كان لكبير عازف الرباب يجلس وحيدا بساحة جامع لفنا. درهمان في حصن قصديري وآلة فعل بها الزمن فعلته. لكبير فنان أمازيغي يتردد على جامع لفنا بمراكش منذ 1980، غاب عنه مكرها أمس الخميس 28 أبريل 2011 "باش وقع هاداك الحادث الإرهابي ما جيتش، ما عمرها كانت لجامع لفنا" يقول ل"كود". لكبير قرر اليوم الجمعة 29 أبريل 2011 المجيء "ما كالها لي حد، من مدايتي لراسي جيت". مجيئه يدخله في باب تحدي الإرهاب "ساحة جامع لفنا ديما ساحة للفرح والبهجة والفرجة، ما غاديش يقدر لا إرهابي ولا غيرو يوقفوا هاد البهجة". لكبير لا يخشى على نفسه ولا على زبنائه "ما يمكنش نخاف منهم راهم هما اللي جبنا كيقتلو الناس وباغيين يقتلو بلاد كلها". خلال الليلة الثانية بعد الحادث الإرهابي لأركانة، استرجعت ساحة جامع لفنا بهجتها. بالقرب من لكبير فرق موسيقية أمازيغية وغير أمازيغية، إيقاعات مختلفة تمثل تراث المغرب وحضارته وسياح من الخارج والداخل يتابعون تلك الإيقاعات. الحكواتيون عادوا إلى أماكنهم وكذلك باعة السندويتشات والحريرة. انبعث ذلك الدخان الذي يضفي على ليل ساحة جامع لفنا سحرا خاصا. كل مكونات تلك الساحة الذائعة الصيت عادوا إلى أماكنهم تدريجيا، عادوا إلى مزاولة مهامهم، عادوا ليسعدوا السياح المغاربة والأجانب. بالقرب منهم كان مهنيو السياحة يحملون أكاليل الورود ليضعوها أمام مقهى أركانة الذي شهد الحادث الإرهابي. قطاع السياحة الذي يعاني من أزمة وتراجع قدره وزير السياحة ياسر الزناكي ب5 في المائة، ستزداد أزمته بعد الحادث الإرهابي، خاصة بسبب ارتفاع إلغاء الحجوزات بعد الحادث مباشرة، لكن صور المراكشيين الذين يتحدون الإرهاب بالشموع والورود والكلمة والنغمة قد تساعد في إقناع بعض السياح بالمجيء إلى المغرب.