تراجع الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ اليوم الجمعة، بعد صدور بيانات أضعف من المتوقع بشأن سوق العمل في الولاياتالمتحدة، مما عزز رهانات المستثمرين على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. وأظهرت البيانات أن أصحاب العمل في الولاياتالمتحدة أضافوا 73 ألف وظيفة فقط خلال يوليوز، وهو ما يقل كثيرًا عن التوقعات البالغة 100 ألف وظيفة، بحسب استطلاع أجرته وكالة "رويترز". كما تمّت مراجعة أرقام يونيو 2025 بخفض حاد من 147 ألفًا إلى 14 ألف وظيفة فقط، ما شكّل مفاجأة سلبية للأسواق. في السياق نفسه، ارتفع معدل البطالة إلى 4.2 بالمئة كما كان متوقعًا، مقارنة ب4.1 بالمئة في يونيو الماضي. وقالت هيلين جيفن، مديرة التداول في شركة "موني يو.إس.إيه" بواشنطن، إن "الأمر جاء أسوأ من توقعات الجميع، خاصة بعد المراجعة الكبيرة بالخفض للشهر السابق"، مشيرة إلى أن هذه البيانات تُضعف موقف الدولار وتدفع السوق لإعادة تسعير سيناريوهات السياسة النقدية المقبلة. وهبط مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 1.09 بالمئة ليصل إلى 98.94 نقطة. في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 1.22 بالمئة إلى 1.1554 دولار، بينما سجّل الدولار هبوطًا حادًا أمام الين بنسبة 1.58 بالمئة ليصل إلى 148.35، بعدما لامس مستوى 150.91 في وقت سابق، وهو الأعلى منذ 28 مارس الماضي. كما خسر الدولار 0.82 بالمئة أمام الفرنك السويسري ليسجل 0.806، رغم أن الفرنك كان من أكثر العملات تضررًا من الرسوم الجمركية الأمريكيةالجديدة، التي بلغت 39 بالمئة على صادرات سويسرا. وبالمثل، ارتفع الدولار الكندي بنسبة 0.58 بالمئة إلى 1.38 مقابل الدولار الأمريكي، رغم أن كندا تواجه حاليًا رسومًا جمركية أمريكية جديدة بنسبة 35 بالمئة، بعد أن كانت التهديدات السابقة تدور حول 25 بالمئة فقط. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق من اليوم فرض رسوم جمركية جديدة مشددة على عدد من الشركاء التجاريين، مما أثار اضطرابًا في الأسواق، إلا أن بيانات التوظيف السلبية سرعان ما دفعت الدولار إلى مسار هبوطي عام. وارتفعت احتمالات خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 54 نقطة أساس حتى نهاية العام، مقارنة ب34 نقطة فقط في توقعات يوم أمس الخميس، فيما تُشير الأسواق إلى أن أول خفض مرجّح قد يتم في اجتماع شتنبر المقبل، حسب ما سيكشفه تقرير الوظائف المرتقب لشهر غشت.