لا كلمة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ولا كلمة من فقيهنا أحمد الريسوني ضد التطبيع التركي. وضد الموكب المهيب الذي خصص للرئيس الإسرائيلي. وضد الأعلام الإسرائيلية التي ترفرف في أنقرة. وضد التعاون العسكري والتجاري بين الطرفين. لا كلمة. ولا نأمة. فكل الإخوان. كلهم. اختفوا دفعة واحدة. ولم يظهر لهم أثر. لكن لماذا لم يغضب أحمد الريسوني. لماذا لم يدن هذه الزيارة كما فعل مع بلده المغرب. لماذا تهاون. لماذا تخلى عن يقظته المعهودة. لماذا لم يكتب"بل إن تركيا تنغمس تماما في العشق الحرام مع العدو الصهيوني، وتفتح له كافة الأبواب.." كما قال حين وقع المغرب اتفاقية مع إسرائيل. لماذا كل هذا التسامح من طرفه. لماذا كل هذا الحدب على تركيا. لماذا غاب عنه حماس التنديد الذي لا يوظفه إلا خدمة لتركيا وقطر. وضد دول خليجية أخرى. لماذا غابت حماس هي الأخرى. ما السر في ذلك. ما سر هذا القبول بالتطبيع التركي الاحتفالي. ببساطة لأن لا أحد من إسرائيل زار تركيا. وكل ما رأيناه ليس حقيقيا. كل ما شاهدناه من حفاوة استقبال للرئيس الإسرائيلي هو مفبرك. وقد لفق تلفيقا بهدف واحد هو الإساءة لأردوغان. ولما يمثله. وللدور الذي يقوم به نصرة للقضايا العادلة. ولتشويه سمعته. وحتى لو اضطرت تركيا لاستقبال رئيس "العدو الصهيوني". فإنها كانت ستقوم بذلك من أجل تحرير القدس. ومن أجل تقديم الدعم للفلسطينيين. وللمسلمين أينما كانوا. وليس من أجل مصلحتها الخاصة كما يروج البعض. وليس من أجل عبور الغاز منها. وليس من أجل المال. وليس من الاقتصاد التركي. وليس من أجل أي شيء يخطر على بالكم. بينما هي لم تستقبل أي إسرائيلي. وحتى لو تم الضغط عليها كي تستقبله. فإنها لم تكن لتقوم بذلك بكل تلك الحفاوة. وبكل تلك الصنوج. والخيالة. والأناشيد. والأهازيج. لذلك لا تصدقوا الصور. لأنها خادعة. فاليهود قادرون على جعلنا نتوهم أن الطيب أردوغان يمكنه أن يستقبل رئيسهم بالأحضان. والحال أن لا شيء من هذا وقع. وكل ما مر أمامنا من صور ومن أخبار هو كله خيال في خيال. ومصنوع صنعا في استديوهات هوليود. بمساعدة الأمريكان. وأجزم أن أحمد الريسوني لم يكن ليسكت. لو فكرت تركيا مجرد التفكير في استقبال رئيس "الكيان الصهيوني". كان سيرد عليها. كان سيهجو رئيسها. كان سيقاطعها ويتوقف عن زيارتها وعقد الاجتماعات والمؤتمرات في ترابها. وأجزم أن الاتحاد العالمي لم يكن ليختفي عن الأنظار. لو رأى ذلك الموكب المهيب. وسمع كلام أردوغان الرقيق والحلو تجاه حليفه الإسرائيلي. فلا شيء وقع ولا زيارة قام بها الرئيس الإسرائيلي لأنقرة. إنها كلها أكاذيب ولن تنطلي علينا. ولسنا سذجا كي نصدقها. فهي مجرد دعاية مفضوحة. وحتى لو كان ذلك صحيحا وحتى لو استقبل أردوغان الرئيس الإسرائيلي فالأمر مختلف. ونتفهمه. ونقبله. و نجتهد. ونبحث له عن التبريرات. لأنه لن يفعل ذلك إلا للقضاء على إسرائيل. بجذبها إليه. وبإغرائها. وتنويمها. ومع ذلك فإنه لم يستقبل أحدا. ولم يطبع مع أحد. لذلك كونوا حذرين. ولا تنساقوا وراء الأكاذيب والصور والأخبار الزائفة. إنها فايك نيوز. وبقليل من التركيز ومن استعمال العقل يمكنكم التأكد من ذلك. إلا أردوغان. أردوغان لا يصافح اليهود ولا يوقع معهم الاتفاقيات. ولا يتعاون معهم عسكريا أيها المهرولون والمطبعون المتصهينون. أردوغان ليس هو. أردوغان الذي رأيتموه مع الرئيس الإسرائيلي هو شخص ينتحل شخصيته. كي يسيء إليه.