القليل من الناس يعرفون هذا الفنان الملتزم بالدفاع عن القضية الفلسطينية وكذا مناهضة العنصرية ضد الزنوج وهو من ألذ أعداء الصهاينة، "ديودونيه" أو "امبلا امبلا" كما يحلوا للأفارقة تسميته، إنه فنان فرنسي من أب كامروني يشتغل محاسبا وأم فرنسية رسامة ومشتغلة في علم الإجتماع، إنها نبدة بسيطة عن هذا الهرم الإبداعي، مساهمة في التعريف به بعد أن أصبحت الراقصات والشواذ الأكثر حضورا في الإعلام العالمي، والسؤال لماذا يجتهد الإعلام المعادي للفطرة في التركيز على هذه النماذج من الحثالة ويتجاهل هذه القامات الفنية؟ الجواب يكمن في من يتحكم بدفة الإعلام العالمي بكل أنواعه، المرئي والمسموع وكذا المكتوب أو حتى المشموم، ولكم نموذج واحد إنه"روبرت مردوخ" صاحب الشركة الإعلامية العملاقة"نيوز كورب"، ففي 1991 قال مردوخ لتوني بلير إذا أردت الفوز في الإنتخابات الرئاسية البريطانية عليك القدوم إلى استراليا والإجتماع مع الموظفين التابعين لي، إنه فرعون" الرومي" يأمر فيطاع، وفعلا لم يجد"توني" المسكين بدا من السفر إلى أستراليا، فجمع حقائبه وتوجه شطر زاوية سيدي"مردوخ" لجلب التيسير والفوز لكبير على خصومه الإنتخابين، وربما أعطاه"الشيخ" أوراد الصباح والمساء..وكتب له في الصحيفة وأخبار هدهد سليمان..أنك غالب إلى "عملت النية"، وفعلا فاز توني بلير..إيوا قولوباز. إن التحكم في الإعلام وتوجيهه حسب رغبة اللوبيات، يرجع لسببين الأول المال والثاني النفوذ السياسي. وللأسف أعداء الأمة يملكون هذه الأمور، فالذي يمول الصحيفة أو القناة يفرض البرامج و يتحكم في خط تحريرها، فعندما كنا أطفالا كان فضاء "جامع الفناء" بفرجته يشكل لنا متنفسا، وكان أحد المغنيين الشعبيين يطلب درهم مقابل الأغنية، فعندما تعطيه درهم تطلب ماتريد ويستجيب طبعا ليس عنده" الجوق الوطني" ولكنه يخرج العجب من آلته"الكنبري" صاحب ثلاثة وترات ، المهم هو الذي يعطي الدرهم يسمع مايريد ويوجه صاحب"الكنبري" إلى أغنية بعينها، والمسكين يلبي طلب مول الدرهم دون نقاش . والآن نعود إلى صاحبنا الفنان الساخر "ديودونيه" لقد بدأت متاعبه مع اللوبي الصهيوني بفرنسا سنة 1997 وتطورت المواجهات لتصل ذروتها في سنة 2003 والنقطة التي أفاضت الكأس هي عند ظهوره على القناة الفرنسية الثالثة الرسمية وهو متنكر في لباس حاخام يهودي، وقد قام بتأدية التحية النازية"هاي هتلر"، في إشارة واضحة إلى اتهامه اليهود بتبني نهج "هتلر" مع الفلسطينيين خاصة وكل المخالفين لهم بشكل عام، ورفعت ضده العديد من الدعاوي القضائية، لكنه تحدى وتهجم عليهم مرة أخرى في2004 ، وأشار إلى أن هناك لوبيا يهوديا يسيطر على كافة وسائل الإعلام ويوجهها حسب "الطلب" ، ولقد تم منع العديد من عروضه بدعوى معاداة السامية، وتم إغلاق مسرحه بنفس الذرائع، وواجه العديد من الضغوط المادية والمعنوية لكنه صمد وحافظ على عناده الفني واستمر في السخرية من الصهاينة، والحقيقة أن الفكاهة الجادة يكون وقعها على من تستهدف أقوى من الرصاص أحيانا، فكما يقول الفنان الساخر "بزيز"" الله يخرج ضحكنا على خير"، إنها حقيقة فكم من فنان ساخر لم يسلم من الأذى معنوي ومادي، والفنان الفلسطيني" ناجي العلى" مبدع شخصية"حنظلة" الرمز، تم اغتياله بعملية إرهابية في لندن، وهو من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية بأسلوبه الكاريكاتوري الساخر، وهناك أيضا اغتيال معنوي يكابده الفنان الملتزم إنه الحصار الإعلامي، فمنع هذا الفنان من إقامة عروضه بأرض"الحرية" يشكل وصمة عار وإدانة تفضح كل الشعارات التي انخدعنا بها لوقت طويل، فأين حرية الرأي والتعبير، إن حرية التعبير كما تفهم عندهم هي في اتجاه واحد "لك الحق في أن تحتقر نفسك وهويتك وتمجد الآخر"الغرب"، ولبأس أن تتسع حريتهم لرسم صور مسيئة للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم فهذا داخل في حرية التعبير" المقدسة" ، لكن كل هذا الكلام ينقضي عندما تنتقد مستر"شلومو بن شطريت" فلاتسامح ولا حرية تعبير ولايحزنون..إنهم فوق النقد وفوق القانون والسحاب.."إيوا..بزاف"، لقد تتبعت برنامج في أحد القنوات الفرنسية وكان منشط البرنامج متحمسا لحرية التعبير ويدافع عن الصور المسيئة للنبي"ص" معتبرا فرنسا بلاد الحرية بلاحدود، لكنه واجه معارضة من مثقف مسلم طالب هذا الأخير باحترام الأنبياء، فكان جواب منشط البرنامج الفرنسي:" إنها فرنسا ياصديقي لايمكن الحد من حرية التعبير.."، لكن نفس المنشط يدافع عن حق الدولة الفرنسية في منع عروض الفنان الساخر "ديودونيه" ويقول لمنتقديه:"إن الفنان ديودونيه تجاوز الحدود كيف ينعث اليهود بالنازية.." إنه موقف مقرف ومنافق لهذا المتصهين الطامع في رضى اللوبي الإعلامي المتصهين . وابالمعطي أش ظهرليك في النفاق التلفزي؟ أولدي واش الشمس تتغطى بالغربال، أنا مانتيقهمش وخا احلفو لي فالكعبة.. [email protected]