أشاد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بانفتاح دولة باراغواي على القارة الإفريقية من خلال سفارتها في الرباط، ومن خلال قرارها الرسمي فتح قنصلية عامة في مدينة الداخلة قريباً، معتبراً أن "هذه الخطوة تضفي على الشراكة المغربية الباراغوايانية دلالة رمزية خاصة، وتجسد تضامناً فعالاً وإرادة صادقة للانخراط في الدينامية القارية". وأكد بوريطة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع روبين راميريز ليسكانو، وزير العلاقات الخارجية بجمهورية باراغواي، الذي يزور الرباط، أن "الدعم الثابت والمستمر الذي تقدمه باراغواي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، بوصفها الأساس الوحيد والواقعي للتوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، يجعل من هذا البلد حليفاً مخلصاً لقناعاته، محترماً ومسموعاً على الساحة القارية في أمريكا اللاتينية". وسجل الدبلوماسي المغربي ذاته أن "البلدين تحدوهما إرادة واضحة ومسؤولة لتكثيف الشراكة في إطار رؤية قوامها الوفاء بالالتزامات، وتقاطع الأولويات، والإخلاص للمبادئ"، مردفا: "إن علاقاتنا الثنائية تستمد روحها من رؤية قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس سانتياغو بينيا، للرقي بها إلى مستوى شراكة إستراتيجية واعدة، يؤطرها حوار سياسي وتعاون في ميادين عدة". ونوه الوزير بالإصلاحات العميقة التي تشهدها باراغواي، الرامية إلى "توطيد العدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي والدبلوماسية الفاعلة"، مبرزاً أن "هذه الاختيارات تترجم رؤية حكامة مسؤولة وتعزز مكانة باراغواي داخل الهيئات الإقليمية والدولية؛ كما تنسجم هذه التوجهات مع الأولويات البنيوية للمغرب كما سطرها جلالة الملك محمد السادس". وتابع بوريطة بأن "المغرب يؤيد تأييداً كاملاً الدينامية التي تنخرط فيها باراغواي، ويجدد التأكيد على إرادة راسخة لمواكبة مسار الإصلاح والتنمية في هذا البلد الصديق، وفق منهج مرن ومُركَّز عبر شراكات اقتصادية ملموسة، وتعزيز المبادلات التجارية، وإرساء تعاون تكاملي في المجالات الإستراتيجية بالنسبة إلى البلدين". وأوضح المسؤول الحكومي نفسه أن "المغرب يشيد بدور باراغواي الفاعل داخل السوق المشتركة الجنوبية (الميركوسور)، والتزامها بتعميق الشراكة بين المغرب وهذا التكتل، وجعلها رافعة لتعزيز التعاون جنوب – جنوب؛ ذلك أن البلدين وإن كان يباعد بينهما المحيط الأطلسي إلا أنهما يتطلعان إلى رؤية مشتركة نحو سيادة مؤكدة وتنمية عادلة وثقة متبادلة"، وزاد: "هدفنا هو وضع نموذج للتعاون جنوب – جنوب بين بلدين صديقين وشريكين قويين". وذكر وزير الخارجية المغربي أن "الرباط وأسونسيون لهما المنطلقات نفسها في السياسة الخارجية، والرؤية الواقعية نفسها للتحولات على المستوى الدولي"، مشيراً إلى أن "قوة هذه الشراكة السياسية يجب أن تكون أيضاً على المستوى الاقتصادي، إذ نشتغل على عقد منتدى لرجال الأعمال بين البلدين قريباً، كما سنشتغل في نطاق ثلاثي، تجاه القارة الإفريقية والعالم العربي، وتجاه منطقة الميركوسور، على تعزيز التجارة من خلال اتفاقيات تجارية بين المغرب وباراغواي، مع إمكانية تطوير هذه الاتفاقيات لتشمل السوق المشتركة لأمريكاالجنوبية". وخلص المتحدث إلى أن "الموقف الإيجابي والثابت لباراغواي من قضية الصحراء المغربية عنصر أساسي في هذه العلاقة"، خاتما: "هذا البلد كان دائماً داعماً ومسانداً لحقوق المغرب المشروعة على أقاليمه الجنوبية، وقرار فتح قنصلية في الداخلة قريباً إشارة قوية في هذا الاتجاه".