شدد المصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، على أن الخطاب السياسي الجديد، لما بعد 31 أكتوبر، قادر على تعبئة الشباب للدفاع عن مقترح الحكم الذاتي، لأنه خطاب دولة المؤسسات، و"يعرف كيف يربط بين الذاكرة والمستقبل". وقال بنعلي خلال مشاركته في الندوة الوطنية للمنتدى الدبلوماسي الأول بالجامعة الدولية للعيون، يوم السبت 22 نونبر 2025، في محور دور الأحزاب السياسية في تأطير الشباب للدفاع عن مقترح الحكم الذاتي، "إن المغرب استطاع أن يحول معركة وحدته الترابية إلى معركة من أجل الاستقرار الإقليمي والتنمية، بدل اختزالها في مظلمة تاريخية". وأكد أن "قضية الصحراء هي قضية وجود وليست قضية حدود"، مضيفا أن معنى ذلك لدى الأجيال الجديدة "أن الأمر يتعلق بآفاق تفتح وليس بحدود تغلق". واعتبر أن تقديم القضية بهذه الروح المستقبلية يجعل الشباب جزءا من صناعة القرار ورافعة أساسية لترسيخ مغرب حديث. وأوضح الأمين العام أن المغرب نقل مقترح الحكم الذاتي من صيغة سياسية للدفع بالتسوية السلمية للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء، إلى مشروع مؤسساتي للحكامة الجيدة، وهو ما مكن المنتظم الدولي من الوقوف على طبيعة هذا النزاع وعلى واقعية المقاربة المغربية. وأضاف أن المغرب، كدولة مؤسسات، يستند في سيادته على الصحراء إلى شرعية قانونية أثبتتها محكمة العدل الدولية، وإلى اعترافات دولية متنامية، وإلى نظام البيعة باعتباره ركنا من أركان التاريخ الدستوري للمملكة، مؤكدا أن العالم ومعه الشباب يفهم "شرعية البيعة كإطار مؤسسي وليس كخطاب هوية". وأشار بنعلي إلى أن الأقاليم الصحراوية الجنوبية أصبحت، بفعل القيادة الملكية، فضاء لتجارب متقدمة في التنمية والديمقراطية، ما جعل "السيادة تجليا لدولة المواطنة"، و"الحكم الذاتي نموذجا رائدا في تحقيق الاندماج والاستقرار والمشاركة الفعلية للسكان، وخصوصا الشباب الصحراوي". وقال إن دور الأحزاب لم يعد يقتصر على التعبئة التقليدية، بل أصبح يتطلب بناء خطاب عقلاني يشرح طبيعة الصراع باعتباره صراعا سياسيا يشكل "ناتجا تراكميا لمراحل تاريخية جعلت من الجزائر طرفا مباشرا في هذا النزاع". ودعا بنعلي إلى أن يسمي الخطاب الجديد الأمور بمسمياتها وأن يتبنى الواقعية السياسية والحزم. وفي حديثه عن الجزائر، شدد على ضرورة "تفكيك الأطروحة الجزائرية بهدوء وعلمية دون عداء"، مضيفا أن العلاقة بين البلدين تحتاج إلى الإقرار ب"تعايش المصالح والضرورات" بدلا من شعارات العاطفة "خاوة خاوة"، التي تبدو بسبب التعنت الجزائري ك"أحلام يقظة". وختم بنعلي بدعوة الأحزاب إلى بلورة خطاب ينسجم مع مكانة المغرب كدولة مؤسسات صاعدة، قادر على مخاطبة الشباب والمنتظم الدولي بلغة واقعية، مؤكدا أن "السيادة في الفهم الحديث هي تجل لدولة المواطنة، وأن مستقبل القضية مغربي كفضاء للتنمية والريادة الجيو-اقتصادية، وفرصة تاريخية لاندماج الشباب في مشروع الدولة، لا في صراع الحدود".