تصفية مرداس.. قصة تخلل فصولها جنس ومال وغرام وانتقام. وفي هذه الفصول المثيرة برز اسم أصبح الأكثر تداولا على ألسن المغاربة في الأيام القليلة الماضية، ألا وهو هشام مشتري، المتهم بتنفيذ عملية قتل عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري رميا بالرصاص أمام منزله في حي كالفورنيا في الدارالبيضاء. ومن يعرف هذا المستشار الجماعي عن قرب، يعلم جيدا أنه لا يجد فقط لذة في الارتماء في حضن أكثر من امرأة حتى لو كان السبيل إليها محرما بقوانين السماء والأرض، بل لديه هواية أخرى ألا وهي "الارتماء" في "نيران المشاكل" والخروج منها دون ترك أي منفذ مفتوحا لتتسرب منه ألسنتها حتى لا تمسك في أوراق سجله العدلي.
ومن أراد التأكد من هذه الحقيقة، ليس عليه سوى فتح دفتر حوادث القنص في المغرب، ليجد أن اسمه مدون في أكثر من واحدة منها، وفي حالات عدة يكون هو المسؤول عن إشعال فتيلها وتنفيذها.
ومن أخطر هذه الحوادث، وفق ما أكده مصدر مطلع ل "كود"، هو مشاركة مشتري في تنظيم عملية مطاردة لعدد من القناصين قادهم حظهم العاثر إلى الاصطياد في منطقة تدخل في نفوذ النائب في مقاطعة اسباتة وأصدقائه.
"جرائم" أخرى في الوحيش مسجلة ضد مشتري، ومنها، حسب المصدر نفسه، الصيد دون رخصة، والقنص ليلا وخارج الأوقات المحددة من طرف الجامعة الملكية المغربية للقنص، إلى جانب التورط في شجارات مع عدد من الصيادين.
"امتلاء" سجل مشتري بالسوابق في مجال الصيد عجل بالتحرك لتخليص الوحيش من "القباحة ديالو". غير أن من خبر الرجل عن قرب كان يعلم جيدا أنه يزداد جرأة، التي في الأصل اكتسبها في البراري، وأنه سيبحث على تصريفها في رقعة جغرافية أخرى. وهو ما تأكد في شارع بنغازي في حي كاليفورنيا، حيث وقع ب3 رصاصات على جسد "صديقه" مرداس، وباتفاق مع عشيقته أرملة الراحل، بداية مغامرة "الارتماء" في حضن آخر، لكن هذه المرة لن يكون دافئا، بل باردا جدا. إنه حضن جدران السجن "اللي شيب القرودة"، على حد تعبير أحد الظرفاء.