الحرس المدني الاسباني يفكك إحدى أكبر شبكات تهريب المهاجرين من المغرب

كشفت عملية "باركيرا"، التي نفذتها الحرس المدني الإسباني بمدينة سبتة وكشفت تفاصيلها يوم السبت 23 نونبر 2025، عن شبكة منظمة متخصصة في تهريب المهاجرين غير النظاميين من المغرب نحو الثغر المحتل، قبل تسهيل نقلهم لاحقاً إلى الضفة الأخرى من شبه الجزيرة الإيبيرية، مقابل مبالغ مالية ضخمة.
وأسفرت التحقيقات عن تفكيك مافيا مُحكمة التنظيم كانت تعتمد أسلوباً احترافياً في التمويه والتنسيق، انتهى بعد توقيف أفرادها بوضعهم رهن الاعتقال الاحتياطي.
المعطيات التي توصلت إليها الحرس المدني أوضحت أن الشبكة كانت تعتمد على عناصر امنية، تمت "رشوتهم" لغضّ الطرف عن تحركات المهاجرين، والسماح لهم بالوصول إلى القوارب التي ستنقلهم نحو سبتة. كما حاول أفراد التنظيم توسيع نشاطهم ليشمل تهريب المخدرات، في ما يشبه "صفقة 2 في 1" لزيادة الأرباح.
وقد بينت التنصتات الهاتفية أن أفراد الشبكة ابتكروا قاموساً خاصاً لتضليل التحقيقات، إذ يستعملون كلمة "البنّائين" للإشارة إلى المهاجرين، و"القُرُون" و"الجلود" للدلالة على وثائق مزورة تُستخدم لإيهام السلطات بأنهم بحارة. كما تحدثوا صراحة عن دفع مبالغ مالية لتسهيل المرور عبر البحر.
وتشير محاضر التحقيق إلى أن الشبكة كانت تختار المهاجرين القادرين على قطع مسافات طويلة سيراً في مناطق وعرة مثل جبل موسى، قبل نقلهم إلى منازل سرية في سبتة، من بينها ثلاث شقق جرى تفتيشها خلال مداهمات أواخر أكتوبر. كما دُرس احتمال استغلال أحد الملاجئ الخرسانية المهجورة كبؤرة لإخفاء مرشحين للهجرة في انتظار عبورهم.
وكانت الشبكة تنسق بدقة توقيت الإبحار، مع تأكيدها أن زوارق البحرية المغربية ستشغل بمطاردة قارب فارغ، بينما تمر القوارب المحملة بالمهاجرين دون اعتراض. غير أن تدخل الوحدات البحرية للحرس المدني أحبط عدداً من المحاولات، من بينها "العبور الكبير" الذي كان مقرراً يوم 15 غشت قبل أن يُلغى بسبب الضباب.
وتستمر التحقيقات الإسبانية في تتبع الخيوط المتفرعة لهذه العملية، وسط توقعات بامتدادها إلى متورطين جدد داخل المغرب وخارجه، في ملف يعيد تسليط الضوء على شبكات الاتجار بالبشر واستغلال هشاشة المهاجرين لتحقيق مكاسب إجرامية عابرة للحدود.