واصلت الممثلة المغربية نسرين الراضي مسارها التصاعدي في الساحة الفنية الدولية، بعد أن حصدت جائزة أفضل ممثلة إفريقية خلال حفل جوائز Septimius المرموقة، عن دورها في الشريط السينمائي "الكل يحب تودا" للمخرج نبيل عيوش. هذا التتويج، الذي يأتي ليعزز حضور السينما المغربية في واجهة الملتقيات العالمية، اعتبرته الراضي محطة مميزة في مسارها، لكنها شددت في المقابل على أن الفن بالنسبة لها يظل أسمى من كل الجوائز، وأن التمثيل فعل وجودي يتجاوز حدود التكريمات. وقالت الممثلة المغربية في رسالة مطولة نشرتها عبر حساباتها الرسمية إنها لا تحتاج إلى جوائز لتكون موجودة ولتكون ممثلة، مردفة: "أنا ممثلة حين أتنفس، حين أمشي، حين أحمل قصة، حتى عندما لا يراني أحد". وبكلمات صادقة مؤثرة أوضحت الراضي أن قيمة الفن الحقيقية تكمن في الأثر الذي يتركه في الناس، وليس في التماثيل التي قد يطويها الغبار مع مرور الوقت، مضيفة أن الجوائز تمر، لكن الفن يبقى والنار تبقى والأثر الذي يترك في قلوب الناس هو الذي يدوم. كما عبرت صاحبة دور "تودا" عن امتنانها لفريق العمل الذي رافقها في هذا المشروع الفني، وللمخرج نبيل عيوش الذي أتاح لها فرصة تجسيد شخصية مركبة مثل "الشيخة تودا"، مشددة على أن الحرية في أن تكون فنانة تظل أغلى ما تملكه. ويغوص فيلم "الكل يحب تودا"، الذي يمتد على 100 دقيقة، في عالم "الشيخات" وفن "العيطة" من زاوية جديدة، عبر قصة "الشيخة تودا" التي تقدمها نسرين الراضي بجرأة كبيرة، وهي امرأة تقاوم النظرة المجتمعية القاسية وتحاول فرض وجودها وضمان قوتها اليومي بعيدا عن الهامش. ومن خلال عدسته اختار نبيل عيوش أن يسلط الضوء على هذه المهنة المثيرة للجدل، كاشفا جوانب خفية ومسكوتا عنها، في طرح فني يعيد الاعتبار لهؤلاء النسوة اللواتي لطالما حملن الذاكرة الشعبية المغربية على أكتافهن. ويكرس هذا التتويج الجديد مكانة نسرين الراضي كواحدة من أبرز الوجوه الشابة في السينما المغربية، خصوصا أنها دأبت على اختيار أدوار صعبة ومعقدة، تجمع بين القوة والصدق في الأداء، كما يشكل اعترافا دوليا بقيمة السينما الوطنية، التي باتت تحجز لها مكانة متقدمة في كبريات المحافل السينمائية، بفضل جيل جديد من المبدعين والمبدعات الذين يصرون على تقديم صورة مغربية أصيلة للعالم.