منحت البحرية الإسبانية "جائزة فيرّخين ديل كارمن" لتلاميذ السنة الثالثة إعدادي من معهد *ألبوخايرا* بمدينة هويركال-أوفيرا، جنوب إسبانيا، تكريماً لمساهمتهم المتميزة في إحياء ذكرى إنزال الحسيمة، الذي يعتبر أول عملية إنزال برمائي في التاريخ العسكري الحديث، وذلك بمناسبة مرور مئة عام على هذا الحدث الذي قادته القوات الإسبانية والفرنسية بقيادة الجنرال بريمو دي ريفيرا سنة 1925. وقد عمل نحو ثلاثين تلميذاً طيلة الموسم الدراسي المنصرم على إنتاج مجموعة من المشاريع المتنوعة التي شملت أبحاثاً تاريخية دقيقة، مجسمات، رسومات، نماذج طائرات خشبية، وحتى لعبة لوحية تتمحور حول الحدث. وأوضح أستاذ التاريخ والمشرف على المشروع، خوان خيسوس أوليفير، أن الهدف من النشاط هو "جعل التلاميذ يكتشفون الحدث من زاوية مختلفة عن الدروس والكتب"، مشيراً إلى أنهم أظهروا حماسة كبيرة وموهبة ملحوظة في التنفيذ. ويؤكد الأستاذ أوليفير أن مثل هذه الأنشطة تساهم في تعزيز الاستقلالية وروح الفريق لدى التلاميذ، كما تثير فضولهم تجاه التاريخ، مضيفاً أن المؤسسة وفرت دعماً مادياً ومعنوياً للطلبة، وساهمت في تسهيل إنجاز المشروع رغم تنفيذه خارج الزمن المدرسي. وتُعد هذه المرة الثالثة التي يفوز فيها الأستاذ أوليفير بالجائزة ذاتها مع مؤسسات تعليمية مختلفة، مشدداً على أن الدور الرئيسي كان من نصيب التلاميذ الذين أنجزوا كافة الأعمال. وقد رُصدت جائزة مالية قدرها 1500 يورو سيتم توزيعها على المشاركين، على أن تتم دعوة المجموعة إلى حفل تسليم الجوائز في مدريد خلال شهر أكتوبر المقبل، بحضور وزيرة الدفاع الإسبانية. ورغم هذا الاهتمام المؤسسي بإحياء جانب من التاريخ العسكري الإسباني في الريف المغربي، تغضّ الجهات الرسمية الإسبانية الطرف عن الجانب الآخر من القصة، والمتمثل في المعاناة الإنسانية التي خلفها الإنزال العسكري، وما تلاه من استعمال للأسلحة الكيماوية ضد سكان الريف، وهي جرائم تاريخية لا تزال عالقة في ذاكرة المغاربة، دون اعتراف رسمي أو اعتذار من الدولة الإسبانية.