اهتزت عاصمة دكالة، أمس الأربعاء، على وقع نازلة مأساوية، إثر إقدام شاب في مقتبل العمر، بسبب مشاكل أسرية، على الانتحار باستنشاق غاز البوطان، بعد أن قطع شرايين يده. الشاب المنتحر من مواليد 1984، كان يشتغل قيد مستخدما لدى شركة إنتاجية بالمنطقة الصناعية "الجرف الأصفر"، بتراب إقليمالجديدة. وكان يقيم بمفرده في شقة سكنية بعاصمة دكالة، بعد انفصاله عن زوجته وأبنائه الذين خلفهم منها، بسبب الطلاق. وحسب مصادر الجريدة، فإن الشاب كان ربط الاتصال، في الساعات الأولى من صبيحة أمس الأربعاء، مع مطلقته. وقد يكون دخل معها في حوار لدعوتها إلى الرجوع إلى بيت الزوجية، جمع شمل الأسرة. لكن الأمر، على ما يبدو، قد يكون وصل إلى الباب المسدود، ولم تعد تنفع معه النوايا الحسنة. ما حدا بالشاب في حالة يأس، إلى وضع حد لحياته بالانتحار. وقد كان الجيران هم من أبلغوا، ظهر أمس، السلطات بالجديدة، بعد أن لاحظوا تسرب غاز البوطان من المنزل الذي كان جرهم يقيم فيه قيد حياته. وبأمر من النيابة العامة، اقتحم المتدخلون الأمنيون من الدائرة الرابعة، صاحبة الاختصاص الترابي، الشقة المستهدفة، حيث وجدوا صاحبه ملقى جثة هامدة، على الأرض، ورأسه ملفوفا في كيس بلاستيكي، ويده اليسرى مليئة بالدماء. وحسب المعطيات الأولية، فإن الأمر يتعلق بنازلة انتحار، عمد على إثرها الشاب إلى تقطيع شرايين يده اليسرى، قبل أن ينهي حياته بوضع رأسه داخل كيس بلاستيكي محكم الإغلاق، وشده إلى أنبوب قارورة غز. ما أفضى إلى ختناقه ودخوله في غيبوبة، وعجل من ثمة بوفاته . هذا، وأودعت الضابطة القضائية جثة الهالك في مستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، ووجهت تقريرا إخباريا إلى الوكيل العام لدى استئنافية الجديدة، بالموازاة مع فتح بحث قضائي، لتحديد أسباب وملابسات النازلة الانتحار، التي ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر، كان قدوة في الأخلاق والسلوكات الحميدة، بشهادة أقاربه وجميع من عرفوه وتعاملوا معه، وزملائه في العمل الذين خيم عليهم جميعا الحزن والأسى.