي ECC"، التي استعملها المتهم للتواصل مع شركائه، ومن بينهم أسماء بارزة مثل محمد.س الملقب ب"الجزائري"، ونور الدين.ه المعروف ب"دِيكَة"، إذ كانوا يتعاونون في عمليات التهريب وبيع الكميات داخل أوروبا. ولم يكن "بلاك" وجماعته يعملون بمفردهم، بل استفادوا من تعاون عمال داخل الميناء، من بينهم سائقا رافعات حاويات وثلاثة سائقين للشاحنات كانوا ينقلون الحاويات التي تحتوي على الكوكايين إلى مخازن خاصة حيث يتم تفريغها. ويُشار إلى أن عبد الإله.م كان قد أدين سابقاً في بلجيكابعقوبة سجنية من 8 سنوات سنة 2020 في ما يعرف بقضية "ماكريل"، كما حُكم عليه في يونيو 2023 ب14 سنة سجناً في قضية أخرى مرتبطة ب12 عملية تهريب للمخدرات، وهي قضية لا تزال معروضة أمام محكمة الاستئناف، فيما لا يزال ينتظر ترحيله من تركيا إلى بلجيكا. أما محمد.س المعروف ب"الجزائري"، فقد اقتصرت المحكمة في حكمها الجديد على مصادرة أمواله فقط، بسبب كونه يقضي حالياً عقوبات سجنية بلغ مجموعها 18 سنة في المغرب، تتعلق بالعنف المرتبط بالمخدرات والاتجار غير المشروع بها. كما أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن تتراوح بين سنتين وتسع سنوات في حق متهمين آخرين، من بينهم سائق شاحنة، ومسير شركة نقل يُدعى بيورن.ج، الذي وفّر خدماته لشبكات التهريب عبر نقل الكوكايين إلى إنجلترا، باستعمال شحنات طبية من الثلج الجاف، بلغت كميتها الإجمالية 725 كيلوغراماً.