شهدت مدينة سبتة صباح اليوم الأحد 12 أكتوبر مشهداً إنسانياً مؤثراً، بعدما تمكنت امرأة مغربية من عبور البحر سباحة نحو الشاطئ المعروف باسم "تاراخال" وهي تحمل طفلها البالغ حوالي ست سنوات، في واحدة من أكثر الصور الدرامية التي تعكس معاناة المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل. ووفق ما أوردته الصحيفة الإسبانية "الفارو"، فقد وثقت الكاميرات لحظة دخول الأم وطفلها إلى المياه، حيث كانا يصارعان الأمواج العاتية مستعينين بعوامة صغيرة، فيما كان عناصر من الحرس المدني الإسباني يرشدونهما من الشاطئ ويحاولون تأمين وصولهما إلى اليابسة. وأظهر الفيديو لحظات مؤثرة، من بينها تقديم أحد المواطنين كوب ماء للطفل المنهك، وسط دهشة الحاضرين من المشهد المأساوي. المرأة، التي يُعتقد أنها غادرت سواحل شمال المغرب فجر الأحد، واجهت البحر الهائج بكل ما تملك من قوة، مصممة على إنقاذ نفسها وطفلها من مصير مجهول. وقد بدت على وجهها ملامح الخوف والإرهاق، بينما جسّد مشهدها وهي تحتضن طفلها في عرض البحر عمق المأساة التي يعيشها المهاجرون في محاولاتهم للوصول إلى أوروبا. وتأتي هذه الواقعة في وقت تشهد فيه الحدود البحرية بين المغرب وسبتة ضغطاً متزايداً منذ ليلة الجمعة الماضية، حيث توافدت مجموعات من المهاجرين سباحة إلى المدينةالمحتلة، مستغلين ظروف الرياح الشرقية التي تسهّل حركة الأمواج باتجاه الساحل الإسباني.