"يجب على الشعب المغربي التحلي بقليل من الاحترام في حق المهدي بنعطية الذي كان متميزا". بهذه الكلمات ارتأى هيرفي رونار، الناخب الوطني المغربي، أن يطوي صفحة "وديتي" المنتخب أمام بوركينا فاسو وتونس، حين عاد للحديث في تصريح صحفي عن الانتقادات التي وجهها الشارع الرياضي المغربي للعميد السابق ل"الأسود"، الذي أعلن عن اعتزاله اللعب دوليا "مؤقتا" قبل المباراتين الإعداديتين. استماته "الثعلب" في الدفاع عن "الكابيتانو"، جعلته مجددا يسقط في مواجهة للرأي العام الوطني، بعد أن سبق له أن شدد من لهجته في خطابه تجاه الإعلاميين المغاربة، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة "ودية" بين المغرب والطوغو، خلال نونبر الماضي، حين صرح بالقول "أنا مدرب منذ عشر سنوات، أعرف ماذا أفعل، اتركونا نشتغل، أفعل ما أريد واكتبوا أنتم ما تريدون". وإن كان هيرفي رونار قد انتقد لكونه ليس رجل التواصل بالامتياز في علاقته بالإعلام المغربي، فإنه أيضا لم يكن غالبا ذلك "الملاك الأبيض" في علاقته مع المنتقدين من الشارع المغربي، حيث أظهر في أكثر من مرة صورة الناخب الوطني "المتعال" بثقة زائدة في النفس، مستحضرا في أكثر من مرة معطيات تاريخ كرة القدم الوطنية، التي كون لنفسه قناعة بأنها لا تستحق من الرأي العام الوطني أن يدافع عنها بالطريقة التي يراها مبالغ فيها، كما جاء على لسانه ذات يوم في معسكر "العين" قبل التوجه للمشاركة في "كان الغابون". وفي الوقت الذي تبتسم فيها النتائج لصاحب البذلة "البيضاء"، يبقى رونار في منأى عن أصابع النقد وغليان المدرجات في وجه من سبقوه على رأس العارضة التقنية للمنتخب المغربي، ولعل التاريخ يحتفظ بأن الفرنسي روجيه لومير خرج تحت وابل من السب بعد خسارة أمام الغابون في تصفيات "المونديال" في مركب محمد الخامس، حيث سيعود "الأسود" تحت قيادة "الثعلب" خلال متم ماي المقبل، خلال "ودية" أمام هولندا، استعدادا لاستحقاقات حاسمة في طريق العبور إلى "مونديال2018".