ارتفعت أسعار النفط وقيمة الدولار والين، الاثنين، في أعقاب الهجوم المباغت الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل نهاية الأسبوع، مما أثار مخاوف جديدة بشأن التوتر في الشرق الأوسط. وأثارت الأزمة القلق حيال إمدادات الوقود من المنطقة في ظل خفض الإنتاج من قبل السعودية وروسيا. كما جددت المخاوف حيال تأثير الأزمة على التضخم، علما بأن تكاليف الطاقة تعد محرّكا رئيسيا لارتفاع الأسعار، مما يؤدي إلى عامل ضغط جديد على المصارف المركزية فيما تحاول الحد من رفع معدلات الفائدة لتجنّب الركود. أسفر الهجوم المباغت وإعلان إسرائيل الحرب للرد عليه عن سقوط أكثر من ألف قتيل، وفاقم المخاوف من إمكانية تدخل الولاياتالمتحدة وإيران في النزاع حال اتساع رقعته. وقال كل من براين مارتن ودانيال هاينز من مجموعة "أيه إن زي" (ANZ Group) إن "الأهم بالنسبة للأسواق يتمثل في مسألة إن كان النزاع سيبقى تحت السيطرة أو ستتسع رقعته ليشمل مناطق أخرى، تحديدا السعودية". وأضافا: "في البداية على الأقل، يبدو أن الأسواق ستفترض أن الوضع سيبقى محدودا في رقعته ومدّته وتداعياته المرتبطة بأسعار النفط. لكن يمكن توقع تذبذبات أكبر". لكن العقود الرئيسية سجّلت ارتفاعا بأكثر من خمسة في المئة في تعاملات الصباح الآسيوية قبل أن تتراجع بعض الشيء. وحذّر ستيفن إنيس من "إس بي آي لإدارة الأصول" من أن "التحليل التاريخي يشير إلى أن أسعار النفط تشهد عادة مكاسب مستدامة بعد أزمات الشرق الأوسط. في الأثناء، تتجه الأسهم للتعافي في نهاية المطاف وتسير لتصبح أعلى بعد فترة تذبذب مبدئية". وأضاف أن "ارتفاعات الأسعار المبدئية في الأصول التي تعد ملاذا آمنا مثل الذهب وسندات الخزينة، والتي تحقق مكاسب أولية في هذا النوع من الأزمات، تتراجع مع استقرار الوضع". وتابع: "لكن فيما يعتبر محللو الشرق الأوسط أن هذه لحظة مفصلية بالنسبة لإسرائيل، يبدو المشهد قابلا للاشتعال في أي سيناريو حالي". وفي سعيهم لتفادي المخاطر، لجأ المستثمرون إلى الدولار الذي ارتفع مقابل الجنيه الاسترليني واليورو إضافة إلى الدولار الأسترالي والنيوزيلندي. وتعزز الين الذي يعد من أكثر العملات أمانا مقابل الدولار، لكنه ما زال عند أدنى مستوى له منذ 11 شهرا. وارتفع الذهب الذي يعد ملاذا رئيسيا آخر أيضا بحوالي 1 في المئة. وبدت أسواق الأسهم مختلطة، إذ تراجع مؤشر شنغهاي في أول يوم له بعد عطلة استمرت أسبوعا، فيما يتواصل القلق في أوساط المستثمرين على خلفية الصعوبات التي يشهدها الاقتصاد الصيني. كما سُجّلت خسائر في بومباي وسنغافورة ومانيلا وبانكوك وويلينغتون رغم أن أسهم هونغ كونغ ارتفعت في تداولاتها لمدة قصيرة، بعدما أُغلقت السوق خلال الصباح بسبب إعصار. وبينما حقق سوقا سيدني وجاكرتا المكاسب، كانت سوق طوكيو مغلقة بسبب عطلة. وسجّلت أسواق لندن ارتفاعا، فيما تراجعت الأسهم في باريس وفرانكفورت. إمكانية تجنّب الركود في الولاياتالمتحدة وجاء الأداء الفاتر رغم ارتفاع أسهم وول ستريت حيث رحّب المستثمرون بالبيانات التي تظهر زيادة في الوظائف الجديدة، فيما يتباطأ ارتفاع الأجور. وعززت البيانات التي لم تكن قوية جدا ولا ضعيفة جدا الأمل حيال إمكانية تجنّب أكبر اقتصاد في العالم الركود إن بقيت معدلات الفائدة المحددة من الاحتياطي الفدرالي مرتفعة. مع ذلك، تسود مخاوف من إمكانية رفع المعدلات مرة أخرى قبل نهاية العام، فيما يبدي المسؤولون عزمهم على خفض التضخم ليعود إلى هدف 2%. عند حوالي الساعة 08:10 ت غ، سجّل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعا بنسبة 3,0 في المئة إلى 85,24 دولارا للبرميل، بينما ارتفع خام برنت بحر الشمال بنسبة 2,6 في المئة إلى 86,77 دولارا للبرميل. وارتفع مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 0,2 في المئة ليسجّل 17517,40 عند الإغلاق. أما مؤشر شنغهاي المركب فانخفض بنسبة 0,4 في المئة إلى 3096,92 عند الإغلاق. وفي لندن، ارتفع مؤشر "إف تي إس إي 100" بنسبة 0,1 في المئة إلى 7503,68.