بَات اللاعب الدولي منير الحدادي، حديث الساعة في المغرب، بعدما تراجع عن تمثيل المنتخب الإسباني الذي منحه الفرصة الأولى، وأعلن عن رغبته في الدفاع عن ألوان العلم الوطني، قبل أن تتحرّك الجامعة المغربية، في التقدّم بطلب للاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل تغيير جنسيته الرياضية على الرّغم من مشاركته لبضع دقائق رفقة "لاروخا"، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض، لتنتقل جامعة الكرة إلى المرحلة الثانية وترفع ملفّها إلى محكمة التحكيم الرياضي. قصّة منير الحدادي مع القميص الذي سيمثّله بدأت قبل مشاركته رفقة المنتخب الإسباني، حين طلب من والده إرشاده للاختيار الذي سيقوم به مستقبلا، لينصحه قائلا: "انضم إلى صفوف المنتخب الذي يستدعيك أوّلا.. اذهب إلى من يفتح لك الباب أولا".. لتأتي بعدها مباشرة دعوة من المدرب ديل بوسكي في واحدة من أغرب الدعوات التي ظلّت حيثياتها غير واضحة إلى حدود هذه الساعة، إذ ترك المدرّب الإسباني جميع الأسماء البارزة آنذاك، ليختار منير الحدادي لتعويض دييغو كوستا المصاب، في خطوة غيّرت مسار اللاعب الشاب. الحدادي أو "معجزة البارصا" كما كان يلقب في إسبانيا، خاض أوّل مباراة رسمية بقميص المنتخب الإسباني أمام منتخب مقدونيا، في الثامن من شتنبر 2014، برسم الجولة الثالثة من التصفيات المؤهّلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016" في فرنسا.. ظهور جعله يفتخر بنفسه ويؤكّد أن تمثيل "لاروخا" كان حلما يراوده منذ الطفولة، قبل أن يصدم بواقع آخر أكثر مرارة، بعدما ظل ينتظر دعوة ثانية من منتخب بلاده لكن دون جدوى. صحف إسبانية، اعتبرت آنذاك أن الأمر يتعلّق بمجرد خدعة من ديل بوسكي والجامعة الإسبانية تصب في مصلحة فريق برشلونة مستقبلا، إذ لا يمكن استيعاب استدعائه لتمثيل المنتخب الإسباني بعد إصابة دييغو كوستا، وتفضيله على مجموعة من الأسماء البارزة. لاعب برشلونة المعار إلى نادي ألافيس الإسباني، ظل متشبّثا باختياره اللعب للمنتخب الإسباني على الرّغم من تهميشه لسنوات بعد أوّل مشاركة لم تتجاوز ال13 دقيقة فقط، إذ علّق في أحد تصريحاته على الموضوع قائلا: "أنا لم أندم على اختياري للمنتخب الإسباني، ولو خيروني مرة أخرى لاخترت إسبانيا مجددا"، لكن سرعان ما تحوّلت تصريحاته "المتعجرفة" إلى أخرى يطلب من خلالها النجدة لتحويل جنسيته الرياضية من إسبانية إلى مغربية، بعد تأكّده من ضياع مستقبله الكروي على المستوى الدولي. المدرّب الإسباني ديل بوسكي، دخل على الخط في قضية الحدادي، واعترف بالخطأ الذي ارتكبه في حق اللاعب واستدعائه للدفاع عن قميص المنتخب الإسباني، قائلا: "الحدادي كان يلعب رفقة منتخب U21، واجهنا آنذاك مشكلة بعد إصابة اللاعب دييغو كوستا، فاستدعيناه لتعويضه.. أشعر فعلا بالذنب لأنني كنت السبب وراء تمثيله لمنتخب "لاروخا"". الجمهور المغربي تفاعل بدوره مع رغبة الحدادي في تمثيل "أسود الأطلس" بعد اختياره إسبانيا في وقت سابق، حيث عاد لنشر تصريحاته السابقة التي أكّد من خلالها عدم ندمه على اختيار "لاروخا" ورفض رفضا قاطعا مشاركته في كأس العالم روسيا 2018، بعد بذل آخرين مجهودات كبيرة طيلة التصفيات الإفريقية، حيث وجّه له رسالة واضحة: "متجيش تاكلها باردة، مرحبا بك لكن بعد المونديال". بات الحدادي لا يفوّت فرصة إلا وطلب "النجدة" للموافقة على تغيير جنسيته الرياضية ومرافقة "أسود الأطلس" إلى "مونديال" روسيا، وذلك بعدما ورّطه المنتخب الإسباني وتخلّى عنه، وهو التغيير الذي اعتبره البعض جاء بحثا عن مصلحته الشخصية فقط، وليس حبا في الدفاع عن أصوله.
