نظّمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بتاراغونا، إقليم كاتالونيا بالمملكة الإسبانية، حفل استقبال بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش المجيد، بحضور وازن لسياسيين وبرلمانيين وممثلي المؤسسات والجالية المغربية، وهي مناسبة عكست عمق العلاقات بين المغرب وإسبانيا وجهة كاتالونيا. وامتلأت ساحة الاستقبال بالقنصلية في وقت مبكر من المساء، وسط أجواء ودية تخللتها موسيقى هادئة وأعلام مغربية تزيّن المداخل. توافد الضيوف تباعًا، وكان من بينهم مدير ميناء تاراغونا، مسؤولون عن الأمن المحلي، منتخبون عن بلديات الجهة، قناصل عدد من الدول، وممثلو هيئات اقتصادية وثقافية فاعلة في كاتالونيا. - إعلان - عدد من الحضور الإسبان أبدوا إعجابهم بالتنظيم وبأجواء الحفل، حيث عبّر أحد المسؤولين المحليين عن "تقديره لحيوية الجالية المغربية وانخراطها الإيجابي في الحياة العامة"، مضيفًا أن هذا النوع من اللقاءات "يعزّز التفاهم بين الشعوب بشكل طبيعي دون وسائط". أفراد الجالية المغربية بدورهم كانوا في قلب المشهد، بحضور لافت ارتدى خلاله كثيرون الجلباب والبلغة والزي التقليدي، وتجمّعوا في مجموعات يتبادلون التهاني ويسترجعون ذكريات الطفولة في أحياء المغرب، بينما كان بعض الأطفال يلتقطون الصور بجانب الراية المغربية أو قرب الطاولة التي وُضع عليها "الكيك الملكي". القنصلة العامة، إكرام شاهين، ألقت كلمة رحّبت فيها بالحضور، مؤكدة على أن عيد العرش "لحظة جامعة لكل المغاربة، تتجاوز الحدود وتجمعهم على القيم نفسها أينما وُجدوا". وأضافت أن هذا اللقاء يشكّل فرصة لتقوية الروابط مع الفاعلين المحليين وتعزيز صورة المغرب كشريك يحظى بالاحترام والثقة. وإلى جانب الجانب الرسمي، كان للبعد الثقافي حضور بارز. فقد تضمن الحفل عرضًا غنائيًا مغربيًا رافقته رقصات خفيفة على نغمات "العيون عيني" و"صوت الحسن ينادي"، تفاعل معها الحضور بشكل تلقائي. كما صدحت نغمات فلكلورية إسبانية في فترة لاحقة من الأمسية، ضمن فقرة شاركت فيها فرقة محلية، الأمر الذي خلق تمازجًا لافتًا بين الثقافتين. وتميّز الحفل بتقديم ضيافة مغربية أصيلة شملت الشاي التقليدي والحلويات المعروفة، في أجواء غير رسمية ساعدت على توطيد العلاقات بين الضيوف وتبادل الأحاديث الودية. كما جرى توزيع كتيبات تعريفية تسلط الضوء على رمزية عيد العرش وما يحمله من دلالات وطنية بالنسبة للمغاربة داخل الوطن وخارجه. عدد من ممثلي المجتمع المدني المغربي عبّروا عن اعتزازهم بتنظيم هذا الحفل، مؤكدين أنه "ليس مجرد مناسبة سنوية بل فرصة لتجديد الوصل مع الجذور"، كما قال أحد النشطاء. وشاركت عدة جمعيات ثقافية ورياضية في الاستقبال، وسط دعوات لفتح آفاق جديدة من التعاون الثقافي بين القنصلية والجمعيات الكاتالونية. مع اقتراب نهاية الحفل، حرص الحضور على التقاط الصور التذكارية داخل الفضاءات المزينة، بينما تبادل بعضهم دعوات للقاءات مقبلة، في أجواء ودية لم تغب عنها الروح المغربية رغم البُعد الجغرافي.