أثار الصحفي علي لمرابط جدلاً واسعاً بعد هجومه على ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، على خلفية الكلمة التي ألقاها الأخير من أعلى منزله أثناء جنازة والده بالحسيمة، والتي أكد فيها تشبثه بوحدة المغرب وشكر خلالها المندوب العام لإدارة السجون محمد صالح التامك على تسهيل حضوره لمراسم الدفن. وقال لمرابط في تدوينة نشرها على صفحته بموقع "فايسبوك": "ماشي أي واحد يقدر يكون مانديلا. ناصر الزفزافي كايشكر مول الحبس محمد صالح التامك، هادا اللي عطا الضوء الأخضر للبوليس السياسي يصوّروه عريان ويسربو الفيديو فالموقع الوسخ برلمان"، في إشارة إلى الفيديو المسرب للزفزافي عقب اعتقاله سنة 2017. غير أن هذا الموقف قوبل بهجوم مضاد من قبل نشطاء بارزين في حراك الريف. حيث كتب المرتضى إعمراشن: "بدأ علي لمرابط حملة ممنهجة ضد ناصر الزفزافي، كثير من مرتزقة شنقريحة على الخط.. الهدف إسقاط رمزية الزفزافي، وهذا يؤكد أنه نجح في إعادتهم لحجمهم الطبيعي." من جهته، رد عبد الحكيم العراقي قائلاً: "صحيح، ماشي أي واحد يقدر يكون مانديلا، وبنفس القوة ماشي أي واحد يقدر يكون ناصر الزفزافي… جامعهم الشجاعة والوفاء للمبادئ. ناصر واجه الظلم من الداخل ورفض المساومة رغم الكلفة، وموقفه الأخير درس في الوفاء." أما الناشط بنسعيد عبد القادر فقد اعتبر أن التامك لا يملك سلطة إخراج أي معتقل، مبرزاً أن قرار السماح للزفزافي بحضور جنازة والده صادر عن رأس الدولة، مضيفاً أن حديث الزفزافي عن وحدة المغرب "كان موجعاً لكل من حاول استغلال الحراك للمطالبة بمطالب انفصالية." وفي السياق نفسه، كتب جواد الحاج موجهاً كلامه للمرابط: "هذه الرسالة لم تكن شكر للتامك بقدر ما هي رسالة لأمثالك ممن يتمنون استمرار الأزمة للركوب على محن الناس. على الأقل أن هذا الشاب عبّر عن رأيه من داخل بلده ودفع ثمنه داخل السجن، عكس من اختار الهروب ويهيّج من خلف الشاشات." وبينما تواصل تدوينة لمرابط إثارة الجدل، يرى متابعون أن كلمة الزفزافي في جنازة والده كانت محطة مفصلية، إذ أبرزت بعداً وطنياً ظل ثابتاً في خطابه منذ بداية الحراك، في وقت ما تزال قضية معتقلي الريف محط نقاش واسع على الساحة الوطنية.