رغم أن تراكم الدهون في الكبد قد يبدو في مراحله الأولى غير مقلق، إلا أن تجاهله يمكن أن يقود إلى سلسلة من المضاعفات الصحية الخطيرة، لا تقتصر على الكبد فحسب، بل تمتد لتطال أعضاء حيوية أخرى. تقرير لصحيفة "Times of India" سلط الضوء على خطورة هذا المرض الصامت، مشددًا على أهمية التشخيص المبكر والتدخل العلاجي الفوري. من تراكم بسيط إلى التهاب وتليف عند غياب التدخل العلاجي، يمكن أن يتحول الكبد الدهني إلى ما يعرف بالتهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASH)، حيث تؤدي الدهون المتراكمة إلى التهابات متقدمة في الخلايا الكبدية، ما يسبب تليفا تدريجيا قد ينتهي بسرطان الكبد. القلب أيضا في دائرة الخطر ورغم تصنيفه كمرض كبدي، إلا أن مرض الكبد الدهني غالبًا ما يُقود المصابين به إلى الوفاة نتيجة أمراض القلب والشرايين. إذ يسبب هذا المرض التهابيًا مزمنًا واضطرابات في جدران الأوعية الدموية، ما يسرّع من تصلب الشرايين ويزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بمعدل يصل إلى ضعف المعدل الطبيعي، حتى لدى من لا يعانون عوامل الخطر التقليدية. يرتبط الكبد الدهني ارتباطا وثيقا بمقاومة الأنسولين، حيث تؤثر الدهون الكبدية على توازن الغلوكوز، ما يزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وبالمقابل، يعزز مرض السكري من تدهور الحالة الكبدية، ما يجعل العلاقة بينهما حلقة مفرغة من التأثير المتبادل. تأثير يمتد إلى الكلى المضاعفات لا تقف عند القلب والكبد، بل تمتد لتشمل الكلى أيضا. فالالتهاب المزمن واضطراب وظائف الأوعية الدموية الناتج عن الكبد الدهني يمكن أن يؤدي إلى قصور كلوي. وتظهر الدراسات أن المصابين بالكبد الدهني والسكري معا، تزداد لديهم معدلات الوفاة بسبب أمراض القلب والدماغ بشكل ملحوظ. الكبد الدهني قد يتداخل كذلك مع النظام الهرموني للجسم، ويساهم في تفاقم حالات مثل متلازمة تكيس المبايض وقصور الغدة الدرقية. وتظهر النساء المصابات بهذه المتلازمة معدلات مرتفعة من دهون الكبد، حتى في غياب السمنة. كما قد يصاب الأشخاص ذوو الوزن الطبيعي بالكبد الدهني في سياق متلازمة التمثيل الغذائي المرتبطة بالعمر "MASLD"، وغالبا ما تظهر عليهم أعراض مبكرة كالتعب المزمن أو آلام البطن الغامضة أو تغيرات جلدية قبل أن تكشف الفحوصات الطبية السبب الحقيقي. متى يجب القلق؟ على الأفراد الذين يعانون من السمنة أو داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو متلازمة تكيس المبايض أو اختلال إنزيمات الكبد، استشارة الطبيب في أقرب وقت. ويعتمد تشخيص الحالة على اختبارات الدم، التصوير الطبي، وقد تصل إلى خزعة الكبد لتحديد مستوى الالتهاب والتندب.