قدم الرئيس التنفيذي لمجموعة "آبل" تيم كوك هذا الأسبوع هدية ذهبية "مميزة" لدونالد ترامب الذي لم يخف إعجابه بها، في مشهد بات يتكرر في البيت الأبيض مع سعي مسؤولين في كبرى الشركات لاستمالة الرئيس الأميركي. كان اللقاء الذي جرى في السادس من غشت في المكتب البيضوي، واحدا من محطات تدل على الجهود التي يبذلها زعماء أجانب ومسؤولون تنفيذيون نافذون في كبرى شركات العالم، للتقرب من الرئيس الأميركي الذي عاد الى البيت الأبيض في مطلع العام الجاري.
يعشق الثري الجمهوري الذي كسب شهرته وثروته من عالم العقارات والتلفزيون، كل ما يلمع، وهذا ما يبدو جليا من تعديلات أجراها على المكتب البيضوي الذي بات مزخرفا بلوحات وقطع ذهبية. لم تغفل هذه التفاصيل عن كوك الباحث عن كسب ود الرئيس الذي يشكو على الدوام، وصولا الى حد التهديد بعواقب، لأن مجموعة آبل العملاقة لا تصنع هواتف آيفون في الولاياتالمتحدة. وبعدما قطع وعدا باستثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في الولاياتالمتحدة، قدم رئيس الشركة للرئيس هدية تحمل شعار "صنع في الولاياتالمتحدة". قدم كوك لترامب قطعة زجاج على شكل قرص مدمج، صنعت في كنتاكي، قاعدتها من الذهب 24 قيراطا مصدرها يوتا. وهذه الهدية "فريدة من نوعها" صم مها جندي سابق في الجيش الأميركي، بات يعمل حاليا لدى آبل. ولا تقتصر محاولات استمالة ترامب على مسؤولي الشركات الأميركية. فقد رشحه رئيس وزراء كمبوديا لنوبل السلام، وهي الجائزة التي يعتبر ترامب أنه يستحقها أكثر من أي شخص آخر بسبب جهوده للتوصل الى حل نزاعات عدة. ونوه هون مانيت في رسالته الى لجنة جائزة نوبل ب"سياسة تنم عن رؤية ثاقبة" ينتهجها الرئيس الجمهوري. واعتمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الحريص على الحفاظ على دعم واشنطن لحكومته النهج نفسه، وكذلك فعلت باكستان إثر مساهمة ترامب في وقف النار بينها وبين الهند. ويأتي ذلك في ظل حرب تجارية واسعة النطاق يشنها ترامب على العديد من دول العالم، ولم يسلم منها شركاء بلاده التجاريون أو جيرانها. ويبدو أن قادة أجانب أدركوا مفاتيح "التعامل" مع الرئيس البالغ 79 عاما. خلال اجتماعهما في البيت الأبيض نهاية فبراير، نقل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رسالة موقعة من العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث، يدعو فيها ترامب للقيام بزيارة رسمية الى المملكة المتحدة. كما التقى الزعيم العمالي الرئيس الأميركي خلال زيارته الأخيرة لاسكتلندا واغتنم الفرصة لزيارة اثنين من منتجعات الغولف المملوكة لعائلته. تخضع غالبية السلع البريطانية المصدرة الى الولاياتالمتحدة لرسوم جمركية بنسبة 10%، وهي أقل من تلك المفروضة على الاتحاد الأوروبي (15%). كانت سويسرا من أكثر الدول تأثرا بالتعرفات الأميركية، اذ باتت 60 في المئة من صادراتها الى الولاياتالمتحدة، تخضع لرسوم نسبتها 39%. ولم يتح رئيسة سويسرا كارين كيلر سوتر لقاء ترامب خلال زيارتها الأخيرة الى واشنطن، والتي هدفت للبحث عن تسوية تخفف عبء التعرفات عن بلادها. وتطرق ترامب الى سويسرا في مداخلة هاتفية مع قناة "سي أن بي سي" الثلاثاء، قائلا "تحدثت إلى رئيسة الوزراء. هي امرأة لطيفة لكنها لم تكن ترغب في الإنصات". من ناحية أخرى، يحظى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو الذي يحمل الجنسيتين السويسرية والإيطالية دائما بحفاوة في البيت الأبيض. لكن الهدية الأكثر إثارة للجدل والدهشة كانت تلك التي قدمتها قطر للرئيس الأميركي، وهي عبارة عن بوينغ 747 ليستخدمها كطائرة رئاسية. وتجاهل الرئيس اتهامات المعارضة الديموقراطية بالفساد واعتبر أن رفض مثل هذه الهدية التي تقدر قيمتها ب 400 مليون دولار، "ضربا من الغباء".