تفاديًا لأنْ تلدغَ منْ جحرِ الاكتشافاتِ الكاذبَة مرتينْ، ظلت مديرة المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، أمينة بنخضرا، تعيدُ القولَ دون كللٍ بأنَّ المغرب لا يزالُ بعيدًا عن اكتشافٍ بترولِي مهم، رغم طفوِّ كثير من التقديرات المتفائلة حول الاحتياطي الذِي تزخرُ به سواحلُ المملكة، أفصحت عنها الشركات المنقبة. بيد أنَّ الاحتراز الذي تبديه بنخضرا، خشية منها من سيناريُو مماثل لما حصلَ في تالسينت، لا يمنعُ مكتبها من الاستعداد للدخول مباشرة في أولى عمليات إنتاج البترول والغاز المغربِي، في المستقبل. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإنَّ المكتب الوطنِي للهيدروكربورات والمعادن، يعتزمُ إنشاء شركة عمليات ملحقة (SOC)، مع شركة مستغلة للبترول، من الوارد بقوة أن تكون الشركة البريطانية "Circle Oil"، المملوكة فِي 17.75 بالمائة منها لصندوق "Libya Oil Holdings"، كما يرجحُ أيضًا، أنْ يكون وقوع الخيار عليها عائدًا إلى شروعها سلفًا فِي إنتاج كميَّة محدودة من الغاز (200.000 متر مكعب لليوم الواحد)، في النقاط التي تشملُ رخصتها بجهة الغرب. وهو ما يجعلُ المكتب الذِي ألف النشاط في الحقل المنجمِي يخوض لأولِ مرَّة تجربة في مجال الطاقة. على أنْ تختار في غضون الأشهر القادمة مكتب محامِين، يقدمون لها المشورة في المضمار الجديد. إنشاءُ شركة عمليات ملحقة سيمكن المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن من تنظيم تحويلات تقنية للخبرات، والمشاركة بشكلٍ مباشر في تدبير مشاريع البترول، وإنْ لم تكن لديه نيةُ التحول إلى شركة للإنتاج الوطني، على غرار سوناتراك الجزائريَّة، أوْ أن مكتب "بنخضرا" يحجمُ عن ذلك في الفترة الراهنَة على الأقل. وأنهُ سينحُو إذا ما اثبتت شركة العمليات نجاعتها إلى توسيع التجربة لتشملَ مشاريع أخرى لإنتاج المحروقات في المملكة. وبعدمَا ظلَّ المغربُ يتعاملُ مع فاعلِين "صغار" في مجال البترول، أضحى، في الآونة الأخيرة، قبلة لشركات كبرى ذات صيت على المستوى العالمي، فبعدَ كلٍّ من شركتيْ توتال (MC nº1043)، وشيفرون ((MC nº1045)، دخلتْ شركة BP بقوة في أكتوبر الماضي، وقد أعادت شراء حصص "كوسموس اينيرجِي" من رخص فم السكة وتغازونت في عرض أكادير. فيما ينتظرُ الإقبال على مزيدٍ من عمليات الحفر خلال سنة 2014؛ مع توجه الشركة الإسبانية "Repsol"، المتواجدة بالمغرب منذ عدة سنوات، نحو توسيع عمليات التنقيب في غرب طنجة، مؤخرًا. تحولُ المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، إلى شريك لفاعلِي البترول والغاز بالمغرب، يبعثُ مكاتب المحامين المختصين في المجال على فرك الأيادي والتفاؤل، فعلاوةً على إنشاء المكتب أول شركة عمليات ملحقة مع شركة مستغلة، سيعهد المكتب عمَّا قريب، إلى مكتب محاماة، بإجراء دراسة حول التأطير الحالي للتنقيب عن البترول واستغلاله، من قبيل عقود الاعتراف، والاتفاقيات البترولية واتفاقيات الشراكة، وإنْ لم يكن ذلك مسعًى إلى إدخال تعديلٍ على التشريع الحالي. كما أنَّ المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، يبحثُ عن مكتبٍ يواكبه في العقود المستقبليَّة الخمس، في المجالين المنجمِي والطاقِي، التي تمَّ إطلاقها نهاية 2013، حيثُ سيجرِي منحها، على انفراد، وهو ما سيشكلُ فرصةً سانحة لمجموعة من مكاتب الأعمال استقرتْ بالمغرب في السنوات الأخيرة ك(Clifford Chance)، وَ(Allen & Overy) أوْ (Norton Rose Fulbright).