كشفت الشرطة الهولندية، بناءً على تحقيق أجرته قناة RTL Nieuws، عن وجود سبع محاولات لطلب تنفيذ جرائم قتل استهدفت مواطنين هولنديين بين عامي 2016 و2022، تمت عبر ما يُعرف ب"الدارك ويب". وأكدت الشرطة أن أربعًا من هذه المحاولات تم دفع مقابلها باستخدام العملات المشفرة بمبالغ بلغت آلاف اليوروهات، غير أن أياً منها لم يُنفذ فعلياً، إذ تبيّن لاحقاً أن الجناة المحتملين كانوا محتالين. المثير في الأمر أن الضحايا المستهدفين لم يكونوا من الشخصيات العامة أو من الأوساط الإجرامية، بل مواطنين عاديين من بينهم معلمة وممرضة وموظف حكومي، وفق ما صرح به الصحافي الاستقصائي دانييل فرلان لبرنامج إذاعي في هيئة الإذاعة الهولندية NOS. وأوضحت الشرطة أن RTL أبلغتها بهذه المعلومات في شهر مايو الماضي، مشيرة إلى أن مجرد محاولة تكليف شخص بارتكاب جريمة قتل تُعد جريمة بحد ذاتها. وتُجري الشرطة حاليًا تحقيقًا لتحديد هويات من قاموا بهذه الطلبات وكذلك الضحايا المستهدفين، مشيرة إلى أن استخدام العملات المشفرة يجعل من الصعب تعقب الأطراف المعنية. وتُعد قضية "عمران. م" من أبرز الحالات المعروفة، إذ كان قد أُدين في عام 2021 بالسجن لمدة ثماني سنوات بعد أن ثبت أنه حاول مرتين استئجار قاتل لقتل طليقته عقب انفصالهما، وقدم تفاصيل دقيقة عن تحركاتها وصورًا لها وللسيارة التي تقودها، كما سدد الدفعات باستخدام عملة البيتكوين. وأكدت المحكمة آنذاك أن المتهم أعدّ كل شيء لإنجاح العملية ولم يحاول منع تنفيذها. وبحسب الشرطة، فقد تم وصف سبع محاولات قتل بطريقة مفصلة ودقيقة، تشمل أوقات غياب الشركاء عن المنزل أو الطريقة المثلى لتنفيذ الجريمة، مما يجعل هوية الضحايا واضحة. أما الطلبات الأخرى، فقد تبيّن أنها غير جادة أو لم تحدد ضحايا معينين. ويُذكر أن المعلومات التي كشفت هذه المحاولات جاءت إثر اختراق نفذه "هاكر أخلاقي" في لندن لموقع إلكتروني لا يزال نشطًا حتى اليوم، ويتيح من خلال استبيانات طلب تنفيذ جرائم قتل. وقد قام المخترق بتسريب البيانات إلى وسائل إعلام وسلطات بريطانية، ما أسهم في كشف هذه المخططات. وقد أبلغت الشرطة حتى الآن ثلاثة من الضحايا المستهدفين وتم توفير الدعم اللازم لهم، بينما يتواصل التحقيق لتحديد هوية بقية الضحايا والمجرمين.