ما قَتَلْتِ غيرَ شعبٍ أعزلٍ يَتِمٍ

أمَا وقد بلغ بنا اليأس مبلغَه من هذه الأمة الرابِضة فوق الذهب، الذي أذهب العِزة؛ فلْنجرب دعوة النصارى لحماية الأقصى والقيامة معا، وغزة، وجميع حارات الأنبياء في فلسطين ..
يا صَفوةَ الأملْ، مِن بعْدِ كَمْ ألَمٍ
يا ابنَ مَريَم قدْ حَفَّتْ بكَ الأُمَمُ
ارْفعْ صَليبكَ سيْفًا ها هُمُ قَتلوا
أبناءَنا وبَكتْ أشلاءَهُمْ عَجَمٌ
دَمْدِم عليهم فقدْ أضْحتْ لهم هَمَلا
قدسٌ وناصِرةٌ تَهْوي بها الرُّدَمُ
يا أخْتَ هارونٍ أُمًّا للّذي صَلبُوا
أفْضَى إلى قدُسٍ حيًّا وما عَلِموا
هلاَ سَجَيتِ بِطُهرٍ صِبيةً ظُلِموا
ماتوا بِمَقْصَفة غِرْبانُها شُؤُمٌ
أنتِ التي وضَعَتْ عِيسى بِمُعجزةٍ
كونِي لهمْ رَحِمًا فِي حَضْرَةٍ تَسِمُ
يا بِنتَ ناصِرةٍ مادَتْ بنا مُدنٌ
أجراسُها حُطَمٌ أحْرارُها رِمَمٌ
كيف السبيلُ إلى عِزٍّ بحاضِرةٍ
أقمارُها رُسلٌ، في عَرْشِها صَنمٌ
أفنَى بها حُلْمًا بالحُبِّ يجْمَعُنا
أينَ القِيامةُ أينَ الأقْصى يا قَزَمُ
أينَ الأمينُ ومُوسى يا بَني خُدَعٍ
يا أمَّة العِجل قد خارَت لِها الهِمَمُ
ما قَتَلْتِ غيرَ شعبٍ أعزلٍ يَتِمٍ
واليُتمُ من عربٍ أثرَوا وما كَرُموا
ذُلُّوا بمالِهمُ ذُلاّ يُعاقِرُهم
خمْرا لها سَكَرٌ قد حَفَّهُ نَهَمٌ
مِن أينَ صَحْوتُهم والمالُ مَضْيَعَةٌ
في بِيدِهِمْ أسُدٌ تَمْشي بِها غَنَمٌ
أعْلَوا مُكابرةً أبراجَها ونَسَوا
أنَّ المكارمَ لا تُبْنى بما وَهَمُوا
ارْتَقَوْا مُسافَهةً أطوالَها ونَسَوا
أنَّ القَشاعِم في عَليائِها رُجُمٌ
إنْ يَصمُدِ الشعبُ في العِزَّهْ وناصِرةٍ
والرَّاجِمات شُوَّاظٌ جَوفُهُ حِمَمٌ
ما ذاكَ إلاَّ بأمْرٍ فيهِ مَكْرُمةٌ
فِي أرضِ مُعجِزة خَرَّتْ لها النُّجُمُ
رحماكَ ربِّي فلِي في مَغرِبي طلبٌ
أنْ يُشرِقَ النُّورُ في أرْضٍ بِِها ظُلَمٌ
ما عادَ فيها بَصِيصٌ من مُجالَدَةٍ
شاخَ الزمانُ ذَليلا عُرْبُه نُوَّمُ