قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية القادمة إلى قطاع غزة عبر الأردن عقب مقتل جنديين إسرائيليين في عملية إطلاق نار نفذها مواطن أردني سائق شاحنة على جسر أللنبي (جسر الملك حسين) الحدودي بين الضفة الغربيةوالأردن. وقال الناطق العسكري الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان، إنه "في أعقاب العملية الإرهابية التي وقعت اليوم في معبر أللنبي، أوصى رئيس الأركان، الجنرال إيال زامير، بعد توصية منسق أعمال الحكومة في المناطق وقائد المنطقة الوسطى إلى المستوى السياسي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية القادمة من الأردن حتى استكمال التحقيق وتغيير أنظمة فحص السائقين الأردنيين". ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن "القتيلين في عملية أللنبي جنديان". من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا عن مسؤول أمني، في وقت سابق من اليوم الخميس، بأن "منفذ العملية هو مواطن أردني متعاقد مع الجيش الأردني لنقل شاحنة المساعدات من الأردن إلى قطاع غزة"، مشيرة إلى أن "المنفذ فتح النار عند المعبر على عناصر الأمن الإسرائيليين"، وأن "المنفذ بدأ بإطلاق النار ثم نفذ عملية طعن". وبحسب التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، فإنّ "المنفذ عبر من الجانب الأردني للمعبر وهو يقود شاحنة مساعدات إنسانية، كانت مخصصة للدخول إلى قطاع غزة، على غرار عشرات الشاحنات التي تعبر يوميا عبر المعبر"، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي. وذكر التحقيق أنه "ما إن دخل المنفذ إلى الجانب الإسرائيلي من المعبر، عند ساحة البضائع، حتى بدأ بتنفيذ العملية؛ إذ فتح النار باتجاه الأشخاص المتواجدين في المكان قبل أن تصل شاحنته إلى منطقة الفحص، أي قبل أن يجري تفتيشه من الجانب الإسرائيلي". وأضاف التحقيق، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ "المنفذ ترجّل من الشاحنة، وبدأ أولا بإطلاق النار نحو الموجودين، ثم نفذ عملية طعن تسببت في إصابات خطيرة، قبل أن يصل أحد عناصر الحراسة في المعبر ويقتله في المكان". ويربط جسر الملك حسين (جسر أللنبي) الأردنبالضفة الغربية، وهو المنفذ الوحيد للفلسطينيين بالضفة إلى الأردن، ويبعد عن العاصمة الأردنية عمّان نحو 60 كلم وعن مدينة أريحا بالضفة الغربية نحو 5 كلم. كما تُشكل الحدود الإسرائيلية-الأردنية نقطة حساسة من الناحية الأمنية، وتخضع لمراقبة مكثفة من الجانبين، مع وجود تعاون أمني بين عمّان وتل أبيب في إطار اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1994. يذكر أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، شهدت الضفة الغربية تصعيدا عسكريا إسرائيليا ازدادت وتيرته بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، وشمل اقتحامات متكررة للمدن والقرى والمخيمات بالضفة الغربية، خاصة في جنين وطولكرم وطوباس، واعتقال مئات الفلسطينيين، كما اندلعت مواجهات مع مسلحين فلسطينيين أدت إلى مقتل عدد كبير منهم، علاوة على تدمير عدد كبير من المنازل والبنى التحتية، مما أدى إلى تهجير آلاف السكان. وأسفر التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية عن مقتل مئات الفلسطينيين، وإصابة واعتقال الآلاف، وفق معطيات فلسطينية رسمية. وتعتبر إسرائيل هذه العمليات العسكرية بالضفة الغربية جزءا من "مكافحة الإرهاب" بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، بينما يراها الفلسطينيون استمرارا "لسياسة الاحتلال والتطهير العرقي".