شهد فضاء دار الشباب البرنوصي، مساء السبت 26 يوليوز الماضي، عرضاً مميزاً لمسرحية «عيطة الحال»، من تنظيم جمعية أوسكار للفن، وسط حضور جماهيري نوعي جمع بين عشاق المسرح وسكان المدينة، من مختلف الفئات العمرية المسرحية من تأليف وإخراج نور الدين شوقي، بمساعدة المخرج أيمن الفينص، وسينوغرافيا محمد الرحل. تولى تشخيص الأدوار كل من: فاطمة الزهراء بوبشر، حسن المحب، نهيلة بوبشر، سلمى العبسي، ملاك شوقي، يوسف صديق، فؤاد الحفياني، والمخرج المنفذ مصطفى مدهون أما الجوانب التقنية فقد أبدع فيها كل من: عبد الرحمان صمود (الإضاءة والمؤثرات الصوتية)، حسن برمجي وعبد اللطيف الأجدي (الموسيقى)، أحمد العلوي (إدارة الخشبة)، زكية ناجيم (تصميم الملابس)، في حين كان الملصق من إنجاز عبد الناصر صديق وقد تفاعل الجمهور بقوة مع العرض، حيث امتزجت الضحكات بالتصفيق، والرقص بالحماس، في لحظات مسرحية مفعمة بالحيوية والصدق الفني. وقد نجح الفنان نور الدين شوقي، بمعية فريقه، في نحت مشاهد غنية بالدلالات، نقلت بحرفية عالية طاقة الشباب إلى الخشبة، فلامست مشاعر الحاضرين بعمق بعنوانها المستوحى من الذاكرة الشعبية، تأتي «عيطة الحال» لتعيد الاعتبار لفن «العيوط»، لكنها لا تكتفي بالنوستالجيا، بل تقدم عرضاً متكاملاً يمزج بين الغناء والرقص والتشخيص والحكي والزجل، في قالب بصري غني، اعتمد اللباس التقليدي المغربي كعنصر أساسي من الجماليات، متناسقاً مع مؤثثات الركح التي دعمت هوية العمل تدور أحداث المسرحية داخل بلدة صغيرة، تخضع لحكم طاغية متغطرس لا يرى في السلطة سوى وسيلة لتحقيق مصالحه الذاتية، غير مكترث بمعاناة الناس. تتطور القصة في قالب ساخر، يكشف تدريجياً عن ضعف هذا المستبد وهشاشته، رغم مظاهر الصرامة التي يتبناها لكن المسرحية لا تكتفي بالطرح، بل تمنح أبطالها من المواطنين البسطاء فرصة لتحدي الجبروت، من خلال مواقف ذكية ومواقف ضاحكة، تبعث برسائل قوية حول إمكانية مواجهة الظلم، وكسر جدار الخوف بالضحك والتضامن. عيطة الحال ليست فقط عرضاً مسرحياً، بل صرخة فنية نابضة بالحياة، تجمع بين الكوميديا الاجتماعية والنقد السياسي، لتصوغ نداءً للحكمة والعدالة من قلب الزهو والظلم