"فاجعة خريبكة" تحفّز مبادرات تضامنية

سجل متتبعو الشأن المحلي بخريبكة ما وصفوها ب"الروح التضامنية" التي يبصم عليها المغاربة في كل فاجعة، إذ يسارع المتطوعون إلى تقديم يد العون منذ اللحظات الأولى لوقوع حادثة ما، وهو ما تأكد مباشرة بعد انقلاب حافلة لنقل المسافرين بتراب جماعة بولنوار بالطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي خريبكة والفقيه بن صالح.
ووثقت عدسات هواتف بعض المتواجدين في مكان الواقعة الانخراط الواسع لمستعملي الطريق الوطنية رقم 11، حيث هبّ عدد من المتطوعين للمساهمة في إخراج الجثث والمصابين من الحافلة، وتقديم الإسعافات الأولية قدر الإمكان للجرحى، في انتظار حلول عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والسلطات المحلية بمكان الواقعة.
وتضمنت اللقطات المتداولة على تطبيق "واتساب" مشاهد لمتطوعين وهم يبعدون المصابين عن الحافلة، محاولين توفير جانب من الدعم النفسي للجرحى وأمهات الأطفال الذين توفي عدد منهم بمكان الواقعة، فيما لم يتمالك بعض موثّقي تلك المشاهد أنفسهم وأجهشوا بالبكاء المصحوب بنداءات متكررة لمستعملي الطريق بالتأني في السياقة ووقف "نزيف الطرقات".
وتفاعلا مع الواقعة، أطلق نشطاء ومتتبعو الشأن المحلي بخريبكة نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يشيرون من خلالها إلى أن الوضع يفرض على الجميع الالتحاق بمركز تحاقن الدم بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، من أجل التبرع بالدم والمساهمة في إنقاذ حياة المصابين.
وفي سياق مشابه، تداول عدد من سكان مدينة خريبكة، عبر تطبيق التراسل الفوري "واتساب"، "أوديوهات" يؤكدون من خلالها أن أقارب الضحايا الذين حلوا بخريبكة لمتابعة الأوضاع الصحية لذويهم في حاجة ماسة إلى المساعدة، وعلى المتطوعين توفير ما يلزم من مأكل ومشرب للأسر المكلومة.
يشار إلى أن انقلاب الحافلة، التي كانت قادمة من مدينة الدار البيضاء وتسير في اتجاه مدينة الفقيه بن صالح، أسفر عن وفاة 22 راكبا، من بينهم 6 أطفال و5 رجال و11 امرأة، مع تسجيل 32 مصابا بجروح وكسور متفاوتة الخطورة، ما دفع إلى نقل 8 حالات منهم إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء.