شهدت منطقة الريف خلال شهر يوليوز المنصرم أجواءً معتدلة ومنعشة، شكلت استثناءً ملحوظاً مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية التي اتسمت بموجات حر شديدة امتدت لعدة أيام متتالية، أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية للسكان. وخلافاً لصيف 2024، الذي عرف ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة تجاوز أحياناً 38 درجة مئوية، مع تسجيل تحذيرات من ضربات الشمس وخطر اندلاع حرائق الغابات، فقد عرفت أشهر مناطق الريف خلال يوليوز 2025 طقساً صيفياً لطيفاً بمعدلات حرارية لم تتجاوز غالباً 32 درجة، وهو ما أضفى طابعاً مريحاً على يوميات الساكنة والمصطافين على حد سواء. هذا التغير الملحوظ في الطقس يُعزى، حسب مختصين في المناخ، إلى تبدلات في المنظومة الجوية بشمال المغرب، حيث سادت تيارات بحرية باردة قادمة من المحيط الأطلسي ساهمت في تلطيف الأجواء، إلى جانب نشاط نسبي للرياح الشمالية الغربية التي ساعدت على تبديد الكتل الهوائية الساخنة. كما لعب الموقع الجغرافي للريف المحاذي للبحر الأبيض المتوسط دوراً مهما في تلطيف درجات الحرارة. وقد لقيت هذه الظروف المناخية المعتدلة ترحيباً كبيراً من قبل سكان المنطقة وزوارها، حيث عرفت المدن الساحلية إقبالاً ملحوظاً من السياح المغاربة، خاصة القادمين من المدن الداخلية التي ظلت تعاني من ارتفاع درجات الحرارة. ومع تواصل هذه الحالة المناخية المتوازنة، يأمل الكثيرون في أن يكون صيف 2025 بداية لتحول إيجابي في النمط المناخي الذي طبع المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث باتت موجات الحر الشديدة من أبرز التحديات المناخية التي تؤثر على الحياة اليومية، الفلاحة، والمياه.