أثارت حادثة العثور على تسعة رؤوس خنازير أمام عدد من المساجد في العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، مطلع الأسبوع الجاري، صدمة واسعة في الأوساط السياسية والدينية، فيما كشفت النيابة العامة عن تورط شخصين أجنبيين غادرا البلاد فور تنفيذ الفعل. وقالت النيابة، الأربعاء، إن التحقيقات أظهرت أن المشتبهين اشتريا الرؤوس من مزارع في منطقة النورماندي، وكانا يستقلان سيارة تحمل لوحة تسجيل صربية "على ما يبدو"، قبل أن ترصدهما كاميرات المراقبة أثناء وضع الرؤوس أمام مداخل عدة مساجد في باريس ومونتروي ومونروج ومالاكوف وجونتيي. وأشارت النيابة إلى أن تحليلات الاتصالات بيّنت استخدام خط هاتف محمول كرواتي، تتبعت إشاراته عبور الحدود الفرنسية–البلجيكية فجر الثلاثاء، أي بعد ساعات قليلة من العملية. ووصفت النيابة الفعل بأنه "يحمل رغبة واضحة في إثارة الاضطرابات داخل الأمة". الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سارع إلى لقاء ممثلين عن الجالية المسلمة في باريس، مؤكداً "دعمه الكامل" لهم في مواجهة ما اعتبره "استفزازاً يستهدف وحدة المجتمع الفرنسي". من جهته، أشار قائد شرطة باريس لوران نونيس إلى احتمال وجود "تدخل أجنبي" وراء الحادثة، مستشهداً بسلسلة وقائع سابقة أثارت الجدل، مثل رسم نجمة داود على جدران في باريس خريف 2023، وأيادٍ حمراء على نصب الهولوكوست التذكاري في مايو 2024. وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه فرنسا ارتفاعاً ملحوظاً في الاعتداءات ذات الطابع المعادي للمسلمين. ووفق بيانات وزارة الداخلية، ارتفع عدد هذه الأعمال بنسبة 75% بين يناير ومايو 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما تضاعفت الهجمات المباشرة على الأفراد ثلاث مرات. ويُقدَّر عدد المسلمين في فرنسا بين خمسة وستة ملايين شخص، ما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية. ويخشى مراقبون أن تؤدي مثل هذه الاستفزازات إلى زيادة التوترات المجتمعية في ظل المناخ السياسي المتوتر وصعود الخطاب اليميني المتطرف.