أكثر المتفاءلين لم يكن يعتقد أن الملك سيصدر عفوا سيطال 188 من معتقلي حراك الريف، وبعدما خابت آمال أسر المعتقلين طوال سنة، لم يعتقد المعتقلين أنفسهم أن أوامر حزم أغراضهم تهدف إلى إطلاق سراحهم، بعدما أخبروا من حراس السجن أنه سيتم نقلهم إلى جناح آخر، أما في الجهة المقابلة من المغرب حيث تتحسر الامهات لقضائهن عيد آخر بدون فلذات أكبادهن، فقد كانت التحضيرات جارية لقضاء عيد حزين آخر. كان المغاربة منهمكين بين صور السيلفيات مع خرفانهم، وشحذ السكاكين من أجل المذبحة الكبرى، بينما كان البعض الاخر ينشر تدوينات عن عفو ملكي سيطال معتقلي الحراك، وككل مرة كان الاعتقاد في البداية أن الامر مجرد مزحة سمجة من ثقيل ظل يريد أن يزيد من تعميق آلام أمهات يقضين عيدا بدون أبناءهم، لكن ما إعتقد أنها مزحة سرعان ما ستتحول إلى شعاع من نور يحمله الجميع متلهفا لنشر الخبر اليقين. يؤكد المعتقلون أنهم لم يعلموا بخبر العفو، وبعد ذلك فارقوا زملاؤهم في رحلة القرن، رحلة بدأت بإعتقال هز العالم، وإنتهت بأحكام صدمت الجميع، فارقوهم بالبكاء الممزوج بين الفرح والحزن. أمام سجن الحسيمة حملت الامهات آمالهن وتوجهن صوب بوابته لإنتظار المعتقلين الستة والعشرين الذين سيفرج عنهم، أما أمزورن، فقد ألغت كل العوامل بدءا من الزمن وانتهاء بعيد الاضحى، وأضحى الهدف هو الفرح بقدوم رجالات الحراك. تفاصيل اكثر في ملف المساء