نال صمود البنية التحتية في المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط أمام ظرفية مناخية قوية بصمتها تساقطات مطرية غزيرة قبل وأثناء المباراة الافتتاحية لكأس إفريقيا "المغرب 2025′′، بين المنتخب الوطني المغربي وجزر القمر، إشادة تنظيمية بجودة هذه البنية ونجاعة أشغال التصميم والمراقبة والصيانة. وفي هذا الصدد علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر مطلع مسؤول عن تتبع الجودة في الشركة المنشئة والمسيّرة للملعب بالعاصمة، أنه جرى تطبيق "خطة ضمان الجودة من المستوى الثالث"؛ وهي وثيقة تفصيلية تُطبَّق عادة في المشاريع الكبرى أو الحسّاسة (مثل الملاعب، الجسور، المباني الكبيرة)، شارحا أنها "تكون أكثر دقة وتشددًا من المستويين 1 و2′′، خاصة في حالة ظروف طقس مشابهة لتلك التي شهدتها المباراة أمس الأحد. وسجل المصدر ذاته أنه "تمّ بتنسيق مع مختلف السلطات الولائية المتدخلة، وبإشراف مباشر من والي جهة الرباطسلاالقنيطرة، ضمان إنجاز الأشغال وفق المعايير التقنية، السلامة، والجودة المطلوبة، مع تتبع كامل لكل مرحلة من مراحل المشروع، وتنظيم مفصّل لجميع عمليات الجودة"، وقال إنه تم التأكد من الجاهزية والنجاعة والفعالية قبل انطلاق "منافسات الكان" بالسهر على تجارب قبليّة مكثفة استحضرت مختلف السيناريوهات. وتفاعلا مع سؤال ل هسبريس أورد المسؤول عينه أنه "تم التنسيق مع مكاتب الدراسات ومختبر متخصص معتمد في الجودة، فضلا عن المقاولات المعنية، لتتبع المطابقة (conformité) واقتراح إجراءات التصحيح"، مشددا على أنه تم "ضمان احترام معايير السلامة والجودة المعمول بها في الملاعب الرياضية وفق معايير دولية عالية التقنية تتطلب الإلمام ب Normes marocaines / Eurocodes وISO 9001 وكذا معايير تجهيز الملاعب". كما أفاد المتحدث بشأن شق الجودة بأن "اعتماد خطط الفحوصات والاختبارات مكّن من إنجاح المباراة الافتتاحية لبطولة كأس أمم إفريقيا في ظروف جيدة لم تُسجّل معها أيّ حادثة متعلقة بتسرب المياه"، واسترسل شارحا بأن "تطبيق مبدأ العزل المائي (L'étanchéité) في قطاع البناء من أهم الخطوات لضمان استدامة المبنى وحمايته من التآكل والرطوبة، والهدف الأساسي منه هو منع نفاذ المياه (سواء كانت مياه أمطار، أو مياها جوفية، أو تسربات داخلية) إلى هيكل البناء؛ فضلا عن تجارب قبلية مكثفة ضامنة لعدم تجميع المياه فوق العشب أو أرضية الملعب". كما أكد المصدر نفسه نجاعة العمل بنظام خاص ل"عزل وتصريف أرضية الملعب (Drainage)"، مبرزاً أن "تجديد البنية التحتية للعشب يتطلب نظام عزل وتصريف فائق التعقيد؛ فتحت العشب توجد طبقات من الرمل والحصى المرتبة بدقة، وتحتها أغشية تمنع تسرب المياه إلى باطن الأرض وتوجهها نحو أنابيب تصريف ضخمة"؛ كما أشار إلى أن "ملعب الأمير مولاي عبد الله يتضمن نظام إعادة تدوير المياه، فالملاعب الحديثة تعزل مياه الأمطار وتجمعها في خزانات تحت الأرض لمعالجتها وإعادة استخدامها في ري العشب، ما قد يحقق استدامة بيئية". وأردف المتحدث للجريدة بأن "السلطات المكلفة بتسيير المنشآت الرياضية بتعاون مع سلطات ولاية جهة الرباط تسهر طيلة أيام البطولة الكروية على تتبّع يومي ودقيق لحالة أرضية وتجهيزات الملعب والمنشآت الرياضية المرافقة"، مبرزا أن "الملعب سيستقبل 'مباريات الكان' في أجود الظروف، لضمان راحة المنتخبات والجماهير على السواء"، وزاد أن "أشغال المراقبة والصيانة دورية ومستمرة للتأكد من سلامة العزل ومعالجة أي تسرب في وقت مبكر"، خاتما بأن "العزل الجيد يساهم في إطالة عمر المنشأة، وحماية المدرجات والغرف أسفلها، وضمان راحة وسلامة الجمهور". وبينما ظهر ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله في العاصمة المغربية بأبهى حلة؛ مستقطباً أزيد من 60 ألف متفرج ومتفرجة، وفقاً لما أُعلِن عبر شاشة المركب في مباراة الافتتاح، يُنتظر أن تستقبل المنشأة الرياضية ذاتها مبارتيْ "أسود الأطلس" المتبقية ضمن دور المجموعات أمام زامبيا ومالي، فضلا عن مباراة في دورَيْ الثمن والربُع وإحدى مباراتَيْ نصف النهائي قبل المباراة النهائية ل"كان المغرب 2025′′.