تتواصل لليوم الثالث على التوالي عمليات إخماد الحريق المهول الذي شبّ في غابة هوارة بضواحي مدينة طنجة، في مشهد يعيد إلى الأذهان كابوس حرائق صيف 2022. فرق الإطفاء، مدعومة بطائرتين من طراز "كانادير"، تواصل جهودها في ظل ظروف مناخية صعبة، على رأسها رياح الشرقي العاتية ودرجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت 30 درجة مئوية. وبحسب مصادر متطابقة، فإن الحريق أتى حتى صباح الأربعاء على حوالي 60 هكتارا من الغطاء الغابوي الممتد على الشريط الساحلي الرابط بين مدينتي طنجة وأصيلة، بعد أن كانت رقعة النيران لا تتجاوز 30 هكتارا في مساء اليوم السابق، ما يعكس سرعة تمدد الحريق وخطورته. وفي الوقت الذي تتواصل فيه الطلعات الجوية لطائرات "كانادير" ومجهودات رجال الإطفاء الميدانية، تسود حالة من القلق بين سكان القرى المجاورة الذين أكدوا مشاهدتهم لأعمدة الدخان من مسافات بعيدة، وسط مخاوف من اقتراب النيران من مناطقهم السكنية. وفي ذات السياق أعلنت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بطنجة، الأربعاء، عن توقيف شخص يشتبه في صلته بالحريق، بعدما تم ضبطه قرب موقع اندلاع النيران وبحوزته عشر ولاعات، وغليون لاستهلاك الكيف، وسكين صغير. وأمرت النيابة بفتح تحقيق مستعجل، وبعد الاستماع إليه، تقرر إيداعه السجن المحلي بطنجة 2 على ذمة التحقيق، للاشتباه في تورطه في إضرام النار عمدا، إلى جانب تهم تتعلق باستهلاك المخدرات وحيازة سلاح أبيض بدون مبرر مشروع. ويعتبر هذا الحريق الأول من نوعه في شمال المغرب خلال هذا العام، ما ينذر بانطلاق موسم الحرائق مبكرا، في منطقة تُعرف بغاباتها الكثيفة التي باتت في السنوات الأخيرة ضحية للتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، وتُصنف من بين المناطق الأكثر عرضة لمثل هذه الكوارث. وقد أكدت النيابة العامة أنها ستواصل إطلاع الرأي العام على مستجدات التحقيق حال الانتهاء منه، في إطار الشفافية وتطبيق القانون، بينما لا تزال فرق الإطفاء تواصل معركتها الصعبة لإخماد النيران وإنقاذ ما تبقى من الغطاء الغابوي المهدد بالاندثار.