ترأس محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، اليوم الجمعة في الرباط، حفل إطلاق الدورة الأولى من "معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية"، الذي يعد الأول من نوعه في المغرب وفي إفريقيا، الذي يعنى بصناعة "الكايمينغ"، باعتبارها مجالا "خصبا"، بالنسبة لشريحة واسعة من الشباب المغربي، لاسيما في مجال تصميم ألعاب الفيديو وغيرها. وخلال كلمته على هامش حفل الافتتاح الذي حضره سفراء وشخصيات سياسية وعمومية مغربية، ضمنها المستشار الملكي أندري أزولاي، لفت وزير الشباب والثقافة والتواصل إلى أن صناعة الألعاب الإلكترونية ما فتئت تمثل عنصرا حيويا في المغرب، مؤكدا أنها تظل مع ذلك قطاعا مختلفا عن بقية القطاعات، بما أن مادته الخام والأولية متجذرة في الجانب الثقافي والإبداعي، ومرتبط الشباب على نحو أساسي. وربطا بالأهمية التي يحتلها هذا "المعرض الطارئ" على السياق المغربي، لمح بنسعيد إلى مسألة تحصين الطاقات الشابة النشيطة في المجال، مسجلا أن العالم يعرف كما هائلا من هجرة الأدمغة وهجرة العنصر الإبداعي بشكل عام، مؤكدا أن الشباب المغاربة منخرطون في المد العالمي لهذه الصناعات، بحكم الانخراط في العولمة، ويشاركون في تنمية صناعة الألعاب الإلكترونية؛ بل ويلعبون دورا مهما فيما يخص تصميمها. وشدد المسؤول الحكومي على أن الرهان هو المرور من مرحلة عنوانها الاستهلاك إلى أخرى سمتها التصنيع، (...) وذلك في إطار الرؤية الملكية التي تجعل الثقافة والتراث ورأس المال البشري أساس مشروعنا للمجتمع والتنمية. وأبرز في السياق ذاته أن هناك توجها لدمج هذه الألعاب في قلب صناعتنا الثقافية والإبداعية"، وزاد: نريد لذلك أن يكون نقطة التقاء للكفاءات المغربية، مع إبداع الشباب وغنى التراث المغربي. وتحدث الوزير الوصي على الثقافة والشباب عن الإرادة الموجودة للجمع بين تميز كان قويا في الماضي مع ما يعدنا به المستقبل من خلال استدماج مقولات الحاضر، والسعي نحو حماية التراث حتى لا يغدو فلكلورا جامدا؛ (...) هذا يمنح الروح لصناعتنا، ويجعل علامة "صنع في المغرب" حاملا لمحتوى ثقافي غني. وأضاف: يمكن لقطاع صناعة الألعاب، بوصفه أحد أكثر الصناعات الثقافية دينامية في وقتنا أن يخدم هذه الإرادة. وأورد محمد المهدي بسنعيد أن الاستراتيجية المغربية في هذا السياق ترتكز على عناصر أساسية منها التكوين واستقطاب المواهب والكفاءات، ودعم الشركات المحلية والدولية، وإنشاء البنية التحتية وخلق مجموعات للابتكار والإنتاج. وأجمل وزير الثقافة والشباب والتواصل كلمته متحدثا عن الرباط التي تسعى من خلال هذا المعرض إلى خلق توقيعها الخاص في مجال الألعاب (Rabat Gaming City)، والتي مهمتها جمع المبادرات وإنشاء نقطة انطلاق للمشاريع الإقليمية المستقبلية من عاصمة المملكة، لأن جمع المبادرات نقطة مفصلية من أجل المرور إلى "تنظيم حقيقي". من جانبه، اختار ضيف الشرف الياباني تاكايا إيمامورا، المصمم والمبدع في مجال ألعاب الفيديو وأحد أبرز وجوه "نينتيندو"، أن يشكر الرباط على التفكير في تنظيم هذه النسخة الأولى من نوعها في المنطقة، ثم مر إلى استحضار بداياته في هذه "الصنعة"، التي تعود بالأساس إلى تأثره بوالده، الذي كان رساما. فأصبح محترفا في هذا الفن، الذي صقله ذلك الولع المبكر بالألعاب والسينما والرسوم المتحركة، فانتهى بتمسكه ب"قلب طفل" لم يغادره قط. وأوضح تاكايا إيمامورا متحدثا من فعالية انطلاق المعرض أن المسار أفضى في النهاية إلى الانضمام إلى العلامة العالمية البارزة نينتندو وتمكن هو وزملاؤه من تصميم العديد من الألعاب المنتشرة في كل أنحاء العالم، مسترجعا في كلمته مقابلته الأولى قبل الانضمام إلى الشركة، والتي جاءها محملا بجملة من الصور. وقال: نالت إعجاب المسؤولين في الشركة، فجرى تعييني كرسام وكمصمم فيها. وأفاد ضيف شرف المعرض بأن رحلته مع هذه العلامة الشهيرة عالميا ستنتهي عند سن الخامسة والخمسين، وبعدها أصبح أستاذا بجامعة أوساكا باليابان، قائلا: "أردت أن أنقل كل تجاربي للشباب"؛ لكنه في السياق نفسه لفت إلى أنه حتى بعد مغادرة العلامة المذكورة، اشتغل على مشاريع ألعاب، ومنها لعبة يتم إطلاقها بشكل أولي في السوق اليابانية قبل وضعها رهن إشارة دول أخرى. وخلال جولة قامت بها هسبريس بالتظاهرة، لاحظت "حماسا منقطع النظير" لدى الشباب المغاربة العارضين الذين طوروا علامات تجارية وأستوديوهات استطاعت أن تصمم ألعابا بتوقيع مغربي خالص. وتوقفت الجريدة عند يوسف العلوي المدغري، مسؤول التسويق ب"كوكورو كايمز"، الذي اعتبر الحدث "فرصة أساسية كانت مرجوة ومنتظرة لأجل تقريب هذه الصناعة من المغاربة وتحفيز الممولين لدخول هذه السوق والاستثمار فيها؛ وأيضا عرض صناعات محلية". التصور ذاته حضر لدى سفيان خرامز، المدير التنفيذي ل"إينكما ستوديو"، الذي اعتبر أن الملتقى الأول من نوعه كان يحتاج فقط إلى إرادة سياسية، بما أن توصيات الشباب ومقترحاتهم كانت هي الالتفات إلى عالم "الكايمينغ" الذي انتعش بشكل مثير للاهتمام خلال السنوات الأخيرة بالمملكة، خاتما بأن هناك آلاف المصممين المغاربة اليوم ومئات الأستوديوهات التي تستثمر في صناعة الألعاب لكنها كانت دائما متوجسة من غياب التأهيل. تجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى من "معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية"، التي انطلقت اليوم الجمعة، ستمتد إلى غاية 26 ماي الجاري بالعاصمة الرباط، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وتعتبر وزارة الثقافة والشباب والتواصل أن الملتقى "يشكل فرصة للالتقاء بين عدد من الوجوه الدولية المعروفة في قطاع صناعة الألعاب، قادمين من 16 بلدا".