تداولت منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا "تيك توك"، مقاطع مصوّرة تظهر شبانا من إفريقيا جنوب الصحراء وهم يستعدون لاستخدام الطيران الشراعي لعبور الحدود انطلاقا من إحدى المناطق الجبلية شمال المغرب. وتوثق هذه الفيديوهات لحظة تجهيز الأجنحة والمعدات، ثم الإقلاع باتجاه المدينةالمحتلة وسط تشجيعات أصدقائهم. وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فقد اعترفت الحرس المدني الإسباني رسميا بحالتين تم رصدهما خلال شهر أكتوبر الماضي، فيما يرجح أن تكون هناك حالات أخرى لم يتم الكشف عنها إعلاميا، نظرا لصعوبة ضبط هذا النوع من المحاولات الذي يعتمد على وسائل طيران خفيفة يصعب تتبعها. وتظهر المقاطع المصوّرة استعدادات دقيقة قبل تنفيذ العملية، حيث يعمل المهاجرون على اقتناء أجنحة الطيران الشراعي والتدرب على استخدامها، في مشاهد كانت سابقا تبدو مغامرة مستحيلة، قبل أن تتحول اليوم إلى وسيلة جديدة تُضاف إلى محاولات تسلق الجدار الحدودي والسباحة نحو سبتة. كما تتضمن مقاطع أخرى توثيقا لمواقع مراقبة في محيط بنزو قرب سبتة، حيث يقوم بعض المهاجرين بالإشارة إلى نقاط الحراسة المغربية والإسبانية، وإعطاء تفسيرات حول مسارات العبور المحتملة، في خطوة تعكس تحولا لافتا في طرق تبادل المعلومات الخاصة بالهجرة غير النظامية. ويرى مراقبون أن انتشار هذه التسجيلات على نطاق واسع يكشف عن تغير كبير في ديناميات الهجرة، إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة منصة لترويج "ابتكارات" وأساليب جديدة، ما يساهم في استقطاب آخرين لخوض تجارب مماثلة رغم المخاطر الكبيرة التي تهدد حياة هؤلاء الشباب. وباتت عمليات الطيران الشراعي، وفق المتابعين، جزءا من مشهد متسارع يرسخ حقيقة أن مسارات الهجرة غير النظامية نحو سبتة لم تعد تقليدية كما كانت في السابق، بل تشهد تطورا مستمرا واستخداما لأساليب غير مألوفة.