مع بداية شهر رمضان، تتضاعف معاناة مغاربة غزة العالقين، في ظل استمرار تأخر عملية إجلاء الدفعة الخامسة منهم نحو الأراضي المصرية عبر معبر رفح. وعبر مجموعة من العالقين لهسبريس عن "تأزم الأوضاع بشكل كبير مع دخول أول أيام شهر رمضان، الإثنين، خاصة على مستوى المأكل والمشرب". وأكد العالقون أن "كشوفات الأسماء التي تحمل أصحاب الجنسيات المغربية لم تخرج إلى العلن منذ ما يصل إلى 50 يوما"، وهو ما يجعلهم في وضع "ترقب مستمر". وتواصلت هسبريس مع مصدر ديبلوماسي من سفارة المملكة بالقاهرة حول مستجدات ترحيل الدفعة الخامسة وأسباب هذا التأخر الطويل، فرد بشكل مقتضب: "غياب أية مستجدات حول هذا الأمر". وقال عبادة المقوسي، أحد المغاربة العالقين منذ شهور، إن " أول يوم من رمضان، أمس الإثنين، كان صعبا للغاية، واليوم الثاني، ازداد الوضع سوءا". واضطرت عائلة عبادة أن ترحل من إحدى المناطق بمنطقة رفح إلى القرب من المعبر خوفا على حياتها. وأضاف المتحدث لهسبريس: "عائلتي حاليا في العراء، تفترش الأرض قرب معبر رفح، وهنا سنقضي رمضان". ويعاني عديد من المغاربة كما هو الحال لدى عائلة عبادة من نقص التغذية. فبحسبه، فإن "الإفطار يأتي من جيوبنا، ومن المال القليل المتبقي لنا، الذي لا نستطيع شراء أي كمية محترمة من الأكل منه بسبب الارتفاع الصاروخي للأسعار في كامل غزة، وأيضا بفعل ندرة المساعدات الغذائية". وشدد المقوسي على أن السلطات المغربية لم تخبرهم إلى حدود اللحظة بمصير إجلاء الدفعة القادمة، على الرغم من تأزم الأوضاع ودخول شهر رمضان، حيث "تزداد الحياة تعقيدا في ظل هاته الظروف". ورغم أن الأوضاع كانت كارثية حتى قبل شهر رمضان، إلا أن توفير الإفطار أمر شاق للغاية في ظل هاته الظروف بالنسبة لمغاربة غزة، الذين اعتادوا على الأقل، رغم الحرب، التواجد في منازلهم. وكانت آخر دفعة لأصحاب الجنسية المغربية قد مرت نحو معبر رفح في الأول من فبراير المنصرم، وبعد أزيد من شهر لم تخرج حتى الكشوفات المغربية، وفق أحد المغاربة العالقين. المتحدث الذي رفض الكشف عن هويته، شدد في تصريح لهسبريس على أن "السلطات المغربية لا تتواصل مع العالقين، ما يشعرهم وكأنه قد تم التخلي عنهم بشكل نهائي". جدير بالذكر أن مهمة الإجلاء ليست سهلة، إذ يتوجب انتظار الرد المصري والرد الإسرائيلي معا من أجل السماح بمرور كل فرد على حدة، وهي مهمة شاقة تتطلب الكثير من الوقت، وفق ما أكده سابقا مصدر ديبلوماسي لهسبريس. ويترقب العالم هجوما عسكريا إسرائيليا وشيكا على مدينة رفح، سيزيد بكل تأكيد من تعقيد أوضاع النازحين، وأيضا سيرورة عمليات الإجلاء.